الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

وفاة المفكر الإسلامي محمد عمارة.. ماذا قال عن المرأة وفيروس كورونا؟

المفكر الإسلامي محمد
المفكر الإسلامي محمد عمارة- رحمه الله -

توفي المفكر الإسلامى محمد عمارة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، مساء أمس، الجمعة، حيث أعلن عن الوفاة نجله الدكتور خالد عمارة، عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الإجتماعي « فيسبوك»، وذلك بعد فترة وجيزة من المرض استغرقت 3 أسابيع.

وتستعرض لكم «صدى البلد» في هذا التقرير بعضًا من آراء الدكتور محمد عمارة - رحمه الله-  والتي تتعلق بمكانة المرأة في الإسلام وكيفية مواجهة فيروس كورونا.

اقرأ ايضا: 
في البداية،  كان المفكر الإسلامي محمد عمارة أكد خلال حوار له مع صحيفة البيان الإماراتية أن  مكانة المرأة في الإسلام ومشاركتها في الحياة السياسية محسومة منذ 14 قرن مضت.

وأضاف الدكتور محمد عمارة – رحمه الله- أن المرأة مِثْلُ الرجل في الولاية السياسية،  وكلاهما مُطالَبٌ بفريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

وتابع: وبالتالي المشاركة في العمل العام مطلوبة من المرأة مثل الرجل؛ لأن السياسة عبارة عن مشاركة في العمل العام من انتخابات، وترشيح للمجالس النيابية، ومناصب سياسية، وغير ذلك.  

وأوضح المفكر الإسلامي محمد عمارة أن هذا كله جزء من العملية السياسية التي يجب أن تقبل عليها المرأة إذا سَمَحَتْ ظروفها هي بذلك.

واستشهد في ذلك بقوله – تعالى-: « المؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر».

وأشار إلى أنه في بيعة العقبة  قبل الهجرة، والتي كانت هي عقد تأسيس الدولة الإسلامية شاركت المرأة في التأسيس، وكان المؤسسون 75 من الأنصار، 73 رجلًا وامرأتين، بايعوا الرسول -عليه الصلاة والسلام- على تأسيس الدولة.

اقرأ ايضا: 
وكان الدكتور محمد عمارة – رحمه الله- قد نبه في منشور شاركه على صفحته الرسمية بموقع التواصل الإجتماعى « فيسبوك» بعد  انتشار فيروس كورونا بهذا الشكل أصبح يشكل خطرا حقيقيًا على دول العالم أجمع من المسلمين وغير المسلمين.

وواصل أنه من الجيد أن يفزع الناس إلى الله – سبحانه وتعالى- في مثل هذ الحالات بالدعاء والاستغفار وقيام الليل وغير ذلك من الأعمال الصالحة؛ فلهم الأجر والثواب والثواب، وكذلك الراحة النفسية.

واستكمل: ولكن يجب أن نعلم أن ذلك كله ليس علاجا للفيروس؛ إذ العلاج يكون بأن تعمل المختبرات ليل نهار لاكتشاف عقار فعال ضد  فيروس كورونا.


نشأة الدكتور محمد عمارة 
- ولد محمد عمارة بمركز قلين- كفر الشيخ- في مصر، حفظ القرآن وجوده وهو في كتاب القرية.

-  بدأت تنمو اهتماماته الوطنية والعربية وهو صغير، وكان أول مقال نشرته له صحيفة «مصر الفتاة» بعنوان: «جهاد عن فلسطين».

- درس الدكتوراه في العلوم الإسلامية تخصص فلسفة إسلامية - كلية دار العلوم-جامعة القاهرة 1975.

- حصل على الماجستير في العلوم الإسلامية تخصص فلسفة إسلامية - كلية دار العلوم-جامعة القاهرة 1970م.

- حصل على الليسانس في اللغة العربية والعلوم الإسلامية - كلية دار العلوم - جامعة القاهرة 1965م.

- حصل على العديد من الجوائز والأوسمة والشهادات التقديرية والدروع، منها "جائزة جمعية أصدقاء الكتاب، بلبنان سنة 1972م"، وجائزة الدولة التشجيعية بمصر سنة 1976، ووسام التيار الفكري الإسلامي القائد المؤسس سنة 1998م.

الإنتاج العلمي للدكتور محمد عمارة

- حقق أبرز أعلام اليقظة الفكرية الإسلامية الحديثة، جمال الدين الأفغاني، ومحمد عبده، وعبد الرحمن الكواكبي.

