الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لهذا السبب.. سيشفع النبي لجميع الخلائق منذ آدم وحواء

الدكتور على جمعة،
الدكتور على جمعة، عضو هيئة كبار العلماء

قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، عضو هيئة كبار العلماء، إن الإسلام دين الرحمة والله -سبحانه وتعالى- يتجلي على عباده بصفات الجمال والجلال والكمال، والرحمة من صفات الجمال.


وأضاف "جمعة" خلال لقائه ببرنامج "من مصر" المذاع على فضائية "cbc" أن الله -سبحانه وتعالى- بدأ سور القرآن جميعها ما عدا التوبة بقوله: "بسم الله الرحمن الرحيم" ولم يقل: "بسم الله الرحمن المنتقم مثلًا"؛ وذلك ليرسل إلينا -سبحانه- رسالة تبين العلاقة التي بينه وبيننا والتي يجب أن نتخلق بها في الأرض حتى نسعد.

اقرأ أيضا:

على جمعة يكشف عن رأيه في قرار إغلاق المساجد 

وأوضح عضو هيئة كبار العلماء أن هذه رحمة تليها رحمة، وهذا ليس من باب التكرار أو الإعادة بل هو جمال فوقه جمال، مشيرًا إلى أننا عندما ننظر إلى سبب بعثة نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- نجد الله -سبحانه وتعالى- يقول: "وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ"، (سورة الأنبياء: الآية ١٠٧)، وهذا يعني رحمة لجميع الخلائق من آدم وحواء إلى يوم القيامة، ولمن آمن ومن لم يؤمن.


وتابع المفتي السابق أن الإنسان سيحاسب يوم القيامة على جميع أعماله في الدنيا؛ فالله يرى ظاهره وباطنه ولا يظلم ربك أحدا، مشيرًا إلى أن اليوم الواحد من أيام يوم القيامة بألف سنة من أيامنا، حتى يذهب الخلق للأنبياء جميعًا، ويدلهم سيدنا عيسى -عليه السلام- على نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- فيذهب ويسجد تحت العرش ويطلب الشفاعة لأمته وجميع البشر؛ فيقول له الله -عز وجل-: "مُحَمَّد، ارْفَعْ رَأْسَك، وقُلْ: يُسْمَعْ لك، وسَلْ تُعْطَهْ، واشْفَعْ تُشَفَّعْ"؛ فيشفع لجميع الخلائق حتى من أساء إليه برسمه أو تمثيله؛ وهذا لأنه أرسل رحمة للعالمين السابقين منهم واللاحقين.

وذكر الدكتور على جمعة حديث الأولية، وهو ما رواه عبد الله بن عمرو -رضى الله عنه- عن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "الرَّاحمونَ يرحمُهُمُ الرَّحمنُ، ارحَموا من في الأرضِ يرحَمْكم من في السَّماءِ"، رواه الترمذي.


وبين أن الحديث الشريف يوصي بالتراحم بين الناس جميعًا، لافتًا: أنه وردت فيه روايتين، أحدهما بالتسكين وهذا يعني أن رحمة الله لنا متوقفة على تراحمنا مع بعضنا البعض، والثانية بالتحريك، وهذا يعني أن الله يرحمنا جميعًا على الإطلاق سواء رحمنا أو لم نرحم.

اقرأ أيضا:

على جمعة: الحجر الصحي سيؤدي إلى القضاء على فيروس كورونا 

وكان الدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية السابق، عضو هيئة كبار العلماء، نبه أن الوباء الذي نعانى منه الآن هو تذكير بنعم الله -سبحانه وتعالى- علينا.


وأكمل "جمعة" خلال لقائه ببرنامج "من مصر" المذاع على فضائية "cbc" أن الناس ألفت نعم الله -عز وجل- فلم يشكروه خاصة بقلوبهم وأفعالهم وإنسانيتهم، فأراد الله -سبحانه- أن يردهم إلى هذه المعانى الجليلة.


وأردف عضو كبار هيئة العلماء: هناك فائدة من الخوف من انتشار فيروس كورونا، وهو استشعار النعمة، موضحًا: "لما نُحرم من صلاة جماعة أو صلاة جمعة أو عُمرة أو أداء فريضة الحج، نعرف إننا كنا في نعم متتالية لا ننظر إليها ولا أحد يقول الحمد لله رب العالمين من قلبه".


وأفاد: "المفروض نحمد ربنا بخشوع وتذلل لنخرج من هذا البلاء حامدين لله، إحنا في وسط نعم مش واخدين بالنا منها، فضلا عن نعمة البصر ونعمة دخول الحمام،  ونعمة الجلوس والقيام، ففيه ناس مش بتحمد ربنا، وفيه ناس بتحمد ربنا بلسانها مش من قلبها".


وأشار إلى أنه يجب استمرار الحمد لله بعد زوال المحنة أيضًا ومعاهدة الله على الحمد من القلب، مختممًا: الحكومة المصرية قدمت الوعي قبل السعى بالإجراءات المتخذة للوقاية من فيروس كورونا، وهذا ما ندعو إليه وما ينبغي عليه أن يكون عليه الإنسان المعاصر؛ فلا يقدم على عمل قبل التفكير فيه.