الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أنا الكابتن«4».. محمد حليم قائد حرس الحدود التاريخي يكشف كواليس خماسية الزمالك التاريخية ورحلة الرعب في نيجيريا

محمد حليم
محمد حليم

تمنح شارة القيادة لأكبر اللاعبين في الفريق، أو أكثرهم قضاءً للأعوام داخل الفريق..كما تمنح للاعب صغير في السن، لكن يجب أن تتوفر فيه صفات القيادة.


قائد الفريق يلعب دورًا هامًا على أرضية الملعب وخارجه، ويقوم بتجميع اللاعبين حوله، يحافظ على استقرار فريقه، هو مدرب للاعبي فريقه على أرضية الميدان، لذا فهو في بعض الأوقات يكون أهم عنصر في الفريق، ومصدرا كبيرا لقوته.


وذخرت الكرة المصرية بالعديد من قائدي فرقهم، منهم من بقى مع فريقه طيلة مشواره، لحبه لشعار ناديه.. وفي سلسلة "أنا الكابتن"، نسلط الضوء على كباتن فرق الدوري الممتاز عبر التاريخ، لنعرف كيف كانوا عاملًا مؤثرًا في نجاح فرقهم.




حاورنا اليوم محمد حليم، القائد التاريخي لنادي حرس الحدود ومديره الفني الحالي، وأحد أفراد الجيل الذهبي والتاريخي للفريق،والذي اتصف بجانب أدائه الفريد بأخلاقه العالية، للحديث عن فترة حمله لشارة القيادة مع الفريق في جيله الذهبي، والذي حقق بطولة كأس مصر مرتين، وبطولة كأس السوبر مرة وحيدة.


حدثنا عن بدايتك مع كرة القدم.. وهل عرض عليك الأهلي والزمالك الانتقال لهما أثناء تواجدك مع الحرس؟

بدأت في نادي الترام حتى سن العشرين، كابتن محمد عمر هو من جلبني لنادي حرس الحدود على سبيل الإعارة لمدة سنة، وتم تمديد الإعارة سنة أخرى ، حتى قام النادي بشرائي، وصعدنا للدوري وكان عمري 26 عامًا، فكانت فرصة ذهابي لأحد قطبي الكرة المصرية سواء الأهلي أو الزمالك صعبة، فرضت اسمي على الساحة عندما كان عمري 29 عامًا، فكان صعبًا على أحد أندية القمة التعاقد معي في مثل هذه السن.


هل تعتقد أن فريق حرس الحدود ظلم إعلاميًا في جيله الذهبي؟


الإعلام يركز مع الأندية الجماهيرية بشكل طبيعي، نحن نادي مؤسسة عسكرية ولم يكن الاهتمام الإعلامي مسلطًا علينا، لكننا استطعنا بمجهودنا ومجهود الإدارة فرض أنفسنا على الساحة لمدة 10 سنوات تقريبًا بدءًا من 2003، وجعلنا الجميع يحترمون لاعبي وفريق حرس الحدود ، وبالطبع هناك العديد من اللاعبين لم يأخذوا حقهم بالكامل بالنسبة لمهاراتهم وأدائهم، كنا أكثر الفرق تتويجًا للبطولات بخلاف الأهلي والزمالك في العقد الماضي.


ما أصعب موقف واجهك وأنت قائد لفريق حرس الحدود؟


كان لدينا مباراة في نيجيريا في أسخن منطقة في العالم بدلتا النيجر، سافرنا في طائرة عسكرية، لم يسافر معنا أحمد سعيد أوكا لمرض والده، فاستقل طائرة عادية ووصل للاجوس ليلًا، وكانت المنطقة من لاجوس لدلتا النيجر مليئة بقطاع الطرق، والمسافة بينهما 3 أو 4 ساعات، وللذهاب لمعسكرنا بسلام، تم وضعه في "شنطة العربية"، لتأمينه وضمان عدم اعتراض قطاع الطرق له، وكان ذلك من أصعب المواقف التي واجهتنا كفريق، كان معرضًا للاختطاف والقتل، وفي نفس الرحلة توفيت نجلة كاميني مارتيني حارس الفريق وعاد لمصر .


