الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أطلقت أول إذاعة موجهة.. كيف ساندت مصر الشعب الكيني ضد الاحتلال؟

مصر وكينيا
مصر وكينيا

تجمعهما علاقات تاريخية، باقية عبر الزمن، مهما مرت الأزمات والمشكلات يقدمان يد العون لبعضهما هى العلاقات المصرية الكينية، كانت مصر ولاتزال الراعى الرسمي لحركات الاستقلال فى دول أفريقيا، فقد دعمت مصر حركة الماوماو الكينية وغيرها من المواقف التاريخية المصرية مع دولة كينيا الشقيقة والتى نرصدها فى سياق التقرير التالى:


أن تكون قارة حرة أبية هى مسألة لاجدال فيها بالنسبة لمصر فمن هذا المنطلق كانت مصر الضوء الذي أضاء لدول أفريقيا طريقهم نحو الاستقلال وطرد الاستعمار فمن خلال حملة إعلامية ودبلوماسية أطلقت من مصر ضد الاستعمار البريطاني لكينيا ساندت مصر كينيا كما أنها خصصت إذاعة موجهة الشعب الكيني من أجل دعمه فى نضال بلاده وسميت باسم صوت أفريقيا فكانت بذلك مصر أول دولة تطلق إذاعة باللغة السياحية موجهة لدعم الشعب الكيني.

  

أقرأ أيضا: لم نغلق سفارتنا رغم الحرب الأهلية.. مواقف تاريخية تكشف دعم مصر لرواندا


حركة "الماو ماو" الكينية لم تكن مجرد حركة داخل دولة أفريقية لمواجهة الاستعمار ولكن مصر حولت تلك الحركة لحالة أفريقية يلتف حولها الجميع لكى تنال كينيا استقلالها لم يتوقف الدعم المصري عند ذلك الحد بل كانت القاهرة العاصمة الأولى التى استقبلت مناضلي كينيا وقدمت كل الدعم لهم من بينهم توم مبويا وأوجينجا أودينجا، وجيمس جيشورو، لم يهدأ لمصر بال أو يغفل لها جفن إلى أن نالت كينيا استقلالها عام 1963.


أقرأ أيضا: اختلفت اللغة وعادات الشهر الكريم واحدة.. يوميات كينيا في نهار رمضان


وبعد أن حصلت كينيا على إستقلالها عام 1964، أصبحت مصر وكينيا مثلا يحتذي به فى الوقوف مع بعضها وقت المحن وعليه توجت الجهود المصرية بحرية الشعب الكيني وطرد المستعمر من أراضيه وعليه بدأت العلاقات   الدبلوماسية حيث افتتحت سفارتها بالقاهرة، وخلال اعتماده أوراق أول سفير لجمهورية كينيا بالقاهرة عبر له الرئيس عبد الناصر عن إعجابه بكفاح الشعب الكينى من أجل الحرية والاستقلال بزعامة "جومو كينياتا" الذى أصبح أول رئيس لكينيا بعد الاستقلال، وأبدى عبد الناصر استعداده للتعاون الكامل مع كينيا وكافة الدول الأفريقية من أجل تعزيز قوة أفريقيا وتنمية مواردها بما يساهم فى تدعيم وحدتها.


لم تترك مصر كينيا بعد الحصول على استقلالها حيث أن كينيا أرسلت أعداد من الضباط الكينيين للتدريب فى مصر، وذلك بعد أن استضافت مصر مؤتمر القمة الأفريقى الثانى، فى عام 1964  وعلى هامش جلسات المؤتمر أبدى الرئيس عبد الناصر استعداده للتعاون العسكرى مع كينيا وأجابه الرئيس كينياتا بالإعراب عن رغبته فى التخلص من القوات البريطانية الموجودة فى بلاده، وعليه قدمت مصر الدعم لكينيا الشقيقة ومساعدتها فى بناء الجيش الكينى الوطنى.


كانت المواقف تاريخية لمصر مشهودة عبر التاريخ مع أشقائها الأفارقة، وكان لكينيا أيضا مواقف تاريخية مع مصر حيث أن كينيا كانت ضمن الدول الأفريقية التى قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع اسرائيل عقب حرب أكتوبر 1973.


وعليه كانت مصر وكينيا مثالا لعلاقات أخوية بين شعبين اجتماعا على محاربة المستعمر وإجلائه من وطنهم، ليس ذلك وفقط بل كانت مصر هى شعلة ومنارة العالم كله فى ملف مكافحة الإرهاب حيث أكدت مصر على ضرورة مساندة الدول الأفريقية الشقيقة التي تُواجه الإرهاب ودعمها في مساعيها للقضاء عليه.


كانت مؤسسات الدولة المصرية على قلب رجل واحد لدعم كينيا فى حربها على الإرهاب من خلال التعاون الأمنى بين البلدين وذلك فى ظل التحديات المتشابهة والتنظيمات الإرهابية المتشددة، التى تسعى للنيل من عزيمة الشعوب حيث أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس الكينى خلال مباحثاتهما فى فبراير 2017 أهمية تفعيل التعاون الأمني بين البلدين في ظل ما يخوضه البلدان من حرب مشتركة ضد الارهاب، وما يواجهانه من تحديات نتيجة تنامي خطر الجماعات الإرهابية المتطرفة، وفى هذا الإطار أكد الرئيس السيسى على أهمية الدور الذى يقوم به الأزهر الشريف فى نشر التعاليم الصحيحة للدين الإسلامى والتصدى للفكر المتطرف.