الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

في ذكرى ميلاده.. جمال الغيطاني أول من هاجم الإخوان ووصفهم بالاحتلال.. وتأثر بـ نجيب محفوظ

صدى البلد

تحركت أعمال الكاتب الكبير جمال الغيطانى، الذي تحل اليوم، السبت، ذكرى ميلاده، فى مجال رحب، واستكشفت مناطق غير مأهولة فى اتجاهات عدة؛ من تناول وقائع تومئ إلى زمن الكتابة ولكنها تنتمى إلى تاريخ مصر الوسيط، ويعتبر الغيطاني من أكثر الكتاب العرب شهرة على شبكة الإنترنت، إذ إن أغلب رواياته ومجموعاته القصصية متوفرة في نسخات رقمية يسهل تبادلها أضافت بعدا جديدا لهذا الكاتب الذي جمع بين الأصالة العميقة والحداثة الواعية.


وانفتحت تجربة جمال الغيطاني الفنية في السنوات الأخيرة على العمل التليفزيوني مع المحافظة على نفس الملامح التي نجدها في الرواية، إذ كشف النقاب عن عالم آخر يعيش بيننا من المعمار والناس، وهو صاحب مشروع روائي فريد استلهم فيه التراث المصري ليخلق عالمًا روائيًا عجيبًا يعد اليوم من أكثر التجارب الروائية نضجًا، وقد لعب تأثره بصديقه وأستاذه الكاتب نجيب محفوظ دورا أساسيًا لبلوغه هذه المرحلة مع اطلاعه الموسوعي على الأدب القديم وساهم في إحياء الكثير من النصوص العربية المنسية وإعادة اكتشاف الأدب العربي القديم بنظرة معاصرة جادة.


ولد جمال في جهينة، أحد مراكز محافظة سوهاج ضمن صعيد مصر، حيث تلقى تعليمه الابتدائي في مدرسة عبد الرحمن كتخدا، وأكمله في مدرسة الجمالية الابتدائية، وفي عام 1959 أنهى الإعدادية من مدرسة محمد علي الإعدادية، ثم التحق بمدرسة الفنون والصنائع بالعباسية.


وفي عام 1963، استطاع الغيطاني أن يعمل كرسام في المؤسسة المصرية العامة للتعاون الإنتاجي، حيث استمر بالعمل مع المؤسسة إلى عام 1965، تم اعتقاله في أكتوبر 1966 على خلفيات سياسية، وأطلق سراحه في مارس 1967، حيث عمل سكرتيرا للجمعية التعاونية المصرية لصناع وفناني خان الخليلي، وذلك إلى عام 1969م.

وفي عام 1969، مرة أخرى استبدل الغيطاني عمله ليصبح مراسلا حربيا في جبهات القتال وذلك لحساب مؤسسة أخبار اليوم، وفي عام 1974 انتقل للعمل في قسم التحقيقات الصحفية، وبعد أحد عشر عاما في 1985 تمت ترقيته ليصبح رئيسا للقسم الأدبي بأخبار اليوم، وقام الغيطاني بتأسيس جريدة أخبار الأدب في عام 1993، حيث شغل منصب رئيس التحرير.


وكتب الغيطاني أول قصة بعنوان "نهاية السكير" عام 1959، وبدأ اهتمام النقاد به بعد أن نشر كتابه "أوراق شاب عاش منذ ألف عام"، الذي ضم خمس قصص قصيرة.


بدأ كتابة الروايات الطويلة في سبعينيات القرن العشرين، وتأثر بالروائي نجيب محفوظ فكان من بين جلسائه المقربين، وظهرت مهاراته في الكتابة القصصية والروائية، لكن العمل الصحفي شغله نوعا ما.


كان من أوائل الكتاب والصحفيين الذين هاجموا بعنف التيارات الإسلامية بعد ثورة 25 يناير 2011، واتهم الإخوان المسلمين بسرقة الثورة بعد فوزهم في الانتخابات البرلمانية التي أعقبتها، وكان من أوائل الذين استخدموا تعبير "أخونة الدولة".


ورأى الروائي جمال الغيطاني أن وصول جماعة الإخوان إلى الحكم  ليس هزيمة لمبارك، إنما هزيمة للدولة المصرية الحديثة التي بناها محمد علي باشا"، مشيرًا إلى أنه عندما حسمت الانتخابات الرئاسية لصالح محمد مرسي كتبتُ مقالًا عنوانه: "وداعًا مصر التي نعرفها"، لأنَّ "الإخوان" برأيه :"تنظيم أجنبي، تنظيم عالمي، ووجودهم في سدة الحكم في مصر بمثابة الاحتلال".


وألف الغيطاني أعمالا كثيرة منها "حراس البوابة الشرقية"، و"منتهى الطلب إلى تراث العرب"، و"سفر البنيان"، و"التجليات" (ثلاثة أجزاء)، ورواية "الزيني بركات"، و"المحصول"، و"وقائع حارة الزعفراني"، و"الزويل" و"ملامح القاهرة في ألف سنة"، وقد ترجمت له عدة أعمال إلى اللغات الفرنسية والألمانية.


وحصل الغيطاني على عدة جوائز في فن الرواية منها جائزة الدولة التشجيعية للرواية عام 1980، وجائزة سلطان بن علي العويس عام 1997، ووسام الاستحقاق الفرنسي من طبقة فارس 1987.


كما حصل على جائزة لور-باتايون (Laure-Bataillon) لأفضل عمل أدبي مترجم إلى الفرنسية عن روايته "التجليات" مشاركة مع المترجم خالد عثمان عام 2005، وجائزة الدولة التقديرية عام 2007.


توفي جمال الغيطاني صبيحة يوم الأحد 18 أكتوبر 2015 في مستشفى الجلاء العسكري بالقاهرة، بعدما تعرض لأزمة صحية مفاجئة قبل شهرين من تاريخ وفاته.


وقالت الكاتبة الصحفية ماجدة الجندي، زوجة الأديب الراحل جمال الغيطاني، إن زوجها خاض معركة شرسة ضد الإخوان الإرهابية بعد وصولهم للحكم فى عام 2012.


وأضافت "ماجدة"، خلال حوارها مع برنامج "90 دقيقة" المذاع عبر فضائية "المحور"، أن جماعة الإخوان الإرهابية مارست المضايقات ضد زوجها، لافتة إلى أن الأمر وصل إلى أنهم حاولوا منعه من الحصول على علاجه، وذلك بسبب عموده اليومى الذى قرر كتابته فى جريدة الأخبار ويحمل اسم "عبور"، فور تولى جماعة الإخوان حكم البلاد لفضح ممارسات هذه الجماعة الإرهابية.


وأكدت أنه مع بداية أول يوم لـ حكم الإخوان الإرهابية لمصر، كتب الغيطانى "وداعًا لمصر التى نعرفها".