الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أسعار البنزين الجديدة.. مكاسب وخسائر مصر من فشل اجتماع أوبك الليلة

صدى البلد

توقعت "حليمة كروفت" رئيسة قطاع أبحاث السلع في بنك "أر بي سي كابيتال ماركتس" أن تتراجع أسعار النفط إلى أقل من 20 دولارا للبرميل إذا فشلت "أوبك+" في التوصل إلى اتفاق بشأن خفض الإنتاج خلال الاجتماع المرتقب اليوم.


ومن المقرر أن تجتمع أوبك وحلفاؤها عبر مؤتمر عن بعد لمناقشة تخفيضات الإنتاج، في حين ارتفعت العقود الآجلة للنفط هذا الأسبوع وسط آمال في اتفاق لخفض المعروض ما بين 10 ملايين إلى 15 مليون برميل يوميا.


ولذلك الاجتماع تأثير مباشر على الدول المشاركة فيه والعالم أجمع، بما فيهم مصر، ولكن حسب النتائج ستختلف الجهات الرابحة والخاسرة، وفيما يلي نوضح مكاسب مصر من نتائج الاجتماع الهام.


أولا إذا سارت الأمور ترى رئيسة قطاع أبحاث السلع في بنك "أر بي سي كابيتال ماركتس"، أن ذلك يعني تراجعا جديدا في أسعار النفط، وهو المكسب الأكبر لمصر في الوضع الحالي، حيث تنخفض القيمة الدولارية المدفوعة في الاستيراد، على الرغم من إنخفاضها بشكل كبير، بسبب حظر التجول وتخفيض حجم العمالة بمصر، والذي ترتب عليه انخفاض معدل استهلاك الوقود.


يشير أيضا استمرار الأزمة، إلى تراجع اسعار المواد البترولية المختلفة، سواء بنزين وسولار للسيارات، أو غاز ومازوت للقطاعي التجاري والصناعي، الأمر الذي يشجع تلك الصناعات خلال الفترة الحالية العصيبة التي نمر بها بسبب فيروس كورونا المستجد، ومن ثم خفض اسعار البنزين في مصر والغاز الطبيعي والسولار.


ولكن، من العوامل السلبية لخفض الاسعار، هو ندرة الاستثمارات التي من الممكن ان تضخ في قطاع البترول والخاص بالبحث والتنقيب، حيث لا تشجع تلك الاسعار المستثمرين على الإنتاج وبيع المنتج بمبالغ أرباحها زهيدة، وجون جدوى اقتصادية جيدة لهم.


أما إذا سارت الأمور بالشكل المرجو من أغلبية الدول المنتجة اليوم خلال الإجتماع، وتم الاتفاق على تخفيض الإنتاج وتحديد الأسعار، فإن ذلك لن يكون سيئ بالنسبة لمصر أيضا، حيث ستزيد نسبة المدفوعات الدولارية في ذات الكمية، ولكن طالما دون المستوى المسكن في الموازنة لسعر البرميل، فإن الأمر ليس بمضر أيضا، وأن الحكومة المصرية بنت توقعاتها على ذلك.


وحذرت "كروفت" في مقابلة مع شبكة "سي إن بي سي" الأمريكية اليوم الخميس، من وجود مشكلات لا يزال على المنتجين حلها قبل التوصل لإتفاق مماثل، موضحة انه سيكون من الصعب للغاية التوصل لاتفاق نهائي، في الوقت الذي لا يزال هناك الكثير من الأمور العالقة بين الدول الأعضاء في أوبك والمنتجين المستقلين".


ولفتت "كروفت" إلى أن بعض النقاط الشائكة في المناقشات مثل المقدار المطلوب من السعودية خفضه ومشاركة الولايات المتحدة في الاتفاقية، حيث قد تطلب روسيا خفض السعودية إنتاجها قياسا من مستوياته في يناير وليس تلك التي وصل لها في أبريل الجاري، كما ألمحت روسيا إلى أهمية مشاركة الولايات المتحدة في إتفاق الخفض بشكل فعلي وليس عن طريق تراجع الإنتاج بسبب إنخفاض الطلب والأسعار.


وأوضح الكرملين موقف روسيا في اجتماع "أوبك +" أن موسكو ترغب في تحركات منسقة مشتركة لتحقيق الاستقرار في أسواق النفط العالمية، فيما ذكر مصدر لوكالة "تاس" أن روسيا مستعدة لخفض إنتاجها من النفط بحوالي 1.6 مليون برميل يوميا.


وقالت "كروفت" إنه حتى إذا تم التوصل إلى اتفاق، فمن غير المرجح أن تكسر أسعار المعدن الأسود النفيس حالة التراجع التي تشهدها بسبب انخفاض الطلب بالفعل بسبب جائحة فيروس "كورونا".


وبدأت حرب سعرية بين روسيا والسعودية عندما رفضت الأولى الموافقة على اقتراح بخفض الإنتاج في اجتماع أوبك + في أوائل مارس، وردت الرياض بخفض أسعار الخام، وأعلن كلاهما عن زيادة الإنتاج لشهر أبريل على الرغم من انخفاض الطلب بسبب جائحة "كورونا"، الأمر الذي تسبب في تراجع أسعار خامي "برنت" و"نايمكس" إلى أدنى مستوياتهم في 18 عاما.


من ناحية أخرى، توقعت مجموعة "آي إن جي" المالية تراجع أسعار النفط مرة أخرى إلى مستوى 20 دولارا، إذ ترى أن منتجي الخام سيفشلون في التوصل إلى اتفاق بشأن خفض الإنتاج بكميات كبيرة.


وقال رئيس استراتيجية السلع "وارن باتريسون" في المؤسسة المالية والاستثمارية خلال حديث لوكالة "بلومبرج" إن الاحتمال الأكبر هو موافقة منتجي النفط في مجموعة "أوبك+" على خفض الإنتاج بمستوى يتراوح ما بين 6 ملايين برميل إلى 7 ملايين برميل يوميا، وليس مستوى 10 ملايين برميل يوميا المتوقع في الوقت الحالي.


ووصف "باتريسون" انهيار الطلب على الخام في الوقت الحالي بأنه صادم للغاية، متوقعا أن ينخفض بنحو 15 مليون برميل يوميا في الربع الثاني الجاري بسبب عمليات الإغلاق الحكومية لوقف فيروس "كورونا".


فيما كشف بنك "جولدمان ساكس" في مذكرة للعملاء أن خفض كبار منتجي النفط للإنتاج بمقدار 10 ملايين برميل يوميا لن يكفي لتحسين التوازنات العالمية في السوق التي تعاني من تزايد وفرة المعروض وتراجع الطلب بسبب فيروس "كورونا" . 


وأشار البنك الأمريكي إلى أن الخفض الرئيسي للإمدادات بمقدار 10 ملايين برميل يوميا سيتطلب خفضا إضافيا قدره 4 ملايين برميل بسبب تراجع الأسعار.