الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الدكتور أحمد علاء الدين يكتب: عن كورونا وأشياء أخرى

صدى البلد

تابع العالم بأسره على مدار الأسابيع الماضية اخبار ظهور ڤيروس "كورونا المستجد بالصين و تطورات انتشاره من بلد لأخرى و الحقيقه تسرب القلق إلى عقلى و قلبى فى الأيام الأولى لانتشار الڤيروس بمدينة ووهان الصينية خصوصًا انى طبيب و اتفهم جيدًا خطورة انتشار الأوبئة و الڤيروسات على الجنس البشرى بأكمله و تذكرت ما قرأت عن اجتياح الطاعون لمدينة مرسيليا الفرنسية و ما فعلته الكوليرا بإندونيسيا و تايلاند و الفلبين و ملايين الأرواح التى حصدتها الإنفلونزا الإسبانية أوائل القرن العشرين.

و مع مرور الأيام و الاستماع للأطباء و الباحثين المختصين بهذا العلم والذين أوضحوا كل شىء يخص خطورة الڤيروس وكيفية انتشاره وسبل الوقاية منه و معدلات الشفاء و توارد الأخبار عن السيطرة التدريجية التى تحققها الصين على الڤيروس و اقتراب القضاء عليه فى معقله و ايضًا ما شاهدته من حرفية الإدارة المصرية فى التعامل مع هذا الملف كل هذا جعلني اقتنع ان الوضع لا يستهان به و يحتاج الوعي و حسن التخطيط و لكن ليس مثير للذعر و الهلع الذى يحاول البعض الترويج له و الوصول اليه لسببٍ ما.

تيقنت أن خطورة " كورونا " ليست فى شدة فتكه بالبشر ولا ارتفاع معدل الوفيات بالنسبة للحالات المصابة إنما تكمن فى جزئيتين أساسيتين الأولى هى الانتشار المفاجئ مع عدم الجاهزية لمواجهة الڤيروس بمعنى أن تستيقظ احد الدول على أعداد كبيرة من الحالات المصابة فلا تتمكن من تقديم العلاج للجميع أو السيطرة على الانتشار عن طريق اتخاذ التدابير المناسبة وما يتبع ذلك من حالات الذعر و الهلع الجماهيرى من المواطنين و التى تخلق مشهد عشوائي قد ينتهي بانهيار دولة قوية فى عدة ايام فما بالك بدولة نامية؟

أما الجزئية الثانية هي الاستغلال السياسي والاقتصادي لبروباجندا " الكورونا " فقد تابع الملايين حول العالم أنباء إصابة الفنان العالمي توم هانكس و زوجته و أيضًا زوجة رئيس الوزراء الكندي چاستن ترودو و عدد من المسؤولين والرياضيين ونجوم المجتمع و لكن لم نسمع عن اى حالة وفاة فى قائمة المشاهير و غالبًا لن نسمع الا عن شفاء كل هؤلاء بواسطة عقار أنتجته إحدى الشركات بدولة عظمى تحقق مكاسب طائلة من عوائد احتكار الدواء بعد التسويق له جيدًا و من الممكن ايضًا ان تُستخدم إشاعات واتهامات تفشى الوباء و التكتم عليه لضرب اقتصاد دول و تصفية حسابات سياسية و هنا يأتى السؤال هل ينضم " كورونا " إلى كروت الضغط السياسي مثل اتهامات حيازة الأسلحة النووية ؟

تتبقى لى ملاحظة وحيدة بعد مشاهدة التعامل الصينى مع الكارثة الذى ما أن تشاهده حتى تشعر انك تشاهد فيلم خيال علمى من شدة التطور و التكنولوچيا و الجاهزية و هي ان " العلم " و " العمل " قيم أساسية بدونها لن تكون لنا قائمه.

و اخيرًا حفظ الله مصر شعبًا و أرضًا مباركة و جيشًا و قياده من كل مكروه....