الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بعد قصف الأتراك للطائرات الروسية في إدلب.. هل انتهى شهر العسل بين أردوغان وبوتين؟

بوتين واردوغان
بوتين واردوغان

أعلن التليفزيون الرسمي الروسي، اليوم الخميس، أن عسكريين أتراك يهاجمون الطائرات الروسية في إدلب بواسطة صواريخ محمولة على الكتف، فيما قتل ثلاثة جنود أتراك خلال المعارك التي تشهدها محافظة إدلب شمال غرب سوريا، بحسب ما أعلنه الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان. ليصل بذلك عدد القتلى من العسكريين الأتراك في إدلب خلال الشهر الحالي إلى 20 شخصا.

تضع التطورات الدراماتيكية التي شهدتها منطقة إدلب في شمال سوريا، تحديات كبيرة أمام التفاهمات التركية الروسية في هذه المنطقة، وما إذا كان شهر العسل بين القيادتين الروسية والتركية، قد شارف على الانتهاء، في ظل احتمالية حدوث وقوع صدام بين البلدين، على الأراضي السورية.

وكان الجيش السوري المدعوم بالطائرات الروسية قد قتل ستة جنود أتراك، ومدني يعمل في الجيش التركي،  في قصف جوي يوم الاثنين، 3 من شهر فبراير الجاري لتقوم القوات التركية بعد ذلك مباشرة، بمهاجمة قواعد عسكرية تابعة للجيش السوري لتقتل 76 من جنوده. كل هذا من شأنه أن يضع التفاهمات التركية التي ابرمتها مع روسيا في سوتشي وأستانه، بشأن وقف إطلاق النار، على المحك.

وفي خريف عام 2019، أطلقت تركيا عملية نبع السلام ضد الأكراد في شمال سوريا، ثم اتفق الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين، ونظيره التركي رجب طيب اردوغان، في سوتشي، على إنشاء منطقة منزوعة السلاح، على طول خط الاتصال في إدلب، على عمق 15-20 كيلومتر، لتنظيم دوريات مشتركة، ورصد الامتثال لوقف إطلاق النار هناك، ووفقا لتلك الاتفاقات أنشأت تركيا 12 مركز مراقبة، يتواجد فيها الجيش التركي.

وبحسب الاتفاق أيضا تتحمل تركيا مسؤولية نزع سلاح الفصائل المعارضة للأسد في المنطقة، في حين تمتنع كل من روسيا وقوات الجيش السوري، عن القيام بعمل عسكري شامل في إدلب، لتجنب النزوح الجماعي لثلاثة ملايين مدني في المنطقة باتجاه الحدود التركية.

الإصرار السوري على تحرير كامل الأراضي من الجماعات الإرهابية التي تتواجد في إدلب، دفعه لشن عملية عسكرية هناك، لكن القوة العسكرية السورية كانت في حاجة إلى تقديم غطاء جوي وإسناد في مواجهتها مع الميليشيات المدعومة من تركيا.
ويبدو أن الصمت الروسي تجاه العملية العسكرية السورية في إدلب فسره مراقبون بأنه موافقة ضمنية من جانب روسيا على السماح للجيش السوري بتغيير قواعد اللعبة في إدلب، وهو على ما يبدو الأمر الذي وصل إلى الجانب التركي، ودفعه إلى مهاجمة الطائرات الروسية في إدلب، على الرغم من تصريحات وزير الدفاع التركي في وقت سابق، والتي قال فيها إن القضية الأساسية لتركيا هي الاشتباك ومواجهة الجيش السوري فقط، وإن أنقرة لا تريد الدخول في مواجهة مع روسيا.

لكن من خلال السوابق ببين تركيا وروسيا في أجواء سوريا، فهذا التوتر ليس جديدا من نوعه، لكن المصالح الواسعة تتغلب في النهاية على الخلافات الضيقة بين الجانبين. ففي عام 2015 أسقطت تركيا طائرة روسية من طراز سوخوي 24، بعد أن اخترقت الأجواء التركية، بحسب رواية أنقرة.
توترات الأجواء بشدة بين الجانبين عقب إسقاط الطائرة الروسية، لكن سرعات ما بدأت العلاقات تعود جيدة مرة أخرى، وتمثل ذلك في تنفيذ مشروع السيل للغاز بين الجانبين، بالإضافة إلى شراء أنقرة منظومات صواريخ إس 400 الروسية، وهي الخطوة التي أغضبت الولايات المتحدة والحلفاء في حلف الناتو.