الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ضياء العطيفي يكتب: تحديات علم العلاقات الدولية أمام كورونا

صدى البلد

المؤكد أن التنبؤ الدقيق بالمستقبل مستحيل في زمن كورونا، إذ يصعب معرفة كيف سيكون عليه العالم ما بعد كورونا، وحتى التوقعات الحالية لا تستند على معايير ثابتة، بقدر ما أنها تتعامل مع معطيات متغيرة وفق التسلسل الزمني للأحداث، مما يكون هامش الاحتمالية والنسبية حقيقة مرتفع، الذي قد يغير مسار التنبؤ بسبب متغير بسيط في الاتجاه غير المتوقع، وذلك ما يضعنا أمام سلسلة متوالية من التساؤلات، هل ستغير الجائحة مسار التاريخ في الاتجاه الذي تأسيس لعالم جديد؟ أم أنها لن تؤثر كثيرا على نسق العلاقات الدولية الحالي؟ هل سيؤدي “عطسة” مواطن في أقصى مناطق المعمورة إلى أفول عصر العولمة وميلاد نظام عالمي جديد؟ أم أنها ستعزز من مكانة هذا النظام وتوفر له الغطاء اللازم لشرعية وجوده؟.


إن هذه الأسئلة وغيرها تضع علم العلاقات الدولية أمام تحديات جديدة، لعل أبرزها هي أهمية نظريات العلاقات الدولية في مقاربة الأوبئة وتدبير المخاطر والأزمات والكوارث.. ولن يكون وباء كورونا إلا مقدمة لسلسلة من الأزمات التي ستواجه البشرية في المستقبل، بسبب التغيرات المناخية والأمراض والنمو السكاني ، وقد تصل تداعياتها لجميع الدول على طريقة نظرية الدومينو، بما معناه أن العلاقات الدولية ستشهد مفاهيم جديدة غير مألوفة، حيث سيصعب مقاربة السياسة الدولية.


هذا الأمر يشير الى أن عالم ما بعد كورونا سيواجه الكثير من الأزمات المشابهة، مما يضع علم العلاقات الدولية أمام تحديات جديدة، تقتضي توليفة نظرية مواكبة لهذه المتغيرات، والتي قد تجمع بين مفاهيم نظرية مختلفة، لغاية تقديم وصفة نظرية قد تتوافق مع المجتمعات التي لا تنتمي للمركزية الغربية، بحكم أن الأضرار الناتجة عن هذه الأزمات ستتفاوت خطورتها حسب الإمكانيات المتاحة والقدرة على الاستجابة الفعالة والتدبير العقلاني والناجع للمخاطر.