قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
عاجل
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

وباء كورونا يطيح بالعالم القديم.. فيروس قاتل يغير معالم أشهر مدن العالم.. ويعيد تصميم العواصم ويبدل تركيبتها السكانية.. صور

مدن العالم في عصر وباء كورونا
مدن العالم في عصر وباء كورونا
0|على صالح

  • الجانب الإيجابي لـ كورونا.. مدن العالم الجديدة تدعم نظام العمل عن بعد
  • المدن الذكية ساعدت في القضاء على كورونا.. والدليل من الصين
  • حدود جديدة حول المجتمعات الحضرية



من زمن طاعون أثينا عام 430 قبل الميلاد، والذي قاد التغييرات العميقة في قوانين المدينة وهويتها، إلى الموت الأسود في العصور الوسطى، الذي حول ميزان القوى الطبقي في المجتمعات الأوروبية، إلى الموجة الأخيرة من وباء الإيبولا عبر أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.

اقرأ أيضًا:
ملك تايلاند يخالف قواعد الإغلاق في 3 دول.. ويعزل نفسه مع 20 فتاة في بافاريا
قصة أول قائد بحري أمريكي على بارجة نووية يصاب بالفيروس القاتل .. رسالته أزعجت ترامب فأمر بطرده
اكتشاف 6 فيروسات خطرة جديدة في أجسام الخفافيش من عائلة كورونا

كل تلك الأوبئة سلطت الضوء على الترابط المتزايد بين مدن اليوم "المعولمة" بشكل كبير، وأزمات الصحة العامة التاريخية وكيف تركت بصماتها على شكل عواصم العالم.

فحسب تقرير نشرته صحيفة "ذا جارديان" البريطانية، بينما يواصل العالم محاربة الانتشار السريع لفيروس كورونا، وتحرص السلطات على إبقاء العديد من الأشخاص في منازلهم وتغيير الطريقة التي تحكم حرية حركتهم، وأعمالهم وحتى طرق التفكير في مدنهم، يتساءل البعض عن أي من هذه التعديلات ستستمر بعد نهاية الوباء، وكيف تبدو الحياة على الجانب الآخر، وكيف تترك الازمة الصحية العالمية حاليا بصمتها على تصميم المدن حول العالم.


ولعل أحد الأسئلة الأكثر إلحاحًا التي سيواجهها المخططون الحضريون هو التوتر الواضح بين الحضور الجماهيري المتمثل في تدفق الناس نحو المدن التي أصبحت أكثر تركيزًا بالكثافة البشرية، والتي تعتبر ضرورية لتحسين الاستدامة البيئية - ووجوب التفريق الاجتماعي، والفصل بين السكان، وهو واحد من الإجراءات الرئيسية المتبعة حاليا لمنع انتقال العدوى، ولكن قبل الخوض فيعمق الاجابات على كل تلك التساؤلات، يمكن أن نستعرض نموذج لإحدى مدن العالم وكيف تشكلت معالمها وفقا لظروف سكانها الصحية في فترة من الزمن.

أماكن شهيرة نحتتها الأوبئة


في بريطانيا، وداخل عاصمتها الرئيسية، على ضفة التايمز، ممشى فيكتوريا، أو "فيكتوريا إمبانكمنت"، والذي يمتد لمسافة ميل وربع على طول النهر، وهو يجسد فكرة كثير من الناس عن مدينة لندن المثالية.

صورت البطاقات البريدية المرسلة عبر السنين في بريطانيا متنزهاتفيكتوريا إمبانكمنتالواسعة وحدائقه المزدانة،ووصفه مجلس متروبوليتان للأعمال، الذي أشرف على بنائه، بأنه "مدينة مناسبة ومتحضرة بشكل مواكب لمجتمع تجاري مزدهر".

لكن الممشى، الذي أصبح الآن ماثلا في وعينا الحضري، قد اجتاحه وباء كورونا كليًا فأصبح خاويا من الجمهور.

ولكن فكرة بنائه وتصميمه عجيبة، فلولا تفشي وباء الكوليرا المدمر في العالم وإصابة مدنه - بما في ذلك لندن في أوائل خمسينيات القرن التاسع عشر والتي أودت بحياة أكثر من 10000 شخص - ما كان يتم تحديد الحاجة إلى نظام جديد للصرف الصحي الحديث.

وهذا الإنجاز الرائع الذي حققه جوزيف بازالجيت في الهندسة المدنية، والذي تم تصميمه لنقل مياه الصرف الصحي بأمان إلى أسفل النهر وبعيدًا عن إمدادات الشرب، لم يكن ليتحقق أبدًا هذا الممشى الحضري.

"فيكتوريا إمبانكمنت" وهو طريق على طول الضفة الشمالية لنهر التايمز في لندن. يمتد من قصر وستمنستر إلى جسر بلاكفرايرز في مدينة لندن.

بالإضافة إلى كونه طريقًا رئيسيًا لحركة المرور على الطرق بين مدينة ويستمنستر ومدينة لندن ويلاحظ العديد من النصب التذكارية، مثل نصب معركة بريطانيا، والحدائق العامة، بما في ذلك حدائق فيكتوريا إمبانكمينت.

