الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مسابقة شاعر المليون في أرقام.. كيف حافظت على الشعر النبطي من الاندثار؟

مسابقة شاعر المليون
مسابقة شاعر المليون

نجحت العاصمة الإماراتية أبوظبي خلال عقد ونصف من الزمن في اكتشاف 592 شاعرًا من 25 دولة، تراوحت أعمارهم ما بين 18-45 سنة، تحوّلوا إلى نجوم في الأدب والشعر، عبر 9 مواسم من مسابقة "شاعر المليون" و 8 مواسم من "أمير الشعراء".

ساهمت هاتين المسابقتين الشعريتين للعربية الفصحى والشعر النبطي في تطوّر الذائقة الأدبية والارتقاء بالوعي الثقافي والإنساني في العالم العربي، وخلقت فضاءات ومنابر تعبيرية للشباب، بعيدًا عن الوقوع في فخّ المفاهيم المُتطرّفة، وهو ما ساهم في إعادة الاعتبار للشعر وفنون إلقائه بالارتكاز على قاعدة شعبية واسعة من حبّ الناس له، وبرهنت المشاركات من شعراء صغار في السن على نجاح البرنامج في تشجيع المواهب الشابة، وعلى أن الشعر ما يزال مرغوبًا ومنتشرًا كوسيلة للتعبير عند مختلف فئات المجتمع.

كما أتاحت مسابقة شاعر المليون، التي اختتمت فعالياتها أمس الثلاثاء، فرصة التعرف على شعراء متميزين، إضافة إلى ترسيخ معرفة الأوزان والقوافي والمدارس الشعرية المختلفة. لتصل إلى الملايين في الدول العربية، وجميع الناطقين بلغة الضاد في أنحاء العالم، حتى أطلقت هذه المسابقات بشهادة الجميع حركة شعرية أدبية مهمة في المشهد الثقافي العربي.

بدأت مع نهاية العام 2019 فعاليات الموسم التاسع من برنامج "شاعر المليون" للشعر النبطي الأصيل، وذلك بمشاركة 48 شاعرًا كما بات معروفًا في كل موسم. وقد تمكن البرنامج من تقديم (432) شاعرًا على مدى 9 مواسم خلال الفترة ما بين 2016 و2020 منهم 21 شاعرة، وصلت منهن 3 شاعرات من السعودية والإمارات لغاية اليوم للمرحلة الأخيرة من البرنامج، وقدّم الشعراء الـ 432 ما يزيد عن (1250) قصيدة خلال البث المُباشر على مسرح شاطئ الراحة في العاصمة الإماراتية أبوظبي، ما بين قصيدة رئيسية أو قصيدة مُجاراة، وذلك عبر نحو 140 حلقة بث مباشر على مدى 9 مواسم.

ووصل عدد الحضور لحلقات "شاعر المليون" على مسرح شاطئ الراحة بأبوظبي (225 ألفًا)، كما تابع البرنامج على الهواء مباشرة عشرات الملايين من عُشّاق الشعر النبطي في ظاهرة لم تشهد لها الساحة الثقافية العربية مثيلًا، حتى إنّ الباحثين والأكاديميين باتوا يؤرخون اليوم للشعر النبطي في مرحلتين أساسيتين، المرحلة الأولى عمرها 1000 عام، أما المرحلة الثانية فعمرها 15 عامًا فقط، هي عمر مُسابقة شاعر المليون في 9 مواسم شعرية قد تكون الأهم في تاريخ الشعر العربي.

وتُقدِّم أكاديمية الشعر التابعة لـ اللجنة العديد من البرامج التي تخدم الساحة الأدبية والثقافية، وتحافظ على التراث المعنوي لدولة الإمارات، وقد تزامن تأسيس الأكاديمية مع برنامجي شاعر المليون وأمير الشعراء، حيث تقوم بالإشراف عليهما، وقد أصدرت الأكاديمية أكثر من 200 إصدار متخصص في الشعر "النبطي والفصيح"، تنوعت بين الأعمال التوثيقية والدراسات النقدية والبحوث والتحليل، إلى جانب مجلة شاعر المليون الشهرية التي تهتم بالشعر والثقافة والأدب.

كما تنظم الأكاديمية في كل عام الموسم الدراسي الأكاديمي، والذي يأتي بهدف تطوير مستوى المواهب الشعرية، وتأهيل من لديهم موهبة البحث في الأدب الشعبي كي يكونوا على المستوى المطلوب، وخلال شهر فبراير الجاري انطلق الموسم الدراسي الـ 12 والذي يقدم للطلبة عددًا من المحاضرات حول التسلسل التاريخي للشعر العربي الفصيح بدءًا من العصر الجاهلي إلى العصر الحديث، وبدايات الشعر الفصيح في الإمارات بدءًا من القرن السابع عشر الميلادي إلى يومنا هذا، بالإضافة إلى الأوزان وعلم العروض النبطي، والبناء الفني للقصيدة النبطية، ومدخل إلى الثقافة الشعبية ومفرداتها، وجمع الشعر النبطي وتوثيقه، والإعلام والشعر النبطي، وفن الإلقاء الشعري.