الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د. أمل مصطفي تكتب: خلاص اكتفينا

صدى البلد

الدنيا بأحوالها المتغيرة بأيامها السريعة المتلاحقة التى تمر علينا ونحن فى حالة من الإندهاش ونتسال فيما بيننا وبين انفسنا ما الذى يحدث لنا وماذا يحدث فى المجتمع وفى العالم من حولنا من فى متغيرات تؤثر علينا وعلى أنفسنا وعلى حياتنا ومعيشتنا وعلى اسرنا من اوبئة وأمراض تقطف الغالين من بيننا ونحن لا نملك حولا ولا قوة ومن رعب وخوف من الايام القادمة الينا وخوف من انفسنا ومن الهواء حتى الذى نتنفسه خوف من ان يأتى يوم لا نجد فيه ماء ولا يجد الزرع ما يرويه خوف من حروب تدق ناقوس الخطر والقلق من امن وامان يكاد ان يتزعزع تحت ارجلنا ومن تنمية وامال واحلام وطموحات تختنق داخل انفسنا والشك فى تحقيقها خوف من مستقبل لا نعلم معالمه وسط ضغوطات الحياة وتقلباتها . فمن تغيرات المناخ والطقس وقدرة الخالق التى تتجلى فى كل وقت نرغب فى رحمته كل شىء يتغير حولنا وفينا من عادات وسلوكيات تغيرت واصبح التباعد هو الحل هو المصلحة والسلام والامان بدلا من القرب والتواصل والمشاركة والاحساس بالاخر.


فهل اكتفينا من كل ماهو سلبى بحياتنا هل راجعنا انفسنا والناس تتساقط صرعى من حولنا هل اكتفينا حقد وغل وحسد وتنمر وانشغال بالاخر هل اكتفينا كلمات قاسية حادة نلقيها على بعضنا تقتل مافينا من حب وخير وتشعل نار الغضب فينا هل اكتفينا من ثورات داخلية تشعل الفتن والاحقاد فينا وتجعلنا لا نبالى ببعضنا وبكل عزم وقوة ندوس على اخر ما تبقى من مشاعر فينا.

تشتعل الدنيا باعمالنا حتى اصبح التباعد هو المصلحة هو الأمن والأمان لينا وكأن فيروس كورونا رسالة ان ابعدوا عن بعض انشغلوا بانفسكم اضمنوا سلامتكم لضمان سلامة غيركم . اكتفى التواصل والقرب جحود منا اكتفت المعاملات غش ورياء ونفاق منا اكتفت الحياة من تقاربنا المزيف حتى العبادات اكتفت منا رياء وتصنع فاغلقت المساجد ابوابها لسوء قلوب مريديها ومصليها حتى نجد الارض نفسها اكتفت بمن عليها وكانت فى احسن احوالها عندما كان يعم الحظر الشامل على اغلب بلدان العالم فغردت الطيور وطارت امنة وظهرت المياة صافية زرقاء بزرقة السماء الصافية من كل تلوث وأينعت الأشجار وازدهر المناخ والطقس وهبت نسائم النقاء والهواء المنعش بين ارجاء الارض.

فمتى نكتفى نحن ونعود الى ادميتنا الى روح النقاء والانسانية فينا الى الرحمة بيننا الى الحب والمشاعر النقية الصافية المفقودة والصلة والقرابة اللى عن جد مخلصة ليتنا نكتفى قذف رصاص الكلمات على بعضنا ونرفق باحوال بعضنا وتكون كلمتنا لينة سهلة بسيطة حتى لو فيها نقد . ونعمر بدلا من ان نخرب ونطور انفسنا ونرتقى على كل الاحقاد والخلافات ونحمد الخالق دوما على نعمه وعلى اولادنا واسرنا وندعوه ان يحفظهم لينا وعلى وطنا الغالى الذى يحمينا وذلك حتى ينظر لنا خالقنا بنظرة عطف ورحمة ويلطف بنا ويخرجنا من ازمتنا سالمين بنفوس جديدة مكتفية مملوءة بالخير والحب والسلام.