قال الدكتور علي الدين هلال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة ووزير الشباب الأسبق، إنه بالنظر إلى معدلات انتشار فيروس "كورونا" المستجد (كوفيد-19)، وأعداد الوفيات بشكل يومي، في مختلف الدول منذ بدء الوباء، فسنجد أن الوضع الحالي في مصر مازال تحت السيطرة، الأمر الذي يؤكد نجاح الإجراءات التي اتخذتها الحكومة لمحاربته إلى جانب الالتزام الشعبي.


وشدد الدكتور علي الدين هلال -في تصريح خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم /الأحد/، على هامش مشاركته في الحوار الرقمي الذي نظمته مؤسسة بطرس غالي حول "تداعيات أزمة فيروس كورونا"- على أن الدولة المصرية بمختلف مؤسساتها تدير الأزمة برشد وحكمة شديدة وقوبل ذلك برد فعل متسق من قبل الشعب المصري، من خلال إظهار الوعي والالتزم بالتعليمات والتوجيهات التي أطلقتها الحكومة.


وأوضح أن القيادة السياسية تعاملت بشكل محكم ومتدرج مع تلك الأزمة وفقًا لتطورات الأوضاع، وبشفافية كبيرة، ولم تهون من الآثار السلبية الصحية والاقتصادية والاجتماعية لهذا الوباء، ولم تهول أيضًا لعدم خلق حالة من الهلع والفزع بين الناس، مضيفًا أن سلسة القرارات المتتالية التي اتخذها رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي جاءت وفقًا لتقدير الحالة وظهر ذلك جليًا من خلال حزمة الإجراءات التي تتصاعد طرديًا مع ازدياد انتشار الوباء.


ونوه بالدور الإيجابي لهيئات المجتمع المدني والجمعيات الأهلية، وبعشرات المبادرات الفردية سواء على مواقع التواصل الاجتماعي أو على الأرض، مؤكدًا أن مثل هذه الأزمات يظهر فيها شعور التضامن الاجتماعي والمسئولية المشتركة والتكاتف بين كل أبناء المجتمع لحماية الجميع.


وأضاف وزير الشباب الأسبق أن هناك سبلًا عدة للتخلص من هذا المرض؛ أولها إغلاق الحدود أي عدم دخول أشخاص من خارج مصر للبلاد لأي سبب من الأسباب باستثناء المصريين العالقين بالخارج، موضحًا أنه قد ثبت في كل دول العالم أن الفيروس دخل للبلاد عبر القادمين من الخارج، مذكرًا، في هذا الصدد، بإعلان الصين، بعد احتوائها للوباء، عن حالات جديدة مصابة لأشخاص قادمة إليها من الخارج.


وتابع أنه من بين تلك السبل كذلك هو الالتزام بعدم الخروج من المنزل إلا للضرورة القصوى والتقليل من المخالطة والتجمعات، بحيث يتصرف كل شخص على أنه حامل للفيروس أو على أن من بجواره يحمله، موضحًا أن المبالغة في هذا الشأن مطلوبة بهدف حماية النفس والآخرين، محذرًا من أن يتعامل البعض خاصة في وسائل النقل العام أو داخل المحلات التجارية بشكل من شأنه أن يهدد صحة الآخرين.


وأشار الدكتور علي الدين هلال إلى أهمية الحد من التجمعات والازدحام في أماكن العمل بالهيئات والمؤسسات، وهنا يأتي دور رؤساء العمل والمديرين في ضوء الوعي والمسئولية، من خلال وضع إجراءات وضوابط من شأنها الحفاظ على صحة العاملين

.
وأكد ضرورة استمرار المواطنين في الالتزام الصارم بتنفيذ تعليمات الحكومة، وعدم التراخي والتحدي المباشر لهذا الوباء حتى نتخلص منه تمامًا، مشددًا على أهمية مقارنة الوضع في مصر بباقي الدول، مذكرًا بأن الأزمة قد ازدادت حدتها في بعض الدول وتفشى بها الوباء وخرج عن السيطرة وانتشر وتضاعفت حالات الإصابات والوفيات من يوم لآخر.


ورأى أن الحالة في مصر، من حيث عدد السكان، تعتبر جيدة وذلك بالنظر إلى الدول الأخرى التي انتشر بها الوباء، وهذا ما أكدته منظمة الصحة العالمية في تقريرها بشأن الوضع في مصر، لافتًا إلى أننا نواجه وباءً عالميًا لا يفرق بين البشر، فالجميع معرض للإصابة، مؤكدًا أن هذه الأزمة تتطلب تعاونًا دوليًا سواء في تبادل المعلومات والخبرات وكذلك الممارسات الناجحة والخاطئة أيضًا.


وأشاد بانعقاد القمة المصغرة عبر وسائل الاتصال بين القادة الأفارقة أعضاء هيئة مكتب الاتحاد الأفريقي والذي شارك فيها الرئيس عبد الفتاح السيسي، وكذلك بالقمة الافتراضية لمجموعة العشرين بمشاركة قادة الدول صاحبة الاقتصاد الأكبر في العالم وبرئاسة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وذلك من أجل تنسيق وتوحيد الجهود الدولية لمكافحة فيروس "كورونا" المستجد، داعيًا إلى عقد اجتماع افتراضي لوزراء الصحة العرب، وكذلك إلى قمة عربية افتراضية من أجل تضافر الجهود لمواجهة هذا الوباء.


وكان الدكتور علي الدين هلال قد شارك في الحوار الرقمي، الذي نظمته مؤسسة كيميت بطرس غالي للسلام والمعرفة، من خلال مائدة مستديرة عبر الفيديو كونفرانس؛ لبحث تداعيات فيروس "كورونا" المستجد على مصر في مختلف المجالات وكذلك على المستوى الإقليمي والدولي.