EN 
لعل الغالبية الآن قد أكمل الشهر مكوثا في منزلة، جراء الإجراءات الاحترازية من «فيروس كرورنا» وتحقيقا لما تمليه المصلحة العامة، وانطلاقا من تعليمات اللجان في هذا الخصوص، خاصة وأن جميع المحلات مقفلة، والدوائر الحكومية اقتصرت «بالعمل عن بعد» ولحقها القطاع الخاص إلا ما ندر والتعاملات أصبحت عن بعد، وانطلق الناس خلال الأسبوعين الماضيين في تخزين المواد الغذائية، فنجد الازدحام في محلات المواد الغذائية مع الرقابة الشديدة من الجهات المختصة، وهذه والله يشكرون عليها لمراقبة الجشع وارتفاع الأسعار والتي ينتهكها التجار في أغلب الأزمات، فلا الإنسانية تردعهم، ولا قرارات -وبفضل الله وبفضل القرارات الحكيمة والشفافية في الطرح، والقضاء على «الفساد» والإعلان بكل شفافية عن «أوجه الفساد» ومرتكبيها- تقلصت السلبيات في المجتمع وأصبحنا نرى الالتزام من الغالبية رغم أن البعض لا زال متعنتا ومستمرا في محاولاته «لابتزاز الأوضاع» والاستفادة من الأزمات، ونتمنى أن تكون «الرقابة أشد»، والعقوبات أقوى، مع الشفافية في الإعلان والتشهير بمرتكبي المخالفات، اللاعبين بالأنظمة والقوانين، المستهترين بأرواح الناس ومعيشتهم المتحكمين بقوتهم اليومي..!
مكوث الناس في البيوت لما له من أضرار وسلبيات عند البعض ممن لم يعتد الجلوس في منزله، ونقاش أفراد أسرته، والتعايش مع أحداثهم اليومية ومجريات سلوكياتهم، ومعرفة «أسرارهم»، وحواراتهم، ومنطلق تفكيرهم، واكتشاف عقلياتهم، تزودنا «هذه الأزمة» بتلك الاكتشافات وتلك الأرواح الجميلة من أفراد الأسرة، وربما أعادت بعض التوازنات، وأذابت بعض الخلافات بين أفراد الأسرة.!
«أزمة كورونا»لها فوائد إيجابية أهمها أن الغالبية اكتشف نفسه وأعاد التوازن لأفكاره، وعلاقاته مع أهلة وذويه، وأسرته وأعاد التوازن لوقته، كونه يمكث في المنزل مدة طويلة يتخاطب فيها مع ذاته، يجدول أعماله، يعيد ترتيب أولياته.. لديه متسع من الوقت لإعادة هيكلة أوضاعه الداخلية والخارجية.
«أزمة كورونا» من فوائدها الاهتمام بالنظافة من كافة أفراد المجتمع، ومن فوائدها الطرح الإعلامي «وصناعة المحتوى الإعلامي» المفيد، لم نعد نرى ذلك الغث من إعلام «السوشال ميديا» وأبطال البث الإذاعي في بعض تلك القنوات الهزيلة السطحية والتي وصلت حد المسخ والإسفاف، وهدم القيم، غالبيتها مع الأسف لا تقدم إلا الركيك.. ومياه البئر المليئة بالغثيان..!
فوائد الأزمات كثيرة لمن أراد تحكيم العقل والمنطق
