الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ميسرة السيد تكتب: رثاء للفؤاد

صدى البلد

سلامًا على من حب فهوى، عشق فتألم، سَلم فطعن غدرًا ممن هواه، وها هي النهاية لفؤاد لم يعرف الحب قط وحين دق مرة رجع حاملًا معه آهات وآلام لم تكن في حسابنه، حقًا لم أكن أتخيل مدى صعوبة أن تعيش وفؤادك جريح.

لقد كانت البدايات أفضل كثيرًا من النهايات التي انتهت بحدث غامض  ضل كلًا منا  سبيله ولم نفكرفي الحديث أو اللوم، واكتفينا بالصمت، تالله أنت رائع في كل شئ حتى في خيانتك للمشاعر تفوقت وحصلت على المركز الأول بجدارة، أتعلم أن الخطأ خطأي منذ الوهلة الأولى فأنا صدقتك لأنني أردت فقط أن أصدقك دون أي اعتبارات لحسابات العقل.

وبسببك يا عزيزي رُفع شعار:" عفوًا، هذا الفؤاد لا يصلح للحب "، فأتمنى أن تسعد وتنجح في حياتك لكن كيف لي أن أعيش بدونك، لقد كنت السند والداعم، لم تعد الأمور بخير كسابق عهدها منذ أن تحادثنا آخر مرة، فسر لي قدرتك على العيش لطالما كنت تخبرني أنك لا تستطع أن تتنفس دون وجودي بجانبك، لا تقلق فأنا بخير، والحياة لا تقف على أحد لكنك لم تكن شخصًا عاديًا بالنسبة لي، فأنت من ملك الفؤاد وهواه، لم أكن ضعيفة معك بل كنت بك قوية، وذاك سر العلاقة الاستثنائية بيننا.

ما زلت أتذكر تلك المرة التي تجرأت فيها وصارحتني بحبك لي - مثلما كنت تقول – لقد شعرت حينها بأنني ملكت الأرض وما عليها، كانت النجوم تضئ السماء فرحًا بنا، لم يستطع أحد من قبلك أن يمر أمام فؤادي، لكنك الوحيد الذي تمكن منه ودخله فأسره ثم تركته ينزف دون أن تكترث له، أشعر أحيانًا أن تلك العلاقة لم يكن لها أساس وما حدث قد يكون من خيالي، لكن لا، فكل شئ حولي له صلة وثيقة بك، لازلت أتذكر ريحة عطرك التي تفوح منك، نظرة عينيك، نبرة صوتك حين تنزعج، ملامح وجهك حين أقول لك بحبك، انتهت القصة على غير المتوقع، فأنت أخطأت وأنا رسبت ولم نحاول الإعادة، اكتفينا بما نريد وكأننا لم نعرف بعض إلا يوم واحد.

سأعترف أنني اشتقت إليك كثيرًا لكن سبل الوصال أغلقت، وكلما يسألونني عليك أخبرهم بأنك ماضي ذهب إلى حيث لا أدري، فحتى الآن لا أصدق ما حدث، وأيامنا الجميلة ليست كافية لمسامحتك، عذرًا لقد تناسيت أنك  لم تواجهنى وفررت أم أنك عثرت على أخرى وتخطط أن تطعنها أيها الفرعون.

ويجب الاعتراف أن الإحساس المرير بالخذلان أشد قتلًا من السكين، فالعام الجديد لم يكن عصيبًا على العالم فحسب، بل كان يحمل معه مفاجأة لم أكن أتمناها قط، وها أنا أحصل على نصيبي من الأحداث الجارية بإصابة بالغة في الفؤاد لا يمكن لأي طبيب أن يداويها وأيضًا لا يستطع الحبيب أن يشفي الجرح الذي تسبب فيه، فهو لا يأبه إلا بذاته دون مراعاة شعور من حوله، فهو خلق في تلك الحياة من أجل أن يسعد نفسه فقط، اعذرني إن خانتنى ألفاظي وكلماتي في بعض الأحيان، لكنك كنت دومًا السبب في فرحي وكذلك حزني، فيكفي ما حدث وما حال الأمر إليه.

إذًا، المعضلة الأساسية ليست في الحب بل في الاختيار، وهي هبة لا يتمتع بها الكثيرين لكن يمكننا أن نعوض عنها بنعمة العقل - استفتي عقلك حتى لا تندم - وبعد ذلك سيأتي الحب كنتاج حتمي للأمان، الصدق، والاهتمام ، وهنا أتذكر كلمات الست حين قالت:" العيب فيكم يا في حبايبكم أما الحب يا روحي عليه ".