الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د. دنيا شعير تكتب: علاج واعد لكورونا

صدى البلد

هدف وحيد وضعه الباحثون نصب أعينهم، هو وقف زحف ومقاومة جائحة كورونا من خلال اكتشاف مصل يقضي على الفيروس، وإعادة توجيه أدوية موجودة في العلاج؛ لأن اكتشاف لقاح جديد قد يأخذ وقتا حتى مع الدول الأكثر تقدما.


وهناك تساؤلات عديدة حول استغراق كل ذلك الوقت؛ لأن اللقاح يمر بأربع مراحل قبل مرحلة التصنيع: 
المرحلة الأولى وهي المرحلة الاستكشافية وخلالها يعمل الباحثون جاهدين لتطوير لقاح الفيروس التاجي بطرق مختلفة، بما في ذلك لقاح كامل للفيروس whole virus vaccine)) تعمل عليه شركة أدوية أمريكية، وشركة أدوية ألمانية، وباحثون في جامعة هونج كونج على هذه الطريقة، وتستخدم لقاحات الفيروس الكاملة أشكالًا ضعيفة أو ميتة من الفيروس الذي يسبب المرض، وقد تكون فعالة في توفير المناعة على المدى الطويل، لكن هناك خطر أن يصاب بعض الأشخاص بأعراض المرض بسبب التطعيم. 


وهناك لقاح البروتين المؤتلف (recombinant protein subunit vaccine) تعمل مصر على هذه الطريقة، وشركة أدوية صينية، وشركة أمريكية، ومستشفى أطفال في أمريكا، وجامعة أسترالية، على هذا النهج ومن مميزاته أنه لا يحمل خطر التسبب في عدوى للأشخاص الذين يتلقونها؛ لأنها لا تحتوي على أي مسببات الأمراض الحية، وفيه يستهدف الباحثون لقاحا يستهدف البروتين المسمى (S-spike) الذي يميز شكل الفيروس التاجي الذي يسمح له بالارتباط بالخلية وإصابتها، وهناك لقاح الأجسام المضادة Antibody vaccine)) ويحقق باحثون آخرون في إمكانية إنشاء لقاح باستخدام الأجسام المضادة من تفشي السارس الذي بدأ في عام 2002 أم لا؟!.. لأن لدى السارس العديد من أوجه التشابه مع COVID-19 فهو من نفس عائلة الفيروسات التاجية.


وأظهر العلماء أن الأجسام المضادة التي تحيد الفيروس المسبب للسارس يمكن أن تحد أيضًا من مدى إصابة الفيروس التاجي الجديد بالخلايا في الدراسات المعملية. 


وأخيرا لقاح الحمض النووي nucleic acid vaccine الذي يمكّن جهاز المناعة من محاربة مسببات الأمراض وتعد نهجا واعدا لكن حتى الآن تعتبر تقنية متاحة فقط في الطب البيطري وتتطلع ثلاث شركات إلى تطوير لقاح فيروس كورونا باستخدام هذا النهج (شركتا أدوية أمريكيتان، وشركة ألمانية). 


ثم تأتي المرحلة الثانية للاختبارات ما قبل السريرية (Pre-clinical studies) وفيها تتم اختبارات عديدة على المصل من دون الدخول في التفاصيل ثم تجربتها على الحيوانات ثم المرحة الثالثة وهي مرحلة الدراسات الإكلينيكية (clinical studies) وهي مرحلة اختبار المصل على الإنسان وتبدأ على مجموعة صغيرة من الناس ثم يختبر على المئات من الأشخاص لتحديد مستويات الجرعة الصحيحة، ثم يختبر على آلاف الأشخاص لتحليل سلامة وفعالية الدواء، وبدأت هذه الخطوات في دول العالم بعد مشاركة العلماء الصينين التتابع الجيني للفيروس على قاعدة البيانات على الإنترنت يوم 10 يناير 2020، وقد تستغرق سنة على الأقل  عاما ونصف العام. 


وهناك سؤال مهم لماذا يريد العالم إعادة توجيه أدوية مستخدمة بالفعل وليس اكتشاف دواء جديد؟ طبعا لصعوبة الموقف الحالي والطارئ لعلاج المرضى، إضافة إلى أن اكتشاف دواء جديد يستلزم وقتا طويلا وأخيرا الأدوية المتواجدة معلومة الآثار الجانبية، وبالتالي ندرك الاضطرار للاتجاه نحو إيجاد لقاح للوقاية وإعادة توجيه الأدوية المتواجدة لعلاج مرض الكوفيد 19. 


ويجعل الباحثون قاعدة بياناتهم متاحة ويقدمون تقريرًا عن النتائج التي توصلوا إليها في المجلة الدولية للأمراض المعدية، في بحث بعنوان Discovery and development of safe-in-man broad-spectrum antiviral agents. فبالإضافة إلى مضادات الفيروسات واسعة المجال التي استخدمت مسبقا فى علاج السارس، والايبولا، وزيكا، والإيدز، والانفلونزا، وانفلونزا الطيور وغيرها، يمنعون 86 فيروس ينتمى إلى 25 عائلة فيروسية.

 
إلا أن هناك أدوية أخرى ووجدت (من خلال البحث في صميم تخصصي دكتوراه ميكروبيولوجي ومناعة) أن مادة Nitazoxanide (نيتازوكسانيد) فعالة ضد الكوفيد 19، وهي متوفرة في السوق المصرية، وهو دواء لعلاج الإسهال ومضاد الطفيليات. وتم تطويره في الأصل وتسويقه كعامل مضاد للطفيليات، وجرى إدخال nitazoxanide لاحقًا على أنه دواء مضاد للفيروسات واسع المجال من الدرجة الأولى وإعادة استخدامه لأغراض علاج الإنفلونزا. 


والمرحلتان الثانية والثالثة من التجارب الإكلينيكية التي نُشرت مؤخرًا في مجلة لانسيت للأمراض المعدية Lancet Infectious Diseases أن التناول عن طريق الفم للنيتازوكسانيد 600 مجم مرتين يوميًا لمدة خمسة أيام قللت من مدة الأعراض السريرية، وقللت أيضا من تفشي الفيروس مقارنةً بأشخاص المصابين بإنفلونزا، مؤكدة مختبريًا لم يتناولوا أدوية، وهذا الدواء آمن وأخذ ثقة بعد مرحلة تسويقه واستخدامه من قبل 75 مليون شخص أطفال وبالغين. 


وتخضع تركيبة جرعة جديدة من nitazoxanide حاليًا للتطوير في المرحلة الثالثة من التجارب الإكلينيكية لعلاج الإنفلونزا.. ويمنع Nitazoxanide مجموعة واسعة من فيروسات الإنفلونزا A وB بما في ذلك الإنفلونزا  pH1N1A  وانفلونزا الطيور H7N9 A. ويمنع Nitazoxanide أيضًا استنساخ وتكاثر مجموعة واسعة من فيروسات RNA وDNA الأخرى بما في ذلك الفيروس التنفسي المتزامن،parainfluenza ،coronavirus ، rotavirus ، norovirus، والتهاب الكبدي B، والتهاب الكبدي C، وحمى الضنك، والحمى الصفراء، وفيروس التهاب الدماغ الياباني وفيروس الإيدز. 


ومؤخرا –خلال شهر مارس- وجدت عدة أبحاث علمية نتائج لهذا العقار ويجري ترشيحه بقوة لعلاج SARS-CoV-2/COVID-19.

الكاتبة دكتوراة ميكروبيولوجي ومناعة