الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عدوى كورونا تنتقل إلى الاقتصاد العالمي.. أرقام وتفاصيل مخيفة عن تأثر بورصات العالم بالوباء المميت.. مؤشر داو جونز يتلقى أقسى ضربة في تاريخه.. وارتباك كبير في أسواق النفط

عدوى كورونا تنتقل
عدوى كورونا تنتقل إلى الاقتصاد العالمي

  • البورصات الآسيوية الأكثر تأثرًا بوباء كورونا
  • ثقة المستثمرين في إمكانية احتواء الوباء تتراجع
  • مؤشرات بورصة تقترب من أداء الأزمة المالية العالمية في 2008
  • أداء جيد مفاجئ لبورصات الصين وهونج كونج رغم الأزمة  

سجلت أسواق البورصة العالمية أمس الجمعة، هبوطًا جديدًا، متأثرة بمخاوف انتشار فيروس كورونا المميت، وهوت بعض المؤشرات إلى أسوأ مستوياتها منذ الأزمة المالية العالمية التي انفجرت عام 2008.

وبحسب وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية، تراجع مؤشر داكس الألماني بنسبة 5%، وأغلقت بورصتا طوكيو وشنغهاي على تراجع بنسبة 3.7%، فيما تستعد بورصة وول ستريت الأمريكية لمزيد من الخسائر بعدما شهدت أكبر تراجع خلال يوم واحد منذ 9 سنوات، وتراجعت العقود الآجلة لمؤشري داو جونز الصناعي وستاندرد آند بورز 500 بنسبة 0.4%، وهبط مؤشر داو جونز بمعدل 1.190.95 نقطة خلال يوم الخميس، ليسجل أكبر هبوط خلال يوم واحد في تاريخه.

وأضافت الوكالة أن الثقة التي كانت لدى المستثمرين بشأن إمكانية احتواء وباء كورونا تتراجع بشكل مطرد، ومع توارد الأنباء عن تسجيل حالات الإصابة خارج الصين في الدول الأكثر تضررًا؛ إيطاليا وكوريا الجنوبية واليابان وإيران، تتعزز المخاوف بشأن الوباء إلى تهديد عالمي ينذر بشل حركة التجارة والصناعة.

وتفاقمت تلك المخاوف مع إعلان الولايات المتحدة أمس عن تسجيل أول حالة إصابة بفيروس كورونا لشخص لم يسافر إلى الخارج ولم يتصل بأي شخص سافر إلى الخارج.

وتراجع مؤشر FTSE 100 البريطاني بنسبة 2.9% إلى 6.599 نقطة، كما تراجع مؤشر داكس الألماني في بورصة فرانكفورت بنسبة 3.3% إلى 11.955نقطة، وفقد مؤشر CAC 40 نسبة 2.7% إلى 5.346 نقطة، ويتجه مؤشر Stoxx Europe 600 إلى أكبر تراجع أسبوعي له منذ أكتوبر 2008.

والغريب أن أسواق المال في الصين وهونج كونج تؤدي بشكل جيد نسبيًا بالرغم من مخاوف انتشار الوباء، ويرجع ذلك جزئيًا إلى اتجاه الحكومة الصينية لضخ ائتمانات ضخمة في أسواق المال لدعم الأسعار بعد عودة البورصات الصينية للعمل فور انتهاء عطلة السنة القمرية، كما أبدى المستثمرون الصينيون توقعات متفائلة بفضل خفض أسعار الفائدة والإعفاءات الضريبية وأشكال أخرى من الدعم الحكومي للمساعدة في إنعاش قطاع الصناعة.

لكن شركات عملاقة حذرت من تراجع الأرباح، مؤكدة أن إغلاق عدد من المصانع في الصين تجنبًا لانتشار فيروس كورونا أربك حركة سلاسل التوريد، وأن قرارات وقف حركات السفر وإجراءات الوقاية الأخرى أثرت بشدة على معدلات المبيعات في الصين، التي تُعد سوقًا حيويًا للغاية للتجارة العالمية بالنظر إلى عدد سكانها الهائل.

وخلال اليوم الجمعة وحده، تراجع مؤشر نيكي 225 في طوكيو بنسبة 3.7% إلى 21.142.96 نقطة، وتراجع مؤشر شنغهاي المركب بنسبة 3.7% إلى 2.880.30 نقطة، وفقد مؤشر هانج سينج في هونج كونج نسبة 2.5% إلى 26.129.93 نقطة، وتراجع مؤشر كوسبي في سيئول بنسبة 3.3% إلى 1.987.01 نقطة، وتراجع مؤشر S&P-ASX 200 بنسبة 3.2% إلى 6.441.2 نقطة، وتراجع مؤشر سنسكس في الهند بنسبة 3.6% إلى 38.331.87 نقطة.

وأضافت الوكالة أن المستثمرين دخلوا العام الجديد الحالي متفائلين بإبقاء الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي (البنك المركزي الأمريكي) على أسعار فائدة منخفضة، وبتوقيع الصين والولايات المتحدة مرحلة أولى لاتفاق تجاري من شأنه خفض حالة القلق التي سببتها الحرب التجارية بين البلدين، لكن التراجعات الكبيرة في أسواق المال دفعت بمخاوف جديدة بشأن تلقي الاقتصادات الكبرى ضربة أكبر من المتوقع بتأثير فيروس كورونا، الأمر الذي من شأنه إضعاف ثقة المستهلكين ودفعهم إلى خفض نفقاتهم.

وارتفعت أسعار السندات الامريكية خلال يوم الخميس، مع سعي المستثمرين لإنقاذ استثماراتهم، لكن تقلص عوائد السندات الناجم عن اندفاع المستثمرين إلى تحويل أموالهم إلى الأمان النسبي للسندات ورفع قيمتها السوقية أصبح بمثابة مؤشر واضح على ضعف الثقة في الاقتصاد.

ومنعت السلطات الصينية في 23 يناير الماضي الدخول إلى مدينة ووهان، بؤرة فيروس كورونا والمدينة الصناعية العملاقة التي يقطنها 11 مليون نسمة، ومددت السلطات عطلة السنة القمرية لإبقاء المصانع والمكاتب مغلقة، وطالبت سكان المدينة بأن يلزموا بيوتهم.

وتحاول السلطات الصينية حاليًا إعادة فتح المصانع وأماكن العمل التي أُغلقت في المناطق الأقل خطورة من حيث انتشار فيروس كورونا، لكن تقييد حركة السفر لا يزال ساريًا في مناطق عديدة بالبلاد، وتشدد حكومات دول عدة الإجراءات الوقائية مع تزايد ظهور حالات الإصابة.

وشهدت أسواق الطاقة اليوم الجمعة ارتباكًا ملموسًا بدورها، فتراجع سعر برميل النفط من الخام الأمريكي بمقدار 1.35 دولار إلى 45.74 دولار عبر قنوات التجارة الإلكترونية في بورصة نيويورك، وهبط سعر برميل خام برنت المستخدم لتسعير النفط حول العالم بمقدار 1.11 دولار إلى 50.62 دولار في لندن.