تنوعت احتفالات المصريون بالاعياد على مر العصور تأثرا بالممالك والحكام الذين حكموا مصر منذ فجر التاريخ، والتى تميز كل منها بطابع خاص ميز كل حقبة وفترة حكم عن غيرها، ومن ضمن الحقب التاريخية التى اثرت بشكل كبير على عادات المصريين فى الاحتفال بعيد الفطر العصر المملوكى، الذى نستعرض فى هذا التقرير ابرز ملامح الاحتفال به والتى تتشابه غلى حد كبير إلى مظاهر احتفالنا به حتى اليوم.
وكما يروى كتاب موسوعة التاريخ الإسلامى
فى فصل العصر المملوكى تأليف الدكتور مفيد الزيدى فقد اهتم سلاطين المماليك بعيد
الفطر اهتمام كبيرا، واستعدوا له بإستعدادات فخمة، حيث يسهر الناس ليلة العيد حتى
ساعات متاخرة من الليل فى شراء الملابس الجديدة والزخارف والكعك والحلويات، وتبدأ
التهانى بالعيد .
ويشير الكتاب إلى ان احتفالات السلطنة كان
لها طابعا مميزا والتى تحمل دخول الامراء ليلة العيد على السلطان ويقبلوا يديه،
وفى الصباح ينزل السلطان إلى البلاط السلطانى، ويؤدى الصلاة فى موكب فخم ، وبعد ان
يصلى صلاة العيد يسمع الخطبة ويعود إلى الديوان، ويمد "السماط الفخم" ،
الذى يحتوى على انواع من الطعام والشراب ويخلع السلطان على الامراء واصحاب
الوظائف، ويفرج عن بعض المساجين بمناسبة العيد .
وتشير المراجع إلى ان المماليك أول من
ظهرت فى عهدهم العيدية وكان اسمها "الجامكية" وتم تحريفها فيما بعد إلى
"العيدي" فقد كان السلكان يصرف راتبا لاتباعه من الامراء وكبار رجال
الدول بمناسب العيد، وكانت تقدم فى طبق يحيطه الكعك والحلوى وتتوسطه الدنانير
الذهبية وقد كانت تختلف قيم اليدي حسب الرتبة .