شكل مدن العالم مستقبلا.. وأهمية البعد الاجتماعي


ويلاحظ ريتشارد سينيت، أستاذ الدراسات الحضرية في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وكبير مستشاري الأمم المتحدة بشأن تغير المناخ وبرامج المدن، أنه "في الوقت الحالي تنخفض الكثافة في كل مكان، ولسبب وجيه، لكن على العموم، الكثافة شيء جيد، والمدن الأكثر كثافة هي أكثر كفاءة في استخدام الطاقة؛ لذلك أعتقد أنه على المدى الطويل سيكون هناك صراع بين المطالب المتصاعدة للصحة العامة والمناخ".

ويعتقد سينيت أنه في المستقبل سيكون هناك تركيز متجدد على إيجاد حلول لتصميم المباني الفردية والأحياء الأوسع التي تمكن الناس من الاختلاط بالآخرين دون أن يتم تعبئتهم "مثل السردين" في المطاعم والحانات والنوادي المضغوطة، على الرغم من التكلفة العالية، بشكل غير معقول" للأراضي في المدن الكبرى مثل نيويورك وهونج كونج ، قد يعتمد النجاح هنا على إصلاحات اقتصادية مهمة أيضًا.

وفي السنوات الأخيرة، على الرغم من استمرار نمو المدن في جنوب العالم نتيجة للهجرة الريفية إلى الداخل، تتجه المدن الشمالية في اتجاه معاكس، حيث يستفيد المزيد من السكان الأغنياء من قدرات العمل عن بعد والانتقال إلى المدن الصغيرة والمستوطنات الريفية التي تقدم ملكية أرخص وجودة حياة أعلى.

المدن الجديدة تدعم نظام العمل عن بعد
ومن المحتمل أن تتسارع وتيرة انخفاض تكلفة المسافة، كما تسميها كارين هاريس، المدير الإداري لمجموعة ماكرو تريندز جروب نتيجة لأزمة كورونا، حيث تقوم الشركات بوضع أنظمة تمكن الموظفين من العمل من المنزل، وقد اعتاد المزيد من العمال على الوضع المستجد.

وتقول هاريس: "هذه عادات من المرجح أن تستمر".

فالآثار المترتبة بسبب ذلك على المدن الكبرى هائلة، إذا لم يعد القرب من الوظيفة عاملًا مهمًا في تحديد مكان السكن، على سبيل المثال، فإن جاذبية الضواحي تتضاءل؛ ويمكن أن نتجه نحو عالم ترتفع فيه مراكز المدن الحالية و "القرى الجديدة" البعيدة، بينما تتلاشى العادات اليومية للسفر من أجل العمل.

المدن الذكية ساعدت في القضاء على كورونا
وقد يكون التأثير المحتمل الآخر للفيروس كورونا هو تكثيف البنية التحتية الرقمية في مدننا. كما سجلت كوريا الجنوبية، وهي إحدى الدول الأكثر تضررًا من المرض، أقل معدلات الوفيات، وهو إنجاز يمكن إرجاعه جزئيًا إلى سلسلة من الابتكارات التكنولوجية - تتضمن بما في ذلك، على نحو مثير للجدل، رسم خرائط توضح انتشار المرضى المصابين، وتحركاتهم.

وفي الصين، استعانت السلطات بمساعدة شركات التكنولوجيا مثل على بابا ووتن سنت لتتبع انتشار فيروس Covid-19 وتستخدم تحليل "البيانات الضخمة" لتتوقع أين ستظهر مجموعات الإصابة بعد ذلك.

وإذا كانت إحدى النتائج السريعة التي توصلت إليها الحكومة بسبب الفيروس هو أن "المدن الذكية" بما في ذلك سوندوجو أو تشينزين هي مدن أكثر أمانًا من منظور الصحة العامة، عندها يمكننا أن نتوقع جهودًا أكبر لمراقبة وتسجيل سلوكنا في المناطق الحضرية رقميًا، ونقاشات ضارية حول سلطة التحكم والرقابة بين الشركات والدول.

إقامة حدود جديدة حول المجتمعات الحضرية
في الواقع، يجب أن يكون شبح الاستبداد الزاحف - مع تطبيع تدابير الكوارث الطارئة، أو حتى الدائمة - في صدارة عقولنا، كما يقول سينيت: "إذا عدت عبر التاريخ ونظرت إلى اللوائح التي تم وضعها للسيطرة على المدن في أوقات الأزمات، من الثورة الفرنسية إلى 11 سبتمبر في الولايات المتحدة، فقد استغرق العديد منها سنوات أو حتى قرونًا لتتفكك".

في وقت تتزايد النزعات العرقية على المسرح العالمي، حيث تولى الشعبويون اليمينيون منصبًا منتخبًا في العديد من البلدان من البرازيل إلى الولايات المتحدة والمجر والهند، والتي يمكن أن تكون إحدى تفسيرات تفشي الفيروس؛ وفقا لروايات الإقصاء السياسي، تدعم فكرة إقامة حدود جديدة حول المجتمعات الحضرية، يشرف عليها القادة الذين لديهم القدرة القانونية والتكنولوجية والإرادة السياسية لبناء هذه المجتمعات.