الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

انتصرت على كورونا.. ما سر ثبات أعداد الإصابات والوفيات في الصين؟

متعافي من فيروس كوورنا
متعافي من فيروس كوورنا

ثبات ملحوظ في أعداد الإصابات والوفيات بفيروس كورونا (كوفيد-19) في الصين بعدما  كانت البؤرة الأولى لتفشي المرض في العالم، هذا النجاح في السيطرة على تفشي المرض جعل البعض يروجون لأن الصين تمتلك العلاج، ولكن ماذا لو كان العلاج طريقة مختلفة لمداواة المرضى دون الانتظار إلى التوصل لأقراص دوائية ؟.


يتبع الأطباء في الصين بروتوكولا علاجيا للمصابين بفيروس كورونا التاجي (كوفيد-19)، يضمن لهم التعافي والشفاء في أقل وقت ودون وجود أي مخاطر صحية، خاصة الحالات الحرجة منهم، ورغم أنها ليست المرة الأولى التي يتم استخدام هذه الطريقة العلاجية في العالم، إلا أنها الأولى في علاج الفيروس التاجي.




وجود المتعافين من الفيروس التاجي يعد سببا أساسيا للنجاح، حيث يعتمد هذا البروتوكول العلاجي على إنقاذ الحالات الحرجة والذين فقد جهازهم المناعي القدرة على مقاومة ومهاجمة الفيروس التاجي، من خلال تبرع المتعافين بدمائهم إلى المرضى الجدد، ويتم نقل بلازما المتعافين لهم لما فيها من الأجسام المضادة الطبيعية والتي تحفز الأجهزة المناعية للمرضى الجدد على مقاومة الفيروس التاجي.


تعرف هذه الطريقة بـ «بلازما النقاهة»، وهي نوع من العلاج الفعال الذي يتم استخدامه لعدة امراض أبرزها الالتهابات منذ أكثر من مائة عام، وكان قد تم استخدامها في الصين أيضا خلال تفشي فيروس سارس قبل عدة سنوات، حيث تمت تجربة بلازما النقاهة على وباء فيروس إنفلونزا H1N1 2009-2010 ، ووباء السارس 2003 ، ووباء MERS لعام 2012. 



أثبتت بلازما النقاهة نجاحها كحل أخير لتحسين الحالة الصحية لمرضى السارس الذين ظلت حالتهم متدهورة على الرغم من تلقي العلاج، وبعد تزايد حالات الإصابة بفيروس كورونا (كوفيد -19) في الصين منذ ديسمبر الماضي.


تم تطبيق طريقة العلاج ببلازما النقاهة في مستشفيات بكين، ووهان وشنغهاي، حيث ذكرت الصحيفة الرسمية للصين أنه يتم العلاج للحالات الحرجة بنقل البلازما من المتعافين، منذ شهر فبراير الماضي، لتصبح دماء 82 ألف مصاب صيني حلا لشفاء الآلاف غيرهم دون هلع أو خوف.


وأبرز الحالات التي تم شفاؤها ببلازما النقاهة تعود إلى 5 حالات حرجة، تتراوح اعمارهم من 36 حتى 76 عاما، تواجدوا بمستشفى شنتشن الصيني، وبعد نقل دماء من المتعافين إليهم تحسنت حالتهم وثلاثة منهم تم شفاؤهم بالكامل، وتم هذا العلاج تحت إشراف مدير المستشفى ليو ينجشيا نائب مدير المستشفى الذي بدأ بنقل دم المتعافين منذ 30 يناير الماضي، متوقعا أنه حال تطبيقها حول العالم فإنها ستنجح بنتائج إيجابية وستحد من انتشار الفيروس.


هذه الطريقة الأكثر فعالية للسيطرة على الفيروس، لم تتطبقها الدول التي أصبحت بؤر جديدة لتفشي الفيروس مثل المملكة المتحدة والولايات المتحدة، حيث أعلنت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية أن هذه الطريقة قد تكون سببا في الشفاء من كورونا ولكنها طريقة خطيرة تهدد حياتهم باحتمالية العدوى بأمراض أخرى، وجاء ذلك بعد أن قال حاكم نيويورك أندرو كومو إن العلاج ببلازما النقاهة سيبدأ في الولاية.


أما المملكة المتحدة فرفضت تطبيقها إلا للأشخاص المستهدفين بدافع حمايتهم مثل العاملين في المجال الطبي والمستشفيات في هذا الوقت الحرج.


 ومن ناحية أخرى اعتمد رئيس مستشفى ووهان هذه الطريقة من خلال نقل بلازما النقاهة من المتعافين، وتعمل هذه الطريقة بنفس طريقة بنوك الدم والتي تعتمد على نقل تبرعات كاملة من الدم، ويتم استخدامها يوميا في المستشفيات والعمليات الجراحية، وتتم من خلال سحب دم المتبرع عبر أنبوب ويتم فصل البلازما منه وإعادة بقية الدم إلى جسم المتبرع.


يقيس علماء الصين حاليا عدد الأجسام المضادة  في كل جسم، والاختبارات التي يجب تطويرها للمتعافين، لاكتشاف الجرعة المناسبة من البلازما للمرضى وعدد المرات التي يمكن للناجين التبرع بها، وهو الأمر نفسه الذي وصل إلى اليابان، فوفقا لموقع ستات نيوز الياباني فإن شركة الأدوية اليابانية تايدا تعمل على إنتاج دواء يحتوي على أجسام مضادة للمتعافين من فيروس كورونا.


ولكن تظل إمكانية استخدامه في إنتاج لقاح أمر مستبعد، لأن اللقاح يجعل أجهزة المناعة لدى الأشخاص تعمل على صنع اجسامها المضادة ضد الفيروسات المحددة.