الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

في ذكرى ميلاده.. حسن فتحي المعماري الفنان.. رفض تدخل مديره في عمله واستقال.. وحقق إنجازات كبرى للإنسانية

صدى البلد

اشتهر  المعماري حسن فتحي الذي تحل اليوم ذكرى ميلاده، بطرازه المعماري الفريد الذي استمد مصادره من العمارة الريفية النوبية المبنية بالطوب اللبن ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعثماني، وتعد القرنة التي بناها لتقطنها 3200 أسرة جزءا من تاريخ البناء الشعبي الذي أسسه بما يعرف عمارة الفقراء.

ولد المعماري حسن فتحي في 23 مارس عام 1900، بمحافظة الأسكندرية، لأسرة مصرية ثرية، انتقل في الثامنة من عمره مع أسرته للإقامة بحلوان جنوب القاهرة. 

عاش طول حياته في منزل بدرب اللبانة بحي القلعة بمدينة القاهرة، تأثر فتحي بالريف وبحالة الفلاحين أثناء زيارته له وهو في سن الثامنة عشر، وكان يود أن يكون مهندسا زراعيا، لكنه لم يستطع الإجابة في امتحان القبول، وحصل فتحي على دبلوم العمارة من المهندس خانة (كلية الهندسة حاليًا)بجامعة الملك فؤاد الأول (جامعة القاهرة حاليًا)..

عمل بعد تخرجه مهندسًا بالإدارة العامة للمدارس بالمجالس البلدية (المجالس المحلية حاليًا)، وكان أول أعماله مدرسة طلخا الابتدائية بريف مصر ومنها أتى اهتمامه بالعمارة الريفيه أو كما كان يسميها عمارة الفقراء، ثم كُلّف بتصميم دار للمسنين بمحافظة المنيا بجنوب مصر، وأمره رئيسه بأن يكون التصميم كلاسيكيًا، فلم يقبل فتحي تدخله واستقال من العمل في عام 1930. 


عاد إلى القاهرة وقابل ناظر مدرسة الفنون الجميلة -كان فرنسي الجنسية- فقبله كأول عضو مصري في هيئة التدريس، ولم يقم بتدريس العمارة الريفية طوال فترة تدريسة نظرًا لانتشار العمارة الكلاسيكية في هذا الوقت حتى عام 1946، ثم كُلّف بوضع تصميم لمشروع قرية القرنة بالأقصر، عام 1946.

 عُيّن رئيس إدارة المباني المدرسية بوزارة المعارف (وزارةالتربية والتعليم حاليًا) من عام 1949 حتى 1952، في أثناء هذه الفترة عمل كخبير لدى منظمة الأمم المتحدة لإغاثة اللاجئين، ثم عاد للعمل بمدرسة الفنون الجميلة من عام 1935 إلى غاية عام 1957 الذي تزوج فيه من السيدة عزيزة حسنين شقيقة أحمد حسنين باشا الرحالة والمستكشف المصري.

غادر مصر عام 1959 للعمل لدى مؤسسة دوكسياريس للتصميم والإنشاء بأثينا، اليونان، لمدة عامين ثم عاد لمصر مرة أخرى،  كان سبب تركه لمصر روتين النظام الحكومي وفشله في إقامة العديد من المشروعات، ترأس في الفترة المُمتدة ما بين عامي 1963 و1965 مشروعًا تجريبيًا لإسكان الشباب تابع لوزارة البحث العلمي المصرية. في 1966 عمل كخبير لدى منظمة الأمم المتحدة في مشروعات التنمية بالمملكة العربية السعودية. 

عمل كخبير بمعهد أدلاي أستفسون بجامعة شيكاغو بين عامي 1975 و1977، توفي حسن فتحي وهو في 89 من عمره في 30 نوفمبر 1989.

فتحي يُدعى بلقب المهندس تقديرًا لأهمية اسهام فتحي في الهندسة المعمارية العالمية أصبح واضحًا فقط مع انتهاء القرن العشرين ، حالات الطقس ، اعتبارات الصحة العامة، ومهارات الحرف القديمة أثرت أيضا على قرارات تصميمه على أساس الهيكل المفقود للمباني القديمة ، قام بدمج حوائط من الحجارة الكثقية وأشكال فناء تقليدية للتوفر التبريد السلبي .

لم يكن حسن فتحي، معماري فقط، إنما كان مؤلفا أيضا، 
فصدر له كتاب قصة مشربية، وقصة " Le Pays d`Utopie " في مجلة " La Revue du Caire "، وكتاب عمارة الفقراء، وكتاب العمارة والبيئة، وكتاب الطاقة الطبيعية والعمارة التقليدية : مبادئ وأمثلة من المناخ الجاف الحار"، جامعة الأمم المتحدة - طوكيو، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، الطبعة الأولى1988.

حصل الراحل حسن فتحي على العديد من الجوائز المحلية، والعالمية، ومازال اسمه يتردد حتى يومنا هذا في العمارة، ومن أقواله: إن الله قد خلق في كل بيئة ما يقاوم مشكلاتها من مواد وذكاء المعماري هو في التعامل مع المواد الموجودة تحت قدميه لأنها المواد التى تقاوم قسوة بيئة المكان.