الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

البخل في حياة الأدباء.. توفيق الحكيم يكشف حقيقة بخله وعلاقته بالكتابة المسرحية

صدى البلد

"البخل" إشاعة طالت الكاتب الكبير توفيق الحكيم، في فترة من الفترات، لكنه كشف حقيقتها في حوار أجرى معه عام 1964، ونشر في كتاب "عشر أدباء يتحدثون" للكاتب عمرو دوارة، الذي صدر عن مكتبة الأسرة بالهيئة العامة للكتاب عام 2012. 

وقال توفيق الحكيم عن تلك الإشاعة: "لا أريد أن أدافع عن نفسي، وأنفى عنها خصلة من الخصال السيئة كالبخل أو غيره، لأني لم أعبأ بالدفاع عن نفسي في أي موقف من المواقف، بل كنت دائما أقرب إلى تأييد التهم التي توجه إلى في محاولة دحضها، فالسكوت على التهمة أو تركها بلا دفاع أسهل بكثير من بذل الجهود في دحضها، ومن يدري لعل هذا الضن بالمجهود الذي يبذل في دحض تهمة البخل مثلا هو أيضً من قبيل البخل". 


وأضاف الحكيم: "على كل حال إذا أردت أنت أن تدافع عني فباستطاعتك أن تسمي البخل اقتصادًا مثلا، فأنا فعلا أحب الاقتصاد فيما لا فائدة فيه نفقة وغيرها".

وأوضح توفيق الحكيم: "عندما تدخل الفن من باب الاقتصاد فإننا نجد أن أنسب الأشكال الفنية لمن يرغب في الاقتصاد هو بالفعل الشكل المسرحي، فالعدو اللدود للمسرحية هو الإسراف، والمؤلف السخي بالكلمات والمترادفات والاسترسالات يلحق بالمسرحية أبلغ الضرر، فأنت في المسرحية محدد بحيز معين من الوقت ومن عدد الكلمات والصفحات، ويجب أن تكون خازما ورقيبا شديد اليقظة على أشخاصك، فلا تجعل أحدهم يطغى بكلام أزيد مما ينبغي، وكلما استطعت أن تضغط حوارك وتجعله يصيب ويؤثر بغير إسراف ولا دردشة ولا إنفاق بغير حساب، فإنك تكون أقرب للإجادة المسرحية لذلك أسمى الفن المسرحي بالفن الاقتصادي".

وتابع: "هناك بعد ذلك مسألة تغري حقًا ببحث النقاد ودروسهم، فيما لو أمكنهم متابعة حياة كبار المؤلفين المسرحيين لمعرفة مدى اتصافهم بالبخل من قريب أو من بعيد، فنحن نعلم مثلا أن شكسبير كان مرابيا في آخر أيامه، فهل يا ترى كان يضل بالمال ويوصف بالخل؟، وموليير مثلا ما صلته بالبخل؟، أما شكسبير كان مرابيا حقًا، فالتشبه بأمثاله فلاح وأي فلاح".