اللاعبون ينسون السنوات التي قضوها في أنديتهم وقد يذهب بعض منهم للانتقال لفرق أخرى بسبب المقابل المادي.. ما تعليقك على ذلك الأمر؟


هذا الأمر حسب شخصية اللاعب، هناك من يتخذون مبدأ العاطفة والانتماء ويتبعونه ، وهناك من يسيرون وراء مبدأ المادة، وأنا اتخذت مبدأ العاطفة والانتماء ورفضت الرحيل عن حرس الحدود، أراد كابتن حلمي طولان ضمي لنادي مصر للاتصالات، وكابتن طلعت يوسف أرادني في نادي تليفونات بني سويف بثلاثة أضعاف ما أتقاضاه مع الحرس، لكنني رفضت وقررت البقاء في نادي الحرس، في ذلك الوقت أصبح ما يسيطر على اللاعبين الأمور المادية.


ما الفارق بين كابتن فريق كرة القدم في الوقت الحالي وسابقًا؟


الفارق بين كباتن الأندية حاليًا وفي الماضي، يكمن فى تطورات الحياة، عقلية اللاعبين تغيرت، التعليم هام جدًا ، يجب أن يكون قائد الفريق متعلمًا، للأسف يبحث الأشخاص في الوقت الحالي على كيفية إخراج أبنائهم لاعبي كرة ولا يهمهم التعليم، كل ما يهم الناس في الوقت الحالي هو كيف أخرج محمد صلاح جديدا، التعليم يفرق بشكل كبير مع كابتن الفريق ويصبح قادرًا على إدارة أمور لاعبي فريقه.


هل تدخلت في قرار لمدير فني أثناء حملك لشارة نادي حرس الحدود؟


كنا في نادي مؤسسة عسكرية، جميع اللاعبين كانوا منضبطين، كنت أتدخل فقط في الأشياء المؤثرة بخصوص لاعبي فريقي لضمان تحقيق الأفضل للنادي.


هل أنت مع السير بنظام الأقدمية في منح الشارة أم منحها لصاحب الشخصية الأقوى في الفريق؟ 


في المجتمع العربي نسير بنظام الأقدمية، لكن إذا اندمجت الأقدمية مع الشخصية فسيكون الأمر هامًا جدًا، لكن شخصية اللاعب مهمة جدًا، فإذا استطاع فرض شخصيته على لاعبي فريقه، فجميع اللاعبين سيحترمونه ، نرى لاعبين كبارا لا يستطيعون حمل شارة القيادة، الشخصية القوية المنضبطة لابد أن تتوافر في قائد الفريق.


كان نادي حرس الحدود من أفضل الأندية المصرية ووجدناه فجأة في دوري الدرجة الثانية.. ما سبب الهبوط؟


سبب الهبوط أن معظم اللاعبين ذهبوا لأندية أخرى، موقعة بورسعيد سببت اختلافًا كبيرًا في الكرة المصرية، كنا متصدرين للدوري قبلها، ولكن بعدها هبطنا للدرجة الثانية.


دعنا نأخذك لتلك النقطة، كنتم متصدرين للدوري وتم إلغاؤه وهو موقف مشابه لدوري هذا الموسم.. إذا تم إلغاء الدوري أنت مع تتويج الأهلي باللقب باعتبار الفارق الكبير بينه وبين ملاحقيه؟


لدينا الدور الثاني بأكمله.. نظريًا النادي الأهلي هو الأفضل والأقرب للدوري، لكن من الممكن أن نرى أندية تفوز بمبارياتها في الدور الثاني وتصارع الأهلي على اللقب، لم نتعرض للظلم عندما ألغي الدوري ونحن متصدرون له، تقبلنا الأمر بصدر رحب بسبب الظروف التي كانت تمر بها الكرة المصرية، بالرغم من أن فرصة تصدر الدوري قد تأتي مرة واحدة في العمر، وفعلًا لم نتصدر الدوري بعد تلك المرة.


