قال الدكتور كمال حسن علي، الأمين العام المساعد للشئون الاقتصادية بجامعة الدول العربية، إن الاقتصاد السياسي الدولي الذي ازدهر فترة كبيرة يمر بمرحلة انتقالية صعبة؛ ستزيد من تعقيداتها جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، الذي اجتاح العالم مطلع عام 2020.
وأضاف كمال حسن، أثناء ندوة عقدتها المنظمة العربية للتنمية الإدارية، "تتمثل هذه التعقيدات في تحديات سياسية واقتصادية مدفوعة،
إلى حد كبير، بتحول أساسي للاقتصاد الصناعي الحديث؛ في مستواه العالمي والوطني،
وفي ضوء الثورة الصناعية الرابعة، التي امتدت تطبيقاتها إلى المجالات
الاقتصادية والطبية والعسكرية، وأثرت في العلاقات الاقتصادية العالمية على نحو غير
مسبوق".
وأوضح أن تجربة جائحة كورونا أثبتت كذلك أنه على الرغم
من أن العولمة قابلة للعكس؛ بما نلاحظه من انكفاء على الخصوصية القُطْرِيَّة، فإن عواقب هذا الانعكاس، على الأقل، لا يمكن التنبؤ بها، والاحتمال الغالب أن تكون
وخيمة، يُضاف إليها التحديات، التي تنجم عن التغيرات الهيكلية في الاقتصاد، وتأثير
تلك التغييرات على الترتيبات السياسية، التي نواجهها لأول مرة.
وتابع وبالنظر إلى مدى
كفاءة النظام الاقتصادي العربي، مع انهيار أسعار النفط في هذه الفترة، وعجز العديد
من الدول العربية على توفير احتياجاتها الأساسية، فإن الحاجة للمعالجة الناجعة
تؤكد على أهمية التكامل الاقتصادي، الذي يتحقق من خلاله الأمن الجماعي، باعتباره
البديل الفعال للهيمنة الاقتصادية الخارجية.