الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ضربة روسية جديدة لأردوغان.. أهم وزيرين في حكومة بوتين يلغيان زيارتهما لأنقرة.. غضب دولي من العدوان التركي على ليبيا.. ومحللون: روسيا لن تسكت

بوتين و أردوغان
بوتين و أردوغان

- إلغاء زيارة سيرجي وشويجو.. رسالة تحذير روسية لتركيا 
- ازدياد الرفض الأمريكي والدولي لممارسات نظام أنقرة
- بيان فرنسي شديد اللهجة ضد أردوغان  
- مغامرات حكومة أنقرة  الخارجية تقودها إلى الفشل 
- محلل سياسي: محاولة أسطنبول الفوز في معركة طرابلس..  أوهام 
- الغضب يتوسع.. عواقب داخلية وخيمة لن تمر  بخير على الديكتاتور   
- فواتير مالية باهظة .. وجثث جنود.. كل ما سيحصل عليه زعيم العدالة والتنمية

أرجأت روسيا زيارة كانت متوقعة لوزيريها الكبيرين، الخارجية والدفاع إلى تركيا، اليوم الأحد، لمناقشة آخر المستجدات في الملف الليبي والأزمة السورية حيث تدعم كلا البلدين معسكرًا مختلفًا، وهو الأمر الذي يزيد أزمة النظام التركي برغم مماطلته وفق ما ذكرت صحف دولية.

وفي ضربة جديدة لنظام الرئيس التركي رجب أردوغان، قررت روسيا إلغاء زيارة وزيريها، وزير الخارجية سيرجي لافروف ووزير الدفاع سيرجي شويجو والتي سبق الإعلان عنها.

كان الوزيران يعتزمان زيارة اسطنبول بعد اتفاق بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، خلال مكالمة هاتفية قبل أيام.

لكن، دون إبداء سبب محدد، ألغت روسيا الزيارة، و تم تأجيلها لموعد آخر،  وقالت إن العمل مستمر لإعادة جدولة اجتماع وزاري.

وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، إن الاتصالات ستستمر مع الجانب الروسي.

وسيواصل نائبا وزراء البلدين الاتصالات والمحادثات في الفترة المقبلة، وهو ما يشير إلى أزمة متصاعدة وعدم اتفاق دار في السر بين البلدين.

ويظهر إن الضربة الروسية تأتي للضغط على تركيا التي تماطل الدول الكبرى لزيادة دعم قواتها في ليبيا، خاصة وأن الموقف الأمريكي صار رافضًا للتدخل التركي بليبيا.

كما أصدرت الرئاسة الفرنسية، بيانًا شديد اللهجة نددت فيه بتصرفات تركيا غير المقبولة من خلال تدخلها المباشر في ليبيا، حيث قالت إن سياسة تركيا في ليبيا أصبحت أكثر عدوانية وتصلبًا مع نشر 7 سفن لها قبالة سواحل ليبيا وانتهاك الحظر المفروض على التسليح.

اقرأ المزيد:

كان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، رحب خلال اتصال هاتفي مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، بإعلان القاهرة، مؤكدا أهميته في سبيل العمل على تغليب المسار السياسي كحل أصيل للأزمة الليبية، خاصة في ظل اتساقه مع القرارات الأممية والجهود الدولية ذات الصلة.

وتدعم موسكو، الجيش الوطني الليبي في سعيه لتحرير طرابلس والقضاء على المليشيات المسلحة والمتطرفة.

وبرغم عدم تصريح الرئيس التركي أردوغان بشئ حول وقف الزيارة الروسية، إلا أن التحليلات تشير إلى تعقد الموقف التركي أمام الروسي، الذي يرى تغول تركيا في ليبيا، بدرجة تهدد الاستقرار في ليبيا وتنشر الفوضى في البلاد وذلك خدمة لمصالحها.

ويهدد تزايد الفجوة بين روسيا وتركيا، الأخيرة بزيادة العزلة والاستياء الدولي المتفاقم ضدها، خاصة  وأنها غامرت بنشر قوات لها في ليبيا في عملية استيلاء كبيرة، ودعم لمليشيات مسلحة.

وفي الأسبوع الماضي، استقبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في أنقرة، فايز السراج ، رئيس وزراء الوفاق المسيطرة على طرابلس، والتي دعمتها تركيا عسكريا  ضد المشير خليفة حفتر والجيش الوطني الليبي. 

من المفترض أن من بين نقاط الحديث في القمة التي كانت مع السراج، رغبة تركيا المعلنة في البدء قريبًا في التنقيب عن النفط والغاز قبالة الساحل الليبي، وتحقيق هدف اتفاقية الحدود البحرية التي وقعتها مع حكومة الوفاق في نوفمبر الماضي، وهو ما يقول إن أردوغان يعتبر ليبيا ممرًا لتنمية موارده المتراجعة.

وقال بول برايس، محلل الشؤون البحرية والمستشار الدبلوماسي ، لصحيفة أحوال التركية المعارضة:" تحاول تركيا تحقيق أي نجاح في المعركة ضد الجيش الوطني الليبي، ولكن لا يزال هناك الكثير، في ظل  عدم الاستقرار في ليبيا"، مضيفًا أنه ربما يكون من السابق لأوانه جدًا على تركيا الحديث عن تفوق تركي على الجيش الوطني.

ومع المحاولات اليائسة من قبل أردوغان للسيطرة على ليبيا، تحاول أيضًا التفوق في سوريا، والسيطرة على مياه المتوسط وعمليات التنقيب عن الغاز، كما عززت  أيضا وجودها العسكري في الصومال، وهي أمور كلها لن تقود نظام أردوغان إلا إلى السقوط والفشل.

وعلق  سفير الاتحاد الأوروبي السابق لدى تركيا "مارك بيريني"  على مغامرات أردوغان الخارجية،  وقال بأنها جزء من سياسة خارجية أكثر عدوانية.

ورأى "برايس" ، إنه على الرغم من الحرب التركية على ليبيا، وعلى الرغم من إن صفقة الحدود البحرية، التي تمنح تركيا مساحة بحرية أكبر، وتواجهها اليونان والاتحاد الأوروبي ، قد  تكونا سبب في زيادة الغضب الداخلي التركي، الذي يحاول أردوغان مغازلته  سياسيًا.

أضاف برايس : "لدى أردوغان كل هذه المغامرات في الخارج ، وربما كل ما سيحصل عليه هو فواتير مالية باهظة،  وأكياس الجثث التي تعود بجنوده".

ولفت برايس، إلى إن ثمة تحركًا روسيًا سيكون في ليبيا فهي لن تسكت على ممارسات أردوغان على الأرض، ولهذا فإنها ستزيد دعمها للجيش الوطني الليبي. 

اقرأ  المزيد:

وقال الجنرال بالجيش الأمريكي ستيفين تاونسند ، الذي يقود مركز القيادة الإفريقية للولايات المتحدة ، الأسبوع الماضي: "من الواضح أن روسيا تحاول قلب الميزان لصالح الجيش الوطني في ليبيا" .

ويبدو أن الاثنين يتجهان نحو حرب مخابراتية أو حرب باردة،  وربما أكثر من ذلك، لكن المصالح قد تدفع  روسيا إلى ضغط أكبر  لدفع أردوغان للموافقة على طلباتها، كما فعلت في إدلب. 

وتشهد ليبيا حالة من الاضطراب منذ عام 2011 ، عندما أطاحت حرب أهلية بالزعيم  السابق معمر القذافي ، الذي قُتل في مايو من العام نفسه.