الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د.فتحي حسين يكتب: كورونا وحقوق العمال في قطر !

صدى البلد

إذا أردت أن تتحدث عن انتهاك حقوق العمالة في العالم فابحث عنها في دويلة اسمها قطر، وحدث ولا حرج، فعلى الرغم من أن العمالة غير القطرية هم أكثر من المواطنين القطريين إلا أن حقوق العمالة الوافدة إليها من كل مكان تهدر وتتعرض لشتى صنوف الظلم والعدوان علي حقوقهم في سنوات عديدة ماضية ولكنها زادت في السنوات الأخيرة وزاد الأمر سوءا في زمن كورونا الذي نعيش فيه بعدما تعرضت قطر الي اكبر خسائر في تاريخها المحدود وبسبب انحصارها من قبل دول الجوار العربي في إطار حالة تجميد العلاقات التي اقرتها الدول العربية الأربع مصر والإمارات والكويت والبحرين معها مؤخرا! 
وكانت ضربة قاضية لاستثمارات قطر التي تستحوذ على فائض كبير في الإنتاج البترولي والغاز الطبيعي ولكن مع سوء حظها ان اسعار النفط والغاز اللذان شهدا انخفاضا ليس لهما مثيل خلال الشهور الأخيرة مما دعا قطر الي بيع أصول استثمارها في اوربا حتي تستطيع حماية اقتصادها من الانهيار والذي انعكس بلا شك علي العمالة الوافدة هناك بشكل كبيرة ،حيث تم تخفيض الأجور ورواتب العاملين الأجانب بنسبة 30% ومنعهم من الميزات التي كانت تمنح لهم من قبل ،علاوة علي تقليل العمالة في معظم الجهات القطرية توفيرا للنفقات ،مع منع تام للحوافز والبدلات التي كان العمال يتقاضونها ،وكانت النتيجة ان تأثر الاقتصاد القطري بشدة نتيجة اعتماد الأعمال والأشغال علي أجانب ،حيث نادرا ما تجد قطري يعمل في مهم أقل من مدير او رئيس لشركة ما ! بالرغم من ترويج قطر الكاذب باستمرار بأن اقتصادها قوي عبر قناتها العميلة والغير مهنية علي الإطلاق الجزيرة إلا أن الواقع يؤكد بأن الاقتصاد القطري يعاني من ازمات طاحنة تكاد تعصف بمستقبله ، مثلما الحال في شقيقتها في العمالة والإرهاب ، تركيا !
ومن هنا كانت معاملة قطر السيئة للعمال الأجانب والمصريين بالطبع وهو ما دفع بعضهم للعودة الي الوطن بعدما شاهدوا اهدار للكرامة والحياة هناك في قطر !
الأمر الآخر الذي ينذر بكارثة في قطر هو زيادة حالات الإصابة بكورونا اليومية هناك بسبب كثرة العمالة الأجنبية هناك ووجودهم في مكان واحد ويعيشون في غرف صغيرة ومتقاربين دوما مما ساعد علي زيادة الحالات اكثر من أي دولة عربية  أخرى !
وزاد الطين بلة عندما تعرضت شركات الطيران القطرية الي خسائر فادحة بسبب كورونا الأمر الذي دفعها الي بيع اكثر من 25% من اصول شركات الطيران بها ،علاوة علي تعرض اصولها بالخارج في الدول الأوروبية فرنسا وايطاليا وانجلترا الي الخسائر الفادحة بسبب كورونا وازدياد الحالات في هذه الدول وحول العالم !
ويضاف الي ذلك مقاطعة عربية لقطر وخطوط طيرانها مما جعلها شبه معزولة عن العالم ، فضلا عن خسائرها في تمويل الإرهاب حول العالم والعمليات الارهابية في مصر وغيرها من البلدان الأمر الذي دفعها الي بيع حصتها في أكبر المشروعات الاستثمارية حول العالم وتكبد خسائر لا حصر لها ! بعدما أصبحت قطر دولة تغرد خارج السرب العربي بتحالفها مع تركيا واسرائيل !
والنقطة الأهم في قضية انتهاك حقوق العمالة هي ان أسلوب الاستعباد والمعاملة غير الآدمية للعمال في المجال الرياضي والذين يعملون في اعداد الاستادات الرياضية التي ستقام عليها بطولة تنظيم كأس العالم بعد انتهاء كورونا والذي أدى إلى وفاة عدد كبير منهم بسبب العمل المستمر طوال اليوم !
بينما علي الجانب الآخر فان قطر لا تقترب من العمالة القطرية نفسها أو المواطنين القطريين باي حال من الاحوال ،بل تمارس الكذب والخداع مع العمالة الاجنبية بتحديد راتب مختلف عن الراتب المتفق عليه وفي أماكن غير مناسبة وغير آدمية فضلا عن استغلال العمالة الاسيوية عن تعمد في اعمال قاسية وربما وضيعة وانتهاز حاجتهم للعمل والمال في ممارسة التسلط عليهم !
لذا فإن قطر اليوم كتب بداية النهاية لاقتصادها ومستقبلها المليء بالعمالة مع الإرهابيين وتزييف الحقائق والعزف المنفرد بعيدا عن الهوية العربية من أجل أوهام وأهداف شيطانية، لم ولن تتحقق إلا في أحلامهم المريضة وأحلام أصدقائهم من الإرهابيين الجبناء !