EN 
فقدنا أمس رجلا من أفضل الرجال المحترمين و علماء الاقتصاد في مصر و الوطن العربي اثر اصابته بفيروس كورونا .. رجلا لا تجد بيتا لم يشاهد تحليلاته الاقتصادية علي شاشات التلفاز ، ابتكر مفهوم السهل الممتنع في مقالاته و تحليلاته الصحفية ليساعد علي استيعابها من جميع الفئات .. كان وجهه بشوشا لم تغب عنه ابتسامته الهادئة طوال حياته القصيرة التي قضاها .. من القلائل الذين لم يحركهم منصب فقد كان بابه مفتوحا للجميع سواء في هيئة الاستثمار عندما تولي رئاستها وعندما كان نائبا لرئيس البورصة المصرية ليس ذلك فقط فكان رقم هاتفه مع الجميع لا يتجاهل رسالة او مكالمة كان متاحا للجميع علي مدار اليوم حتي تستعجب من بسالة هذا الرجل و صبره في الرد علي الجميع ..
كان واسع الأفق والصدر .. رغم صغر سنه استطاع أن يثبت جداراته المهنية تدرج بالعديد من المناصب القيادية وتفوق علي الكثيرين توفي صاحب الثلاثة و اربعين عاما تاركا رصيدا ضخما من سنوات العمل و الاجتهاد تاركا بصمة و مقالا و بحثا في كل جريده قومية و عربية .
تاركا ميراثا غنيا من حلقاته التليفزيونية نادرا ما نجد شخصا لا يختلف علية اثنان كان هذا هو .. رحل المجتهد الذي لم يختلف عليه اثنان ... فقد كان صغير السن كبير العقل واسع الافق ذا افكار ابتكارية اقتصادية واسعه .. عمل لاخر ايامه و لم يترك قلمه .. كان له مقال منذ شهر عنوانه اول يونيو موعدنا و لم يقل اننا سوف نفقده في هذا الشهر .. رحم الله صاحب الخلق الرفيع و الوجه البشوش و العلم الواسع وأسكنه فسيح جناته ..
