الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مهمة مستحيلة أمام خليفة ترامب.. الرئيس الحالي ترك طريقًا ملغومًا لمن يحل محله.. وقضتيان كبريان لن يمكن لرجل البيت الأبيض الجديد الخروج منهما

ترامب
ترامب

  • ترامب صنع سياسة خارجية يصعب الخروج منها
  • حظوظ الرئيس الحالي  في الحكم قد تكون أكبر من المرشح المحتمل
  • جو بايدن مرشح تلاحقه اتهامات التحرش بموظفات مكتبه
  • أمل الحزب الديمقراطي المحتمل.. قد يكون الأخطر على إسرائيل
 

مخاوف عدة صارت تلوح في الأفق في ظل بروز اتهامات جديدة بحق المرشح الرئاسي للحزب الديمقراطي جو بايدن، والذي يعول عليه الديمقرطيون كل آمالهم، للفوز بانتخابات نوفمبر المقبلة، في ظل سياسة خارجية صنعها الرئيس الحالي دونالد ترامب، غير بها كثير من ملامح أمريكا، وهو ما يجعل الرئيس القادم بفرض عدم فوز ترامب أمام معضلة كبيرة في التعامل مع العالم الخارجي، وفق ما ذكرت صحف أمريكية.


وينتظر الديمقراطيين يناير المقبل على أحر من جمر ويأملون أن يكون يوم تنصيب مرشحهم المحتمل جو بايدن، نهاية كابوسهم الطويل حتى يمكنهم بثقة طي صفحة رئاسة دونالد ترامب، وإذا ما حدث ذلك، فهم يأملون أن يسير جو بايدن على اصطنعه ترامب في السياسة الخارجية والداخلية بممحاة تنهي كل ما أقره.


هذه هي الطريقة التي يعمل بها عادةً الحزب مع منافسه، وقد حدث هذا بشكل كبير في مراحل  الانتقال بين رئيسين من حزبين مختلفين (الجمهوري v الديمقراطي) من بيل كلينتون إلى جورج دبليو بوش، ثم من بوش إلى باراك أوباما، ومن ثم من أوباما إلى ترامب.


وإذا هزم المرشح الديمقراطي المحتمل جو بايدن ترامب في نوفمبر، فمن المؤكد أنه فيما يتعلق بالعديد من القضايا، ستعود ساعة الحكومة إلى حيث كانت الأمور في يناير 2017، قبل أن يتولى ترامب الحكم.


ولكن على الرغم من الشعور العام بين منتقدي ترامب بأن رئاسته كانت حلمًا سيئًا يريدون الاستيقاظ منه، إلا أن فكرة أن جميع قراراته يمكن محوها ببساطة هي مجرد وهم.


ووفق  تقرير لشبكة "سي إن إن" يقول  ردًا على هذه المطالب  بإزالة ميراث ترامب إذا ما أتى أحد محله في الحكم "لقد حدث الكثير خلال هذه السنوات، خاصة فيما يتعلق بالشرق الأوسط  والدول العربية، وسيكون بايدن ومستشاروه من الخطأ أن يرغبوا في التراجع عن كل ما تم إقراره، خاصة أن بعض القرارت الخارجية، كالانسحابات من بؤر الصراع الملتهبة في المنطقة، لم تبدأ مع ترامب وإنما مع سابقه أوباما".


ويظهر أن ما يرعب اللوبي الصهيوني في واشنطن وكيان الاحتلال الإسرائيلي، هو مسألة إمكانية تراجع خليفة ترامب عن التزماته نحو إسرائيل جزئيًا، وقد ظهر ذلك عندما قال جو بايدن إنه لن ينقل السفارة الأمريكية من القدس  المحتلة إلى تل أبيب، وإنه سيبقى الحال كما هو، لكنه وصف الإجراء بالتافه وإنه يشكل عقبة في طريق السلام.


