الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

سليم كوداك.. تاريخ من النضال المشرف خلال احتلال سيناء.. تعرف عليه

المرحوم سليم سليله
المرحوم سليم سليله

ضربت الشجاعة المصرية أروع الأمثلة في التكاتف لمواجهة العدو الإسرائيلي بعد احتلاله لسيناء، بعد نكسة عام 67 م، وتصدى رجال قبائل سيناء لبطش وظلم جنود الاحتلال بكل بسالة، ومن ضمن هؤلاء الرجال المرحوم سليم سليلة.



ويعتبر المرحوم سليم سليلة، من أمهر وأشهر مصورى مدينة العريش، وهو أحد أبطال المقاومة الشعبية إبان الاحتلال الإسرائيلي لسيناء فى نكسة ١٩٦٧م.


واشتهر سليلة بسليم "كوداك"، وكان يقوم بجولات مكوكية على منازل وبيوت أهالى العريش بمحافظة شمال سيناء يسلم عليهم وحين يطمئن لصاحب المنزل يسأله إن كان لديه جنود أو ضباط مختفون، ليقوم بتصويرهم تمهيدا لتغيير هوياتهم (بطاقاتهم) العسكرية لمدنية حتى لا يقعوا فى أسر قوات الاحتلال الإسرائيلى.


وقال عبد العزيز الغالي، عضو اتحاد الكتاب، إن سليلة كان يساعده فى ذلك أيضا المناضل عمر طه، حيث كانا يخبئان أجهزة التصوير والكاميرات بين طيات ملابسهما حتى لا يثيرا شكوك قوات الاحتلال.


ومما ساعدهما فى تلك العملية أن مجموعة من أبناء المدينة قاموا بالاستيلاء على محتويات السجل المدنى آنذاك وجمعها، والتى كانت موجودة بقسم سيناء الشمالى خلف منزل المحافظ وقتها اللواء عبد المنعم القرمانى، قبل اشتعال النار فيه نتيجة للقصف الجوي.




وقد قاموا بجمع بطاقات الهوية المعدة للاستعمال وجميع الأختام بما فيها خاتم النسر "خاتم الجمهورية" والأحبار لزوم إتقان المهمة، ونفذ المهمة مجموعة من أبناء سيناء، أشهرهم المرحوم كامل الحارون وعاونه آخرون.


كما كان المرحوم سليم سليلة يقوم بتصوير الجندى أو الضابط ويذهب لمعمله، لإتمام عملية تحميض الصور ويطبعها، ثم يتولى المرحوم كامل الحارون تعبئة البيانات على ورق البطاقة - الهوية - هذا وظيفته "مهندس" وذاك" تاجر" وهذا "مدرس" لنفى الصفة العسكرية عنهم حتى لا يثيروا الشكوك أثناء ترحيلهم لغرب القنال وتفاديا لوقوعهم فى الأسر للعودة سالمين لوحداتهم وأسرهم.


وكان طياران مصريان قد سقطت بهما الطائرة فوق مزرعة "جلبانة" بالقرب من وادى العريش، وأصيبا ببعض الجروح والكسور وعثر عليهما الأهالى فنزعوا عنهما ملابسهما العسكرية وأبدلوهما بملابس مدنية وتم نقلهما إلى مستشفى العريش كمدنيين للعلاج.


وكان التخوف من أن يعرف المستشفى بخلفيتهما العسكرية برغم تنكرهما واستخراج بطاقات مدنية لهما.


ولكن نجح الدكتور الصيدلى سمير شاكر وقتها في التمويه عنهما، حتى تم علاجهما ونقلهما ليلا فوق ظهور الجمال فى الصحراء، وبعدها تم تسيير المراكب الشراعية في مياه بحيرة البردويل لنقلهما حتى مدينة بورسعيد، وكان بطل تلك العملية وقتها المجاهد المرحوم إسماعيل خطابى.