الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

موقف الناتو من تركيا.. سيناريوهات طرد أنقرة من حلف الأطلسي بسبب عدوانها على ليبيا

صدى البلد

حالة من الترقب تسود المجتمع الدولي بعد إعلان فرنسا نيتها إجراء محادثات مع الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي "ناتو"، لمناقشة دور تركيا التوسعي والعدواني في ليبيا


ففي وقت سابق من أمس الأربعاء، دعا مسئول بوزارة الدفاع الفرنسية، حلف الناتو للتعامل مع أنقرة وتصرفاتها الاستفزازية في ليبيا، مشددًا على أن الحلف لا يمكنه التظاهر بعدم وجود مشكلة تتعلق بتركيا، والتي لا تتوانى عن استفزاز فرنسا خاصة بعد حادث اعتراض سفن تركية لسفينة فرنسية تشارك في إحدى مهام الحلف بالبحر المتوسط.


وكانت الرئاسة الفرنسية اعتبرت الأحد أن التدخلات التركية في ليبيا "غير مقبولة"، مؤكدة أنّ "فرنسا لا يمكنها السماح بذلك"، وذلك في الوقت الذي أجرى فيه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مباحثات مع الرئيس عبد الفتاح السيسي وولي عهد أبوظبي، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حول الملف الليبي ومبادرة القاهرة لتسوية الأزمة بشكل نهائي. 

واعتبرت فرنسا أن تركيا" تستغل وضعها ضمن حلف شمال الأطلسي"، مشددة على أن هذا أمر ترفضه باريس وسوف تناقشه مع أعضاء الحلف الفاعلين في الملف.


ورغم أن الدعم التركي لمليشيات حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج، أصبح متزايدًا للدرجة التي أنذرت بوجود شقاق داخل حلف الناتو حول عضوية تركيا، إلا أن أنقرة تواصل استفزاز الحلف عبر خرق الحظر الأممي على تسليح ليبيا وبزيادة وجودها البحري قبالة سواحها، الأمر الذي يهدد جهود التوصل لوقف إطلاق النار هناك. 


وتعول تركيا لإنجاح خطة توريط الناتو في ليبيا على الدعم الأمريكي الذي تحظى به في تدخلها العسكري في ليبيا والذي ينظر إليه أيضا كأداة أمريكية لمواجهة النفوذ الروسي. 


ومعروف أن واشنطن تسيطر على القرار داخل الناتو من خلال ممارسة الضغوط على الدول الرافضة للقرار التي لا تجد في نهاية المطاف سوى الاستسلام أمام دولة في حجم الولايات المتحدة.


وفي وقت سابق، أكد مسئول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أن مجلس وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي سيناقش العلاقات مع تركيا، مشيرًا إلى أن أوضاع شرق المتوسط تزداد سوءًا. 


في الوقت نفسه، لفت مراقبون إلى أن تركيا ستعاني قريبا من حصارٍ دولي كبير، خاصة بعدما رفض وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف التوجه إلى إسطنبول يوم الأحد الماضي، للقاء نظيره التركي، فيما أكد مسئول تركي أن سبب إلغاء الزيارة هو خطة حكومة الوفاق لشن عملية عسكرية بمدينة سرت الليبية. 

والشهر الماضي، نشر موقع "تيلي بولس" الإخباري الألماني، تقريرًا قال فيه إن الأزمة الليبية تؤزم موقف أنقرة داخل حلف الناتو وفاقمت عزلتها داخل الحلف، وأن فرنسا واليونان وباقي دول الحلف تصطف في مواجهة أنقرة وترفض تدخلها في ليبيا. 


وأكد التقرير أن هناك أدلة متزايدة على وجود إرهابيين من تنظيم القادة ضمن مليشيات فايز السراج، قائلًا: "وضع السلاح في أيدي هذه التنظيمات خطر للغاية".