الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عيد حرية الصحافة في زمن كورونا.. ليلى عبد المجيد: الجري وراء الترافيك وعدم توفير المعلومات أثر على الأداء المهني للصحفيين.. وياسر عزت: المواقع الإلكترونية أصبحت بديلا أساسيا لدى العديد من القراء

صدى البلد

بشير العدل: 

= نحتاج لتجاوب كافة الجهات لتنوير المجتمع في ظل كورونا

ياسر عزت:

= أوضاع الصحافة تأثرت بجائحة كورونا
= تراجع التغطية الميدانية للصحفيين بسبب انتشار كورونا

= مشاكل عديدة تواجه مهنة الصحافة وخصوصًا الورقية


تواجه مهنة الصحافة، عددًا من المشاكل والمعوقات مع ظهور وتفشي فيروس كورونا المستجد التي ينتشر بصورة سريعة وملحوظة بين جميع الدول، وحصد أرواح آلاف البشر من دول العالم المختلفة ومنهم صحفيون وإعلاميون، لأن الصحافة من المهن التي تتطلب الوجود في الميدان علي مدار الـ 24 ساعة لنقل صورة حية علي أرض الواقع للقارئ.


وتسبب فيروس كورونا فى عرقلة عمل الصحفيين والإعلاميين تحت ضغوط تتطلب تواجدهم فى مقرات أعمالهم معرضين بالإصابة بالفيروس القاتل.

اقرأ أيضا: عيد حرية الصحافة 


أكد بشير العدل مقرر لجنة الدفاع عن استقلال الصحافة، أن الصحفيين المصريين وهم يحتفلون بعيد حرية الصحافة، يمرون بظروف مختلفة، ما بين ما يتطلبه الأداء المهنى، وبين ما تفرضه الظروف من معوقات.


وأوضح "العدل"، فى تصريحات لـ "صدى البلد" أن الأداء المهنى يتطلب إعادة النظر فيما يتوافر للصحافة الآن من حرية أتت بها جهود الصحفيين بعد نضال وعمليات شد وجذب مع السلطة، كما حدث فى معركه القانون 93، وهى الحرية التى يجب على الصحفيين استثمارها لصالح المهنة والمجتمع، بما يعنيه ذلك من ضرورة أن تكون الصحافة معبرة عن توجهات المجتمع، وتعكس الرأى العام، فى الوقت الذى تساهم فيه فى دعم خطط الدولة وجهودها الإصلاحية.


وأشار مقرر لجنة الدفاع عن استقلال الصحافة إلى أن ظروفا أخرى تفرض أداء مغايرا للصحفيين، تتمثل فى جائحة كورونا والتى تتطلب تفاعلا وتجاوبا من جانب الجهات المعنية مع الصحفيين؛ لإعلام الرأى العام بالحقائق، معتبرا أن عيد حرية الصحافة، والذى يأتى يوم 10 يونيو من كل عام، يعكس ما يجب أن تكون عليه العلاقة بين الصحافة، والتى لا يزال البعض ينظر إليها على أنها سلطة رابعة، وبين السلطة التنفيذية، وهى علاقه يجب ان تكون تكاملية دون وصاية.


من جهتها، قالت الدكتورة ليلي عبدالمجيد، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، إن هناك العديد من المشاكل التي تواجه مهنة الصحافة حاليا، وأخطرها وجود تهديد للصحافة الورقية من وسائل الإعلام المختلفة، وخاصة من الصحافة الإلكترونية والمواقع التي أصبحت منافسة للورقية، وهذه المنافسة خطيرة وتحتاج لعمل من الصحفيين لمواجهة هذا الأمر.


وأشارت في تصريحات خاصة لها لـ "صدى البلد"، إلي أن هناك مشاكل اقتصادية تخص الصحف الورقية المملوكة للدولة، أو الصحف الخاصة، وذلك لأن صناعة الصحافة مكلفة.


وأضافت أستاذ الإعلام، أن الإبداع والتجديد والتطوير لهذه الصحف يحتاج إلي إمكانيات اقتصادية، وهذه الإمكانيات تواجه مشكلة في المبيعات والإعلانات، والتوزيع التي لا يمكن أن يغطي التكلفة، خاصة وأن هذا التوزيع انخفض بشكل كبير جدا بعد أن أصبحت المواقع الإلكترونية وجميع مواصل التواصل الاجتماعي المختلفة الموجودة علي الإنترنت متاحة مجانا، وهذه الأمر تسبب في انخفاض كبير جدًا لتوزيع الصحف الورقية والعائد منها.


وأوضحت ليلى عبد المجيد، أن ارتفاع سعر الصحف الورقية ليس حلًا علي الإطلاق، لأنه كلما ارتفعت أسعارها في الأسواق انخفضت نسبة الإقبال عليها وشرائها من قبل القراء، أما بخصوص الإعلانات فانخفضت هي الأخرى من الصحف الورقية، وذلك لأن هذه الإعلانات توجهت بصورة ملحوظة إلي التلفزيون، ثم إلي الإنترنت والمواقع التي أخذت بالفعل جزءا كبيرا منها، مؤكدة أن كل هذه العوامل تسببت في وجود مشاكل اقتصادية طاحنة للصحف الورقية.


