الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بعد معاناة شديدة مع المرض وفقدان الأمل فى العلاج.. السفارة المصرية فى المالديف تنقذ"آية" فى اللحظات الأخيرة

صدى البلد

على بعد آلاف الأميال، تغربت " أية محمد ماهر رضوان" صاحبة الواحد وثلاثين عاما، بدولة المالديف الشهيرة بأجمل جزر في العالم للعمل في قسم التسويق بأحد شركات ال it ، ساعية وراء حلمها في النجاح، بعد تخرجها منذ سنوات في  كلية أداب أنجليزي.


أمضت "أية رضوان" قرابة العام بالمالديف، في عملها الشاق، بالرغم من معاناتها مع مرض المياه الزرقاء، حيث ترى بنسبة ٥% بعينها اليمنى، لذا تضطر "أية" لإستخدام القطرات الطبية الخاصة، للحفاظ على عينها من العمى، بحسب حديثها لموقع صدى البلد.


وفي أكتوبر الماضي ، عادت الشابة الثلاثينية، إلى مصر لرؤية أسرتها، وأخذت احتياجاتها من قطرات وأودية تكفيها عدة أشهر، لتعود بعدها إلى المالديف للإستمرار في عملها، لتبدأ بعدها أزمة فيروس كورونا، وتبدأ قطرات أعينها في الانتهاء لينتابها شعور بالخوف لعدم وجودها في البلد المقيمة فيها.


أصيبت "أية" بالحالة من التوتر، بعد أن علمت بعدم قدرة سفر أسرتها إليها، حيث كانت تخطط العائلة للذهاب إلى ابنتهم في شهر ابريل الماضي، إلا أن إغلاق المطارات جراء الحظر المفروض بسبب وباء كورونا بمصر وجزر المالديف، منعهم من ذلك، ليزاد الأمر سوءا ويتوفى والدها في نفس الشهر الذي كان من المقرر أن تسافر فيه أسرة "أية" إليها.


أنتابت " أية" حالة من الحيرة، في إيجاد علاجها من القطرة التي تقاوم المياه الزرقاء التي تصيب عينيها، لتبدأ في رحلة بحث عن تلك القطرات إلا أن كافة محاولتها، باءت بالفشل لعدم وجود هذا النوع من القطرات أو أي بديل لها في كافة ربوع جزر المالديف، على حسب تعبير "أية " لـ صدى البلد.


لجأت الشابة الثلاثينية، إلى احدى شركات الشحن، لارسال الدواء لها من مصر من قبل أسرتها، إلا أن هذا الحل لم يكن مجديا بسبب قوانين دولة المالديف التي لا تبيح إستيراد أي عقاقير إلا بموافقة الدولة، لتفقد فرصتها في الحصول على دوائها الضروري.


تملك "أية" شعور بأنها ستصاب بالعمى، لفقدنها الأمل في العثور على علاجها بالدولة المغتربة بها، لتتشبث بأمل أخير وهو التواصل مع السفارة المصرية، لتقوم بأرسال رسالة إلى السفارة عبر تطبيق الواتساب، لتلقى استجابة  في فترة وجيزة من قبل العاملين بالسفارة، في اهتمام لم تتوقعه أية.


شرحت "أية" حالتها لأحد العاملين بالسفارة المصرية بالمالديف يدعى " محمد عبد العزيز" ، ليفيدها بإرسال أيمل رسمي للسفارة، به كافة بياناتها ليكون معها خطوة بخطوة حتى تمكنت من إرسال الميل إلى السفارة المصرية.


في خلال دقائق وصل ، إلى أية رسالة من السفارة المصرية، توضح فيها أنها قامت باعلام وزارة الخارجية المالديفية بحالتها الحرجة.


وفي اليوم التالي اتصل بها مسؤول السفارة، يبارك لها الموافقة على استيراد الكمية التي تريدها من  الدواء من مصر، ليبلغها المسؤول بأن السفارة سترسل لها علاجها عبر الصليب الأحمر، حتى تستورد علاجها من الخارج، ليعلمها المسؤول بأن السفير المصري بالمالديف "حسين السحارتي" والقنصل تكفلوا بمصرفات علاجها لحين يصل إليها الدواء.


وفي تلك الفترة العصيبة لم يتبق من قطرة، "أية" سوى يوم واحد على انتهائها، ليتصل بها مسؤول السفارة ليطمئن عليها، ويسألها عما إذا نفذت قطراتها أم لا، لتجيبه في قلقل بأنه لم يبق سوى يوم وينتهى علاجها، ليطمئنها بأن علاجها ستحصل عليها بأقصى حد في اليوم التالي.


وبعد دقائق من إنهاء " أية" ، مكالمتها مع مسؤول السفارة، تلقت مكالمة من رقم غريب بدولة سريلانكا، لترد "أية" على هاتفها ويتبين أن السفير المصري " حسين السحارتي"  هو من يهاتفها ليطمئن على صحتها ويتحدث معها بأبوه شديدة، ويبلغها بأنه كأبيها وأنه يساندها طيلة الوقت وسيعاونها في أي شئ، في مكالمة أدخلت على "أية" البهجة والطمأنينة مبلغا اياها بأنه حين يعود إلى السفارة سيرسل لها القطرات مجددا دون أن تتحمل أي تكلفة.


لم تتوقع "أية رضوان" هذا الاهتمام الشديد من قبل السفارة المصرية وسفيرها، بعد أن تواصلت معهم لمساعدتها في إيجاد علاجها، مشيدة بدور الخارجية المصرية والحفاظ على أبنائها في الخارج.


وفي الساعة الثامنة مساء من نفس اليوم، تلقت " أية" مكالمة من الصليب الأحمر، تبلغها بوصول الدواء اليها، وأنه من المفترض أن يكون وصل إلى منزلها، انهت "أية" المكالمة وهي في ارتياح شديد، لتتلقى بعدها مكالمة من حامل طرد علاجها، لتنزل إليه للحصول على دوائها المرسل من السفارة، لتغمرها الفرحة الشديدة لإنقاذها قبل أن تصاب بالعمى حال انتهاء دوائها.


بعد أن أستلمت "أية" الطرد قامت بفتحه، لتجد ٤ علب من قطراتها التي تستخدمها، وجواب من السفير ، يعلمها فيه بأنه بجانبها وإن السفارة لن تتخلى عنها ولن تتوانى عن مساعدتها لحظة، لينتاب، "أية" حالة من الفخر والسعادة لاعتناء السفارة بها، وكأنها لم تكن مغتربة بالمرة.


حاولت "أية" توجيه الشكر إلى السفارة المصرية والقائمين عليها، عبر تدوين تغريدة عبر حسابها الشخصي على تويتر الذي لا يتابعه سوى  العشرات من الاصدقاء، وتقوم بالاشارة إلى الفنانين والصحف، في وسيلة حاولت من خلالها التعبير عن امتنانها للسفارة، لتجد بعد ساعات أن موضوعها أصبح له رواج كبير عبر تويتر وان الصحف والجميع يتحدثون عن رسالة شكرها، حيث تلقت الثناء على شكرها من قبل رواد التواصل الإجتماعي.