الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د.مصطفى محمد عوض يكتب: أشهر العادات والتقاليد الماليزية في رمضان

صدى البلد

تختلف العادات والتقاليد الرمضانية من بلد لآخر، ومن دولة لأخرى، ومن تلك العادات والتقاليد المشهورة في رمضان، العادات والتقاليد الماليزية، فرمضان في ماليزيا ذو طابع خاص، ورونق بديع، حيث تبدأ تلك العادات مع ظهور هلال شهر رمضان، وبالأحرى في يوم التاسع والعشرين من شهر شعبان، وهي الليلة المعروفة بليلة رؤية الهلال، حيث يجتمع الناس لمحاولة رؤية هلال الشهر الفضيل، وتخصص وزارة الشؤون الدينية الماليزية لهذا الحدث إحتفاءًا كبيرًا تعلن فيه ثبوت رؤية الهلال وبداية شهر الصيام.

وتجري الاستعدادات للماليزيين على قدم وساق حيث يقوم مجموعة كبيرة من الناس بالذهاب إلى المساجد مبكرًا لتنظيفها وتزينها، وتقوم النساء بشراء احتياجاتهن المنزلية؛ استعدادًا لقدوم الشهر الكريم.

ومع أول يوم من أيام رمضان يعم الفرح والسرور أنحاء البلاد؛ لقدوم وبداية شهر الصوم، وقبيل دخول وقت المغرب يخرج الماليزيين إلى المساجد جماعات، رجالًا ونساءً وشبابًا وأطفالًا، ويتم إعداد بعض المأكولات والمشروبات المحلية، وتوضع تلك المأكولات على مفارش طويلة داخل المساجد  بحيث تكون هذه  الأطعمة متاحة للجميع وخاصة للفقراء واليتامى والمساكين وغير القادرين، وعقب إداء صلاة المغرب يجلس الجميع؛ ليتشاركوا  في تناول أول طعام إفطار لأول يوم من رمضان في جو يكسوه البهجة والسرور والفرح بهذا الشهر الفضيل.

وبعد تناول طعام الإفطار يعود الجميع لبيوتهم؛ لإرتداء الكسوة الماليزية المميزة بالقبعات المستطيلة؛ وذلك للخروج لأداء صلاة العشاء والتراويح في المساجد الجامعة، والتي تكون في الغالب الأعم عشرين ركعة.

وبعد الانتهاء من صلاة التراويح تجد الحلقات الرمضانية حيث تعقد مجالس العلم على شكل حلقات دائرية، ويتم تنظيم حلقات لتلاوة القرآن الكريم وتفسير معانيه وأحكامه، ويجلس البعض الآخر في حلقات لسماع دروس العلم الشرعي على يد العلماء والمشايخ، وتظل الليالي الرمضانية  في ماليزيا إلى ما يقارب منتصف الليل غالبًا، ثم تقام صلاة القيام في المساجد، ثم يعود الجميع لبيوتهم لتناول طعام السحور.

وتمتلئ المساجد في ماليزيا بالمصلين وخاصة في صلاتي العشاء والفجر، وتظل المساجد فاتحة أبوابها ليل نهار طوال شهر رمضان الكريم، ومن أشهر المساجد الماليزية المشهورة والمعروفة مسجد السلطان صلاح الدين عبد العزيز شاه، والمسجد الأزرق.

عادات وأطعمة ماليزيا الرمضانية الشهيرة:
من أهم ما تشتهر به ماليزيا خلال شهر رمضان الكريم من عادات، هو تنظيم المهرجانات الشعبية للعديد من المأكولات والحلويات الماليزية بأشكالها وأنواعها وألوانها المختلفة، ويلاحظ أن هذه المهرجانات والمسابقات تقام في كل مدينة ماليزية، ولا تكاد تخلو مدينة من مثل هذه العادات والتقاليد الرمضانية، ومن ضمن العادات الماليزية كذلك وخاصة في الريف أنه يقام إفطار جماعي يوميًا لكنه يؤخذ شكلًا مميزًا، بحيث تطبق فيه الشروط والأحكام، وهذه الشروط عبارة عن الدور، فكل منزل يتولى إطعام أهل قريته يومًاخلال شهر رمضان الفضيل؛ إظهارًا لروح الإسلام الحقيقية في مظهر يدل على التماسك والتراحم والتكافل والتساوي بين الجميع.

ويتم توزيع الأكلة الشعبية الماليزية خلال شهر رمضان الكريم بحيث يصتف الناس فيما يشبه الطوابير؛ لأخذ العصيدة التي تتكون من الأرز واللحوم المضاف إليها التوابل، وهذه الوجبة توزع في رمضان فقط طبقًا للعادات والتقاليد الماليزية.

وأما المشروب الرسمي الماليزي في رمضان فهو مشروب يتم صنعه محليًا، وهو عبارة عن التمر موضوعًا في الماء، تيمنًا بالرسول الكريم، حيث أنه كان يفطر على الماء والتمر. 

ومن ضمن العادات الرمضانية الماليزية وجود الشخص المعروف والمحبوب لدى الشعب الماليزي وهو المسحراتي، والذي يطوف بالبيوت والمنازل لتنبيه الناس بدخول وقت السحور وقرب الإمساك عن الطعام والشراب، ويبدو أن الماليزيين قد تعرفوا على المسحراتي عن طريق بعض الدول العربية.

ومع قرب نهاية شهر رمضان الكريم تُشكل العديد من المجموعات والتي تقوم بجمع الزكاة من الصائمين؛ لشراء الملابس للفقراء واليتامى، وتوزيع مجموعة أخرى من الأموال على بعض الفقراء والمساكين والمحتاجين في جو تظهر فيه روح التكافل والتعاطف بين المسلمين في تلك البلاد، مع وجود الفرحة والسرور التي تعم كافة المناطق الماليزية، متمنين من الله قبول الصيام والقيام والعمل الصالح، وأن يعيد عليهم رمضان لأعوام عديدة، وسنوات قادمة.