ويقول محللون إن بايدن يستمر في الاتجاه الذي يمنع الولايات المتحدة من الاعتراف رسميًا بمزاعم إسرائيل في  فلسطين، وهو ما يقول إن بايدن سيسير عكس ترامب، فهو يصر رغم عدم قيامه إذا ما تولى الحكم بتغيير نقل السفارة الأمريكية وعودتها  إلى تل أبيب، إلا أنه يصر على أنه  كان لا ينبغي نقلها ، وهذا إذا ما أرادت أمريكا أن تسعى في سلام شامل مع الفلسطينيين.


ووفق انتقادات صحف عبرية، فسيبدو فريق السياسة الخارجية في عهد بايدن إذا ما تولى الحكم، بمثابة لجنة لم شمل "خريجي إدارة أوباما".


وأوضح مستشار بارز لبايدن ونائب وزير الخارجية السابق لأوباما "أنتوني بلينكن" :"إن إدارة ديمقراطية جديدة ستعود إلى سعي أوباما لحل الدولتين".


لكن يظهر من التقارير، أن من  الوهم أن تتراجع اسرائيل  عن احتمال ضم أراضي الضفة الغربية، كما من الوهم القول بأن أي حكومة إسرائيلية يمكن إقناعها بالعودة إلى خطوط 1967، وأن  تقوم إسرائيل بذلك حتى يستطيع الفلسطينيون تحقيق قوة على الأرض، وهو ما يقول أيضًا إنه في حال فوز بايدن فعليه ممارسة ضغوط كبرى على إسرائيل للتخلي عن مزيد من الاستيطان.


ومن الناحية العملية، من المرجح أن يجد بايدن نفسه يدير الصراع بطريقة تشبه تلك التي يتبعها ترامب في أنه ربما يأمل في الحفاظ على العلاقات  مفتوحة وألا تتعقد الأمور.


وفي موضوعٍ آخر، فعلى الرغم من الإدانات المريرة لانسحاب ترامب من الاتفاق النووي الإيراني، وبالإضافة إلى وعد بايدن بالعودة إليه، فإن فكرة عودة أمريكا بايدن إلى سياسة استرضاء طهران ، فكرة وهمية أيضًا.


في السنوات التي تلت ترك أوباما منصبه، استمر دعم إيران المستمر للإرهاب الدولي وجهودها لزعزعة استقرار الدول العربية كجزء من سعيها للهيمنة الإقليمية، حتى مع استمرار الشعب الإيراني في توضيح  رفضه للممارسات النظام.


سيحتاج بايدن إلى الفهم بأن تخفيف أو إنهاء عقوبات ترامب على إيران، التي هزت النظام وكشفت ضعفه المتأصل محليًا، لن تجعل الشرق الأوسط أكثر أمانًا.


وربما يعرف هو وفريقه أيضًا أنهم سيضطرون إلى متابعة سعي ترامب لإجبار إيران على إعادة التفاوض على الاتفاقية النووية، خشية أن يجدوا أنفسهم  أمام إيران وقد حصلت بالنهاية على قنبلة نووية وقبول غربي.

بقدر ما قد يدعي بايدن ازدراءه لسياسات ترامب، فمن غير المرجح أن يكون على استعداد للموافقة على إعادة تسليح إيران أو زيادة تخصيبها لليوارنيوم وأن تصبح تهديدًا أكبر.


وأخيرًا، يظهر أن المشكلة التي قد تأكل حظوظ بايدن في الوصول لمعقد الرئيس هي الاتهامات الموجهة بحقه، حيث اشتكى الأعضاء الإناث من وكلاء الخدمات السرية في التفاصيل الأمنية لبايدن من انهن وجدن أن تصرفاته مريبة وعاداته مسيئة.


واتهمت عاملة سابقة نائب الرئيس الأمريكي السابق، والمرشح الديمقراطي المفترض للرئاسة، بالاعتداء عليها جنسيا وهو ما زال عضوا في مجلس الشيوخ في عام 1993.


ونفى بايدن هذه المزاعم، التي جاءت على رأس سلسلة من الشكاوى من عدة نساء عن سلوكه الشاذ، كما رفضت حملة بايدن هذه الاتهامات بشكل قاطع.