 - ألف الكتب والدراسات عن أعلام التجديد الإسلامي مثل: الدكتور عبد الرزاق السنهوري باشا، والشيخ محمد الغزالي، ورشيد رضا، وخير الدين التونسي، وأبو الأعلى المودودي، وسيد قطب، وحسن البنا، ومن أعلام الصحابة علي بن أبي طالب، كما كتب عن تيارات الفكر الإسلامي القديمة والحديثة وعن أعلام التراث من مثل غيلان الدمشقي، والحسن البصري.

- من أواخر مؤلفاته في الفكر الحديث: «الخطاب الديني بين التجديد الإسلامي والتبديل الأمريكاني»، «الغرب والإسلام _أين الخطأ.. وأين الصواب؟»، «مقالات الغلو الديني واللاديني»، «الشريعة الإسلامية والعلمانية الغربية»، «مستقبلنا بين التجديد الإسلامي والحداثة الغربية»، «أزمة الفكر الإسلامي الحديث»،«والإبداع الفكري والخصوصية الحضارية»، وغيرها كثير.

- أسهم في العديد من الدوريات الفكرية المتخصصة، وشارك في العديد من الندوات والمؤتمرات العلمية، ونال عضوية عدد من المؤسسات الفكرية والبحثية منها المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، والمعهد العالي للفكر الإسلامي.

- اتسمت كتابات الدكتور عمارة وأبحاثه التي أثرى بها المكتبة العربية والتي وصلت إلى 200 مؤلف بوجهات نظر تجديدية وإحيائية، والإسهام في المشكلات الفكرية، ومحاولة تقديم مشروع حضاري نهضوي للأمة العربية والإسلامية في المرحلة التي تعيش فيها.

- أهم ما يميز فكره هو إيمانه ودفاعه عن وحدة الأمة الإسلامية، وتدعيم شرعيتها في مواجهة نفي البعض لها، حتى نُعت بأنه المنظًر للحركة الإسلامية.

- ينتمي المفكر إلى المدرسة الوسطية ويدعو إليها، فيقول عنها إنها "الوسطية الجامعة" التي تجمع بين عناصر الحق والعدل من الأقطاب المتقابلة فتكوّن موقفا جديدا مغايرا للقطبين المختلفين ولكن المغايرة ليست تامة، فالعقلانية الإسلامية تجمع بين العقل والنقل، والإيمان الإسلامي يجمع بين الإيمان بعالم الغيب والإيمان بعالم الشهادة، والوسطية الإسلامية تعني ضرورة وضوح الرؤية باعتبار ذلك خصيصة مهمة من خصائص الأمة الإسلامية والفكر الإسلامي.

وفاته 
أعلن نجل محمد عمارة فى بيان نشره عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" مساء الجمعة عن وفاة المفكر الكبير والداعية الإسلامي محمد عمارة قائلًا: "توفى أبى المفكر الإسلامي وعضو هيئة كبار العلماء د. محمد عمارة.. توفى أبى رحمه الله بعد فترة مرض قصيرة لم تتعدى الثلاثة أسابيع".

وأضاف: "توفى أبى رحمه الله فى هدوء وبدون أى ألم أو معاناة، يحيط به أسرته الصغيرة ويدعو لأمى ولكل أولاده وأحفاده وأحبابه، وقال لكل واحد منهم: أحبك.. وأنا راضٍ عنك"، وتابع: "توفى أبى رحمه الله وهو يوصى بإكمال مشاريعه الفكرية وكتبه وأبحاثه".

صلاة الجنازة
وأوضح مكان صلاة الجنازة قائلا: "وسوف تكون صلاة الجنازة إن شاء الله اليوم، السبت، بعد صلاة الظهر فى مسجد الحمد بالتجمع الخامس بجوار مجمع المحاكم، بعدها نتوجه لدفنه فى قريتنا صروة مركز قلين محافظة كفر الشيخ".

وصاياه
وأشار إلى عدد من الوصايا لمحبى والده، قائلا: "وهناك بعض الوصايا لتلاميذ وكل من أحب أبى رحمه الله أو تعلم منه شيئا ما ولو بسيط، تتمثل فى إقامة صلاة الجنازة أو صلاة الغائب على والدى فى أكبر عدد ممكن من مدن العالم، فى كل بلاد العالم، ونشر أفكار الدكتور محمد عمارة بين الناس فى كل مكان، سواء عن طريق نشر كتبه أو مقالاته أو أحاديثه وتسجيلاته أو مقاطع مسجلة من برامجه ومحاضراته نشرها على الإنترنت أو مكتوبة أو مسموعة أو مشاهدة أو حتى فى كلامنا وأحاديثنا اليومية، وأخيرا أن تحكى عن دكتور محمد عمارة وأفكاره لمن حولك ومن تعرف هكذا نحيى سيرة علمائنا وأصحاب الفضل علينا".