فزتم ببطولتي كأس مصر و السوبر.. احك لنا ذكرياتك مع هذه البطولات ؟


مباراة الأهلي في نهائي الكأس كان فيها موقف غريب سيظل في ذاكرتي، كان لدي تمزق في عضلة السمانة لمدة وصلت لـ 12 يومًا، لم أشارك في مباراة نصف النهائي أمام الإسماعيلي، الجميع توقع أنني لن ألحق بمباراة الأهلي، لكنني عملت بجد ليلًا ونهارًا للحاق بالمباراة، وقام طارق العشري المدير الفني للفريق بسؤالي عن إمكانية لعبي المباراة وأخبرتهم أنني جاهز للعب، ولعبت بالفعل واستمرت المباراة للأشواط الإضافية ولعبت المباراة بالكامل ، غبت فقط 12 يومًا بسبب تمزق في السمانة وهو أمر لا يحدث، وعدت للمشاركة في مباراة قوية أمام الأهلي ولمدة 120 دقيقة، لم أتصور أنني سألعب المباراة.


صف لي شعورك عند حملك للبطولات مع الحرس


أول كأس كان له طعم رائع ورونق خاص، أول بطولة أفوز بها مع حرس الحدود، أمر سيكتب في التاريخ، فزنا بالبطولة أكثر من 10 سنوات مازال الجميع يتحدث عن تلك البطولات وسيظلون يتحدثون عنها ، وأن أرفع تلك البطولات وأنا قائد للحرس، إحساس لا يوصف.


مباراة الحرس والزمالك والتي انتهت بفوزكم 5-0 ستظل في التاريخ أيضًا.. حدثنا عن ذكرياتك وكواليس تلك المباراة.


كنا عائدين من البطولة العربية بعد لعب مباراة الأنصار اللبناني، أحمد عيد عبدالملك أصيب في الغضروف قبل المباراة والجميع أكد صعوبة لحاقه بالمباراة، لكنه شارك وقدم أفضل مبارياته، لعبنا مباراة الزمالك واحتسبت لنا ركلة جزاء لعمرو الدالي وسجلنا الهدف الأول، وبعدها مرر عبدالسلام نجاح كرة لي سددتها بقدمي اليسرى التي لا ألعب بها وكانت ضعيفة جدًا ، كان تعامل عبدالواحد السيد معها سيئًا جدًا ،لا أعلم إن كان مصابًا أم لا، ودخلت الكرة الشباك وانتهى الشوط الأول بتقدمنا بهدفين، وأن نتقدم بهدفين على الزمالك في شوط مختلف عن ما إذا كنا تقدمنا بهدف وحيد.


وفي الشوط الثاني نزلنا أرض الملعب بثقة كبيرة، أحرز محمد مكي هدفًا ، وعبد الحميد بسيوني هدفًا، وأحمد عيد هدفًا، وأحرزنا هدفا لكن تم إلغاؤه، الماتش أصبح سهلًا بعد الهدفين الأول والثاني، صابر الشربيني مساك الفريق قال لنا :"سيبوني أطلع أسجل"، كان يريد أخذ الكرة وتسجيلها في الشباك، كان موقفًا طريفًا وكان الزمالك مفككا بشكل كبير وكان منهارًا.


ما رأيك في أزمة الدوري هذا الموسم.. هل أنت مع استئنافه أم إلغائه؟


نريد عودة النشاط، لكن الأمر صعب، أخذنا فترة راحة كبيرة، لا نستطيع العودة للتدريبات ومن ثم استئناف النشاط بهذا الضغط بإقامة مباراة كل يومين أو ثلاثة، ليست عندي مشكلة في استئناف النشاط، لكن  يجب توفير الظروف الملائمة لسلامة اللاعبين.