الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

في ذكرى ميلاده.. صاحب الطوق والإسورة.. حكاية يحيى الطاهر عبد الله تظل مخلدة

يحيى الطاهر عبد الله
يحيى الطاهر عبد الله

رغم رحيل الكاتب الكبير يحيى الطاهر عبد الله، الذي تحل اليوم ذكرى ميلاده، منذ ما يقرب من الأربعين عامًا، إلا أن ما زالت كتاباته تواصل حضورها، فكتابات يحي الطاهر عبد الله  استطاع من خلالها أن يصف لنا بدقة، صورة كاملة لشخصيات قصصه، فهو يصور أدق تفاصيل الشخصية والأحداث المحيطة بها وسماتها الإنسانية، وعبر عن عالمه الخاص، وظرفه التاريخي وأصوله وبيئته.


ولد يحيى الطاهر محمد عبد الله في 30 أبريل عام 1938، بقرية الكرنك بمحافظة الأقصر بصعيد مصر، وقد توفيت والدته وهو في سن صغيرة فتولت خالته رعايته والتي أصبحت زوجة أبيه فيما بعد، وكان ترتيب يحيى هو الثاني بين إخوته الثمانية، وكان والده شيخا معمما يقوم بالتدريس في إحدى المدارس الابتدائية بقربة الكرنك، وكان لوالده تأثير كبير عليه في حب اللغة العربية بالإضافة إلى أنه كان مهتما بكتابات العقاد، والمازنى.


وتلقى تعليمه بالكرنك حتى حصل على دبلوم الزراعة المتوسطة ثم عمل بوزارة الزراعة لفترة قصيرة ، في العام 1959 انتقل يحيى إلى قنا مسقط رأس الشاعرين الكبيرين عبد الرحمن الأبنودي و أمل دنقل حيث ألتقى بهما وقامت بينهم صداقة طويلة.


في عام 1961 كتب يحيى الطاهر عبد الله أول قصصه القصيرة "محبوب الشمس"، ثم كتب بعدها في نفس السنة "جبل الشاى الأخضر"، وفي العام 1964 أنتقل يحيى إلى القاهرة وكان قد سبقه إليها صديقه عبد الرحمن الأبنودي في نهاية عام 1961 بينما أنتقل أمل دنقل إلى الإسكندرية، أقام يحيى مع الأبنودى في شقة بحى بولاق الدكرور وفيها كتب بقية قصص مجموعته الأولى "ثلاث شجيرات تثمر برتقالا".

وقدمه يوسف إدريس في مجلة "الكاتب" ونشر له مجموعة محبوب الشمس بعد أن قابله واستمع اليه في مقهى ريش ، وقدمه أيضا عبد الفتاح الجمل في الملحق الأدبي بجريدة المساء مما ساعد على ظهور نجمه كواحد من أبرز كتاب القصة القصيرة، وكتب يحيى الطاهر بعض القصص لمجلة الأطفال "سمير".


تزوج يحيى الطاهر من أخت صديقه الناقد عبد المنعم تليمة وأنجب بنتين هما أسماء وهالة ومحمد وقد توفى وهو صغير، وأصبح  واحدًا من الوجوه البارزة بين مبدعي فترة الستينيات، وهو شاعر القصة القصيرة بحق كما لُقِّب، ومازال الفيلم المأخوذ عن روايته يذكِّر الجميع به، وهو الطوق والإسورة، بالرغم من اعتباره فيلما نخبويا غير جماهيري على نحو ما.

 

توفى يحيى الطاهر عبد الله يوم الخميس 9 أبريل 1981 قبل أن يتم الثالثة والأربعين بأيام في حادث سيارة على طريق القاهرة الواحات، ودفن في قريته الكرنك بالأقصر.

 

رثاه الكثير من الكتاب والشعراء، فكتب الشاعر أمل دنقل:"ليت (أسماء) تعرف أن أباها صعد.. لم يمت.. وهل يمت الذي (يحيى) كأن الحياة أبد".

 

وكتب يوسف إدريس في رثائه: (النجم الذي هوى) ونشرت بالأهرام في 13/4/1981، كما رثاه عبد الرحمن الأبنودي وكتب: (عدودة تحت نعش يحيى الطاهر عبد الله).