قال الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق، عضو هيئة كبار العلماء، إن سيدنا موسى والخضر ويوشع بن نون - عليهم السلام- ركبوا السفينة معًا، فرأى موسى الخضر يثقب لوحًا من ألواح السفينة، فقال له: "أنت تفسد ولا تنبي".
واستشهد «جمعة» خلال حواره ببرنامج « مصر أرض الأنبياء» مع الإعلامي عمرو خليل، المذاع على عدد من الفضائيات، اليوم الأحد، بقوله - تعالى-: «َانطَلَقَا حَتَّىٰ إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا ۖ قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا»، ( سورة الكهف: الآية 71).
واستدل عضو هيئة كبار العلماء بقوله - سبحانه: « أنقَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا»، ( سورة الكهف: الآيات 72، 73).
وأوضح المفتي السابق أن العبرة من هذه القصة أن الحقيقة لمطلقة تكون عند الله - تعالى- وأن الأعمال بالنيات وأن بواطن الأمور مهمة، فظاهرها هنا إن قسوة فباطنه الرحمة، وإن كان ظاهره خيانة فباطنه الوفاء، وإن كان ظاهره إفساد فباطنة إصلاح.
وتابع الدكتور على جمعة:لذا يجب أن نتعلم من بواطن الأمور قبل أن نحيط بها خبرا،فالاحاطة مهمة للوصول إلي الحقيقة والحق، فقد كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: " كفي بالمرء إثمًا أن يحدث بكل ما سمع"، رواه أبو هريرة.
وذكر عضو هيئة كبار العلماء أن الثلاثة ساروا معًا "موسى والخضر ويوشع – عليهم السلام-"، وكان يوشع يتعلم منهما، لافتًا "في هذا الموقف رسالة مهمة للشباب: «خلي ودانك أكبر من لسانك، اسمع وأتعلم وثقف نفسك بالمعلومات»، فيوشع لم يكن يتدخل في الحوار باعتراض أو موافقة، ولكنه كان يستمع ويتعلم فقط، قال – تعالى- « وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا»، (سورة الإسراء:الآية 36).