الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عبد العال البنداري يكتب: سنابل الذهب والتوسع في استصلاح الأراضي

صدى البلد

أزمة جائحة كورونا أدت إلى أزمة في صادرات القمح والمحاصيل الاستراتيجية وانغلاق دول كثيرة علي نفسها وقيامها بوقف تصدير بعض المنتجات الزراعية والتي من أهمها القمح والدقيق لتوفير السلع الغذائية لمواطنيها خاصة بعد الحظر بسبب وباء كورونا.


كما قامت مصر  بإصدار قرارا بوقف تصدير البقوليات وقيام كل من روسيا ورومانيا والصين والهند وفرنسا بوقف مؤقت لتصدير القمح وهذاجرس إنذار بأهمية إنتاج المحاصيل الاستراتيجية والتي من اهمها محاصيل الحبوب  القمح والأرز ومصر لديها اكتفاء ذاتبي من الارز ، وكانت تقوم بتصدبر الفائض لكننا نقوم باستيراد 55% من احتياجاتنا من القمج وننتج مايزيد علي 9مليون طن من زراعة 3.5 مليون فدان ونستورد حوالي 12.5 مليون طن .


وتعتبر مصر من أكبر دول العالم استيرادا واستهلاكا للقمح ودائما تسعي لتوفير اكبر مخزون استراتيجي يكفي لمدة 3 شهور علي الاقل لكن الخطورة بعد الازمة الاخيرة بانتشار جائحة كورونا وتوقف بعض الدول تصدير القمح لمختلف الدول لتوفير الخبز لمواطنيها ظهرت اهمية زيادة انتاجنا من القمح لتوفير الامن الغذائي، وبالتالي تحقيق الامن القومي  لان الخطورة تأتي في إنك قد تمتلك العملة الصعبة والدولارات لشراء القمح.


 لكن تفاجأ أن بعض المنتجين يرفضون بيع انتاجهم لاحتياجهم اليه وهنا مكمن الخطورة ولهذا جاءت مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسي في اجتماعه الاخير برئيس مجلس الوزراء ووزير الزراعة واستصلاح الأراضي بأهمية التوسع في استصلاح الاراضي وزراعة المحاصيل الاستراتيجية وياتي علي رأس هذه المحاصيل الاستراتيجية القمح والذي يعتبر من أهم محاصيل الغذاء في العالم وتزداد اهميته في دول العالم الثالث لما له من مكانة في نمطها الغذائي.


 وأن الخبز الذي ننتجه من القمح نسميه في مصر (بالعيش) اي من المعيشة  فالرغيف ليس له اهمية غذائية فحسب بل اهمية اجتماعية وساسية جعلت جميع حكومات مصر تعمل جادة علي تأمين احتياجات المواطنين  من الخبز سواء من الانتاج المحلي اومن الواردت بأسعار مدعومةوالقمح كان عماد الزراعة في مصر منذ عصور الفراعنة وأول مخزون غذائي استراتيجي من القمح بمفهومه الحديث قامت بانشائه الدولة المصرية، كما صورها القرأن الكريم في سورة سيدنا يوسف وانذاك كانت مصر عماد الأمن العذائي في منطقة الشرق الأوسط.


حيث لجأ اليها مواطنو الدول المجاورة للحصول علي الغذاء وكانت مصر موردة للقمح للدولة الرومانية وظلت مصر مكتفية ذاتيا من القمح الي بداية الستينات حيث استوردت مصر 25% من احتياجاتها، وكان المخزون الاستراتيجي تناقص الي حد الخطر فاستنجد الرئيس جمال عبد الناصر آنذاك بالرئيس السوفيتي خروشوف الذي أمر أحد البواخر الحاملة للقمح من أستراليا إلي روسيا بالتوجه الي المواني المصرية لإنقاذ الموقف وتخفيف الضغوط الأمريكية والغربية عن مصر وعبد الناصر .


وأخذت معدلات التدهور في الاكتفاء الذاتي في التزايد حتي وصل هذا المعدل أدناه  وكان كل رغيف من القمح المحلي في الثمانينات يقابله أربعة أرغفة من القمح المستورد حتى أدركت الحكومة المصرية خطورة ذلك وظهر اتجاه وطني لحل تلك المشكلة العويصة المتعلقة بحياة الشعب المصري واستقلالية قراره السياسي  وسادة نبرة قوية ان من لايملك قوته لايملك قراره .


واستطاعت مصر من خلال استرايجية واضحة ترتكز علي البحث العلمي واستطاع علماء مركز البحوث الزراعية بقيادة ابو القمح في مصر والعالم العربي  الدكتور عبد السلام جمعة رئيس قسم بحوث الفمح بمركز البحوث الزراعيةمن انتاج اصناف عالية الانتاجية اعطت لاول مرة 30 اردب للفدان في تحقيق الامن الغذائي المصري وتحقيق مايزيد 55% من احتياجاتنا من الخبز خاصة بعد تدخل وزير التموين الاسبق رحمة الله عليه الدكتور احمد جويلي والذي قاد مشروع خلط القمح بالذرة والذي حقق نجاح كبير في ذلك الوقت وادركت الحكومة المصرية اهمية سنابل الذهب المصري هذا العام.


 فقامت برفع سعر توريد القمح  15 جنيها للإردب عن العام الماضي ليصبح سعر الاردب 700 جنيها لاعلي درجة نقاوة لتحقيق اعلي نسبة توريد من القمح المحلي هذا العام والتي قد تزيد علي 9 مليون طن يجب التحرك وفورا في التوجه لزراعة القمح في المزرعة النموذجية والتي تبلغ 20 ألف فدان في غرب غرب المنيا وهي المزرعة النموذجية الأكبر والتي أصر علي تنفيذها الرئيس السيسي وفي سيناء خاصة بعد وصول المياة لاول مرة من ترعة الشيخ زايد الي بئر العبد ورمانة في سيناء لزراعة    10الاف فدان ويجب التوسع في زراعة سنابل الذهب في الوادي الجديد وشرق العوينات .


وفي توشكي التي يزرع فيها بعض المستثمرين البرسيم الحجازي لتصديره رغم احتياجنا الي زراعة ولو قيراط قمح مع اهمية التوسع في زراعة الأصناف الجديدة  عالية الانتاجية وتوفير التقاوي للمزارعين لان وزارة الزراعة لا توفر سوي 30% من هذه التقاوي لكن خيرا فعلت هذا العام بعدم زيادة أسعار هذه التقاوي وتوزيعها طبقا لاسعار العام الماضي مع اهمية التقليل من الزراعات الترفيهية التي تستهلك كميات كبيرة من المياه كالموز واستبدالها بزراعات القمح مع رفع اسعاره لتعويض المزارعين وتشجيعهم علي زراعة سنابل الذهب.