الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مصائب كورونا لا تأتي فرادى.. توقعات بحدوث أزمات كبيرة بعد انتهاء الجائحة.. وحديث عن صعود نجم ترامب في 2021

صدى البلد

-  كورونا قد تتسبب في كارثة مثل جائحة الإنفلونزا الإسبانية

-  خبير امريكي يربط بين المرض القديم والجديد وظهور هتلر

- توقعات بفوز ترامب بفترة رئاسة ثانية في انتخابات نوفمبر المقبلة

- الوباء  قد يتسبب بظهور موجات جديدة من المتطرفين سياسيًا في العالم

 

حذرت تقارير  صحفية دولية لـ"بلومبرج" و"سي إن إن" و"النيويورك تايمز"، والعديد من بيوت الخبرة الاقتصادية الدولية، من العواقب التي قد تحدث بسبب كارثة الفيروس، وما بعده، محذرين من صعود تيارات شعبوية   تنادي بما تنادي بها الجماهير، ومن آثار اقتصادية ستحتاج وقتًا  لإزالتها.


وعن الآثار الاقتصادية، فوفق تقارير دولية، ستحتاج أوروبا  نصف تريليون للتعافي و ستحتاج أمريكا أضعافها، ربما تريليونان أو ثلاثة ، بينما تعاني معظم دول العالم، من تبعات ارتفاع البطالة  وانخفاض التوقعات الاقتصادية بشكل كل للعام الحالي.


لكن في الشق السياسي تقول التوقعات، بأنه قد يكون عامًا جيدًا للقادة الحاليين في ظل أن الأزمات يصعب معها التغيير  بوجوه جديدة، وهو ما مايرفع من حظوظ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عندما يخوض انتخابات نوفمبر القادم أمام منافسه المحتمل جو بايدن، وإمكانية فوزه بفترة رئاسية ثانية لأربع سنوات تبدأ في 2021.


وبينما ترتفع حظوظ ترامب يتجدد الحديث في ظل كورونا عن الإنفلونزا الإسبانية  وعلى إنها  كانت سببا في وجود القوميين والشعبويين في الحكم، وإن كورونا ستفعل ذلك أيضًا.


وأثار ذلك، دراسة أجراها بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك ، أثارت موجة من الجدل بعدما ربطت الدراسة بين  جائحة ووباء الانفلونزا الإسبانية عام 1918 المميت وظهور أدولف هتلر ووصوله للسلطة، وإمكانية أن تكون كورونا بالتوازي مع الانفلونزا الإسبانية سببًا في ظهور قادة جدد يقلبون  المعادلة الدولية، وإمكانية استمرار المتواجدين في الحكم حاليًا، وفق ما ذكرت صحف دولية.


وربطت الورقة البحثية الجديدة بين الدمار الاقتصادي الناجم عن جائحة الأنفلونزا الإسبانية بصعود الحزب النازي، مشيرة  بذلك إلى إمكانية أن يؤدي ظهور فيروس كورونا  إلى نوبة أخرى من التطرف السياسي، خاصة في الولايات المتحدة.


تبحث الدراسة التي نشرها قبل أمس الاثنين الخبير الاقتصادي في بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك كريستيان بليكلي وكشفت عنها صحيفة وول ستريت جورنال، آثار الأنفلونزا الإسبانية، التي قتلت ما يقدر بنحو 50 مليون شخص في جميع أنحاء العالم بين عامي 1918 و 1920. 

اقرأ:

العالم يسابق الزمن للانتصار على فيروس كورونا

كورونا يسقط أمريكا من عرشها كقوة عظمى أمام العالم

العالم على أبواب حرب باردة جديدة

استنادًا إلى بيانات من مدن ألمانية، تؤكد ورقة بليكلي أن "وفيات الإنفلونزا عام 1918 ترتبط بزيادة نسبة الأصوات التي حصل عليها المتطرفون اليمينيون ، مثل حزب العمال الاشتراكي الوطني " في انتخابات ألمانيا عام 1932 و 1933 ، والتي أدت لصعود أدولف هتلر بالانتخابات  لمنصب المستشارية.


وكتب بليكل أن الوفيات الناجمة عن الإنفلونزا "حفزت الاستياء من الأجانب من قبل الناجين"، الأمر الذي أدى بمرور الوقت إلى زيادة الدعم للأحزاب العنصرية وكره الأجانب.


وذكر بليكل أن هذه المشاعر تأثرت بالبطالة والتغيرات السكانية التي أحدثتها الحرب العالمية الأولى.


