قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

فرص تحقيق خطة ترامب صفرية

0|خالد الاصمعي   -  

توجد فجوة كبيرة بين الرؤية وطريقة تحقيقها فشروط الاعتراف بدولة فلسطينية تفرض اعترافًا فلسطينيًا بالدولة اليهودية، وإلغاء حق العودة للاجئي 1948 إلى دولة إسرائيل مع قبول مطالب إسرائيل الأمنية من نزع سلاح حركة حماس وسائر التنظيمات فى غزةمع استعادة السلطة الفلسطينية السيطرة على القطاع الذي سيكون منزوعًا من قدراته العسكرية. ووقف التحريض الفلسطيني ضد إسرائيل في المنظومة السياسية، والعامة، والتعليمية. تقليص الكثافة السكانية في قطاع غزه وجنوب جبل الخليل! جميعها اللغام شائكة غير قابلة للتحقيق ولو بالقوة المسلحة.

تحافظ صفقة ترامب على المستجدات غير القانونية التى وقعت فى العقود الخمسة الأخيرة، بحيث أن كتل المستوطنات الواقعة غربي خطوط جدار الفصل، والتي يسكنها نحو 345 ألف مستوطن ستضم إلى إسرائيل. ولن تقتلع أو تخلى مستوطنات تقع شرقي الجدار يقيم فيها نحو 100 ألف مستوطن بينها 15 جيبًا معزولًا يسكنها نحو 14 ألف نسمة. ويطبق القانون الإسرائيلي كاملًا على كافة هذه المستوطنات. وفي الأراضي الإسرائيلية، ستبقى جيوب فلسطينية يسكنها نحو 140 ألف فلسطيني، سيتعين عليهم التحرك إلى أرجاء الضفة الغربية.

إن دلالات الخريطة تعني دولة فلسطينية غير متواصلة جغرافيًا، مقسمة إلى ستة كانتونات محاطة تمامًا بإسرائيل مع سيطرة إسرائيلية على كل المحاور التي تربط بين المناطق الفلسطينية وسيطرة إسرائيلية أمنية وسيادية على الغلاف، بما في ذلك المعابر الخارجية وتمتد حدود دولية بين إسرائيل وفلسطين بطول 1400 كيلومتر والمغزى الحقيقي لهذا المخطط بالنسبة إلى الفلسطينيين هو تقريبًا اتفاق استسلام.

من غرائب صفقة ترامب سيكون من حق إسرائيل تقرير انتقال مناطق آهلة تابعة لسيادتها - مثل قرى وبلدات المثلث الشمالى فى ام الفحم التي يسكنها نحو 250 ألف عربي في إسرائيل، هم من مواطني الدولة إلى الدولة الفلسطينية المزمع قيامها!

كما تنص الخطة على مسؤولية أمنية أكبر لإسرائيل في الجو والبحر والبر، وفي كل المنطقة الواقعة غربي نهر الأردن وضمن ذلك سيكون غور الأردن الحدود الأمنية الشرقية لإسرائيل وخاضعا لسيادتها من أجل سيطرة إسرائيلية على الغلاف الخارجي للدولة الفلسطينية والإحاطة بها من كل الجهات.

وفيما يتعلق بقضية القدس، بحسب الخطة سيبقى قلب المدينة موحدًا، وبذلك تبقى الأحياء الواقعة داخل خطوط الجدار، وبينها المدينة القديمة، جبل الهيكل "الحرم القدسي الشريف"، وجبل الزيتون ومدينة داود، ضمن عاصمة إسرائيل. والعاصمة الفلسطينية ستكون فى أبو ديس الواقعة خارج الجدار. ورغم ان الصفقة تشدد على أهمية القدس بالنسبة إلى الأديان الثلاثة، وحرية الوصول إلى الأماكن المقدسة وحرية العبادة، فإنها تتجاهل المكانة الخاصة للأردن في الأماكن المقدسة. وإقصاء السلطة الفلسطينية بالكامل عن القدس، كما لا يوجد فيها أي ذكر لمؤسسات ومواقع فلسطينية في المدينة. ليس من المفاجئ أن ترفض كل الفصائل الفلسطينية الخطة بشدة. لأنها تمثل خطر وجودي حقيقي على الإنجازات التي حققوها حتى الآن، وعلى رؤية الدولة الفلسطينية المستقلة، ذات السيادة الكاملة. ومن الصعب العثور على زعيم فلسطيني في الحاضر أوالمستقبل يوافق على مخطط دولة فلسطينية مجزأة ومشرذمة ومحاطة بإسرائيل، عاصمتها أحياء في أطراف القدس الشرقية. وزعماء الشعب الفلسطيني الذين رفضوا كل اقتراحات التسوية التي طرحت عليهم حتى الآن، لا يستطيعون قبول مخطط ترامب، ومعناه الواضح بالنسبة إليهم استسلام، وينطوي على تهديد فعلي بخسارة مطلقة للشرعية الشعبية.

شاهد من أهلها
فى ورقة تقدير موقف صادرة عن "معهد أبحاث الأمن القومي" في جامعة تل أبيب بعنوان "صفقة القرن إلى أين؟" أكدت أن فرص تحقيق خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لحل النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين ضئيلة جدًا وتوازي الصفر. وكشفت الدراسة العبرية التى نشرت على موقع المعهد أن الخطة تمنح دلالات مغايرة لمبادئ رافقت المفاوضات بشأن تسوية دائمة بين إسرائيل والفلسطينيين خلال العقود الثلاثة الأخيرة، وهي عمليًا تفرغها من مضمونها. ولا يبقى غير"حق الفيتو الفلسطيني"، على أي تسوية لا تقدم ردًا كاملًا على تطلعاتهم، أو لا تلتزم بخط الرابع من حزيران 1967.

وخلصت الورقة الإسرائيلية إلى أنه في الحقيقة هذه أول مرة تقبل إدارة أميركية المطالب الإسرائيلية لترتيبات أمنية، وأيضًا ضم كل المستوطنات. أي أن الإدارة الأميركية تتبني شروطًا تسمح لإسرائيل بضم مناطق إليها حتى من دون موافقة فلسطينية. كما لفتت إلى أن الخطة تنطوي على خطر حقيقي على رؤيا الدولة اليهودية، لأنه بموجبها ستتحرك الأمور تجاه دولة واحدة ثنائية القومية، فإذا انهارت السلطة الفلسطينية وهذا غير مستبعد بعد عمليات الضم الإسرائيلية، فإن إسرائيل ستضطر الى تحمل المسؤولية عن كامل السكان الفلسطينيين. ويتسارع الاتجاه القائم وسط الجمهور الفلسطيني الشاب، نحو السعي لنشوء واقع الدولة الواحدة، والمطالبة بالمساواة في الحقوق للجميع.