سياسي كيني وناشط مناهض للاستعمار تولى منصب رئيس وزراء كينيا من عام 1963 حتى عام 1964، ثم أصبح بعدها أول رئيس فى تاريخ كينيا فى عام 1964 وحتى 1978هو جومو كينياتا المناضل المسؤولين ضد الاحتلال البريطاني.
قصة هذا المناضل بدأت فى 20 أكتوبر عام 1894 في نيروبي حيث كان مولده، أبواها مزارعين من الكيكويو في بلدة كيامبو حيث ولد خلال الحكم البريطاني للمنطقة، وشق طريقه التعليمي في إحدى المدارس التبشيرية ليزاول مهن مختلفة قبل انخراطه في السياسة من خلال منظمة رابطة كيكويو المركزية.
سافر جومو كينياتا إلى لندن عام 1929 ليمارس الضغوط لصالح شؤون أراضي الكيكويو. ودرس بعدها فى كلية لندن الجامعية وكلية لندن للاقتصاد.
هذا الرئيس الذي كان الأول فى تاريخ كينيا أن يولد وفى فيه معلقة من ذهب فقد اشتغل كينياتا بالعديد من الوظائف، حيث انتقل كينياتا إلى ناروك في عام 1917، وعمل في تجارة الماشية ونقلها إلى نيروبي، ثم عمل في متجر لبيع المعدات الزراعية والهندسيةقبل الانتقال إلى نيروبي وفي عام 1938، اشتغل كعاملًا زراعيًا في ساسكس خلال الحرب العالمية الثانية، وبعد ذلك تبنى كينياتا أفكار مناهضة للاستعمار ومبادئ الوحدة الأفريقية حيث شارك في تنظيم مؤتمر الوحدة الأفريقية الذي عقد بمانشستر عام 1945، ثم عاد إلى كينيا في عام 1946 ليعمل مدير مدرسة.
وعلى الرغم من عمله فى إدارة المدرسة ألا أن قلبه كان مفعم بالنضال والحب فى نيل استقلال بلاده فقد تم انتخاب كينياتا رئيسًا للاتحاد الأفريقي الكيني عام 1947، ليمارس من خلاله الضغوط سعيًا من أجل تحقيق استقلال كينيا عن الحكم الاستعماري البريطاني، وعليه فقد حصل على دعم شعبي واسع من قبل الكينيين.
ولأنه ذاع صيته تم اعتقال كينياتا في عام 1952 بتهمة التدبير لانتفاضة ماو ماو المناهضة للاستعمار البريطاني. وأدين وسُجن في لوكيتاونغ شمال البلاد حتى عام 1959، ليتم بعدها نفيه إلى لودوار حتى عام 1961.
وأصبح كينياتا بعد إطلاق سراحه رئيس حزب اتحاد كينيا الأفريقي الوطني ليقود الحزب للفوز في الانتخابات العامة سنة 1963، وأشرف خلال ولايته كرئيس للوزراء على انتقال كينيا من مستعمرة بريطانية إلى جمهورية مستقلة تولى فيها منصب الرئيس عام 1964.
انتهجت حكومته سياسات اقتصادية رأسمالية، وما دعي بـ"أفرقة" الاقتصاد فمنع غير المواطنين من التحكم بالصناعات الأساسية. شهد كل من قطاعي التعليم والرعاية الصحية في عهده توسعًا ملحوظًا.
حصل خلال رئاسته على لقب "مزي"، واُثني عليه فأُطلق عليه لقب "والد الأمة" حيث حصل على تأييد كل من غالبية الشعب السوداء والأقلية البيضاء من خلال رسالته الداعية للتوافق والمصالحة.
أنشأ كينياتا العملة الوطنية الهارومبي التي كانت من قبل كيسواحيلي، وبذلك العملة أصبحت رمزا للمقاومة الشجاعة ضد الاحتلال والكفاح من أجل توحيد كافة الطوائف الدينية والعرقية في كينيا.
ظل كينياتا رئيسا بكينيا حتى وفاته في مومباسا بتاريخ 22 أغسطس 1978.