وأكدت أستاذ الإعلام، أن الصحافة تتعرض أيضًا لمشاكل في الممارسة المهنية للعمل الصحفي، ففي الـ 10 سنوات الأخيرة بدأت الصحافة تتعرض لمشكلة المصداقية وعدم ثقة القراء فيما تنشره هذه الصحف، لأنها فقدت جزءا من مصداقيتها نتيجة بعض الممارسات غير المسئولة مهنيا، وعلي سبيل المثال: "نقل أخبار غير مدققة بدون مصادر"، بالإضافة إلي "نشر عدد من الشائعات علي أنها أخبار"، فضلًا عن "عدم اتباع معايير مهنية كثيرة" في هذا الأمر.


ونوهت أستاذ الإعلام، إلى أن هناك بعض الصحف تقوم في ظل هذه الممارسة- بزيادة نسبة القراء؛ فتتجه إلي بعض المواد غير المسئولة، مثل الأخبار التي تحمل قدرا من الجنس، والأخبار الخاصة بالفضائح، والأمور الشخصية للفنانين، والرياضين، مؤكدة أن هذا الأمر أثَّر بشكل كبير خلال السنوات الماضية علي الأداء المهني الصحفي.


وقالت أستاذة الإعلام، أن كل هذا بخلاف المشاكل التي تواجه الصحفيين أنفسهم مثل المشاكل الاقتصادية، وأيضا مشاكل الأمان المهني الوظيفي الموجود بالصحف الخاصة، مثل طردهم من هذه الصحف، وأيضًا الصحفيين الذين يتدربون لمدة سنوات بالصحف القومية وبعد ذلك لا يوجد مجال لتعيينهم، بالإضافة إلي قلة أجور الصحفيين التي لا تتناسب مع المهنة واحتياجات الحياة بسبب المشاكل الاقتصادية.


ونوهت استاذ الإعلام، إلي وجود مشاكل أخري تواجه الصحفيين في أثناء مزولتهم للمهنة، تتعلق بمدي إمكانية الحصول علي المعلومات من مصادرها، وهذا حق أصيل لهم في الحصول علي المعلومة ونقلها وتداولها، فضلًا عن المشاكل التي تواجههم في أثناء أدائهم للمهنة، ولذلك يوجد لدي الصحفيين حالة من حالات عدم الرضي الوظيفي، وهذا الأمر ينعكس سلبًا علي الأداء المهني، و أيضًا علي الإبداع والابتكار والتفكير التي تعد من الأمور المهمة جدًا في العمل الصحفي


وقال الدكتور ياسر عزت الخبير الإعلامي، أن أوضاع الصحافة تأثرت تأثرا ملموسًا بجائحة "كورونا" وهذا التأثر سينعكس انعكاسات بعضها سلبي وأخر إيجابي علي صناعة الصحافة، ولكن للأسف الشديد الانعكاسات السلبية يمكن أن تطال ملف حرية الصحافة في العالم لعدة أسباب منها: أن في جائحة " كورونا " شهد العالم شكلا من أشكال التضيق علي حرية الصحافة والإعلام وحدث هذا في الدول المتقدمة وصدرت قرارات وتم سن قوانين اعتبرها جهات عديدة تنال من حرية الصحافة والإعلام.


وأضاف الخبير الإعلامي، أن هذه الأمور حدثت بالفعل في دول متقدمة مثل: المانيا، ودول أخري بها انتقال ديمقراطي مثل المجر، وأيضا في دول تشهد أنظمة شمولية مثل إيران، وهذه الدول لم تستثني هذه القرارات أو القوانين، وبالتالي أصبح هناك تضييق علي حرية الصحافة والإعلام لسببين أحدهما يتعلق بالأخطاء والأخبار الزائفة المتداولة عبر الصحافة، والأخر يتعلق برغبة بعض السلطات بربط المجال الإعلامي في ظل الجائحة .


وأكد الخبير الإعلامي أن هناك عناصر أخري مهمة في هذا الأمر، منها: سلامة الصحفيين أنفسهم، وذلك لأن الصحفيين المهنين مضطرين إلي التواجد في الميدان لأن ذلك طبيعة عملهم، وبسبب ذلك يصابون بفيروس " كورونا " ونحن نعرف أن العديد من الصحفيين تم إصابتهم بسبب قيامهم بالتغطية الميدانية .


وأوضح الخبير الإعلامي، أن جائحة " كورونا " تؤثر بالسلب علي اقتصاديات الصناعة وهذا الأمر أثر علي المطبوعات لاعتبارات صحية وإجرائية واحترازية، بالإضافة إلي تراجع الأداء الاقتصادي الوطني الذي أدي إلي تراجع الإعلان وهذا يؤثر علي اقتصاديات الصناعة، مؤكدًا أن طريقة العمل الصحفي من المنازل أدي ألي انحصار التغطية.