وتثير أطروحة بليكل المخاوف في الولايات المتحدة وأوروبا فيما يتعلق بالآثار السياسية الطويلة الأمد لفيروس كورونا والدمار الاقتصادي الذي يلحقه في جميع أنحاء العالم ، مع ارتفاع البطالة إلى مستويات قياسية.


في الولايات المتحدة ، هناك بالفعل مؤشرات على أن الجماعات السياسية المتطرفة تستخدم الوباء لتعزيز قوتها، مع ظهور رسائل معادية للعرقيات والأديان الاخرى، مع ازدهار زخارف تمجد النازية في الاحتجاجات المناهضة للإغلاق والحظر.


لكن توماس ويبر، أستاذ التاريخ والشئون الدولية في جامعة أبردين ومؤلف العديد من الكتب حول ألمانيا وصعود النازية ، شك في تلك الدراسة.


وقال "عندما ننظر  بالأدلة، ليس هناك صلة سببية بين الوباء والتطرف السياسي".


أضاف ويبر ، الذي كتب عام 2010  كتابا عن "حرب هتلر الأولى" و 2017 كتاب آخر عن صناعة الهتلرية  إنه "فوجئ جدًا" بالاستنتاجات التي توصلت إليها مؤسسة بارزة مثل بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك.


ويرى ويبر ، إن دمار الحرب العالمية الأولى ، وتداعياتها الاقتصادية كانت مسؤولة بوضوح عن التحول السياسي الذي سمح بظهور هتلر والنازية، ولا يوجد ما يثبت أن كارثة الوباء لها أي علاقة بالنازية. 


وأشار ويبر  إلى إن هتلر لم يربط أبدًا أيديولوجيته بالأنفلونزا الإسبانية. ولم يلوم  أحد في ألمانيا ما بعد الحرب اليهود على تفشي المرض".


وذكر ويبر: "بشكل عام، فإن وفاة أكثر من 1.7 مليون ألماني في الحرب العظمى هي التي أعادت تشكيل ديموجرافية المدن الألمانية بشكل جذري" ، وليس ضحايا البلاد البالغ عددهم 287 ألفًا من الإنفلونزا الإسبانية.


ويظهر من كلام  بليكل، إن هناك فرصة كبيرة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب في أن يستمر بالحكم السنوات القادمة في ظل أزمة فيروس كورونا التي تضرب أمريكا.


حيث تزداد حظوط ترامب أمام منافسه الديمقراطي جو بايدن في ظل الجائحة، فكورونا تخدم ترامب من حيث لم يتوقع أحد، فرغم الانتقادات الكبيرة لحكومته في التعامل مع الفيروس، إلا أن دعوة الرجل لفتح البلاد وتخفيف الحظر مع اتباع الاجراءات الإحترازية، تلقى صدى لدى كثير من الإمريكيين الذين خرجوا في مظاهرات  للمطالبة بوقف الحظر ، وهو ما يقول إن قاعدة ترامب الشعبية مازالت الأقوى.


ويمثل ترامب اتجاها شعبويًا  يؤيده الكثير من الأمريكيين،  ويتنامى صداه في العالم، وهو ما يقول إن استمرار ترامب  ومن على شاكلته قد يستمرون في الحكم.


ومؤخرًا، وصف الرئيس ترامب الوباء بأنه أسوأ  من الهجوم الذي تعرضت له الولايات المتحدة  في الحرب العالمية الثانية في بيرل هاربور أو 11 سبتمبر.


وقال الرئيس عن الفيروس الذي أودى بحياة أكثر من 71 ألف شخص في الولايات المتحدة: "لقد مررنا بأسوأ هجوم شهدناه في بلدنا" .


أضاف " هذا أسوأ هجوم تعرضنا له على الإطلاق. أسوأ من بيرل هاربور. و أسوأ من دمار مركز التجارة العالمي.  مايحدث  غير مسبوق ".


وقُتل 2403 أمريكي في بيل هاربور ، بينما قتل 2977 شخصًا خلال هجمات 11 سبتمبر، بينما تجاوز عدد القتلى من COVID-19 في الشهرين الماضيين بالفعل عدد الأمريكيين الذين قتلوا في حرب فيتنام التي استمرت عقدين ، ومن المتوقع أن يرتفع  عدد الضحايا.


وفي الوقت الذي يسعى فيه لإعادة فتح الاقتصاد المتدهور في البلاد في أقرب وقت ممكن ، قال ترامب  إن على الكثيرين قبول حدوث المزيد من الوفيات.