الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

في عيد الأب.. قصة المدرس كمال فؤاد.. أب ضحى بكليته لإبقاء ابنه على قيد الحياة

صدى البلد

التضحية هي الكلمة التي تصف المعنى الحقيقي للأبوة، فكل أب يمكن أن يضحي بنفسه و بمتعته في الحياة من أجل الحفاظ على أبنائها وتنشئتهم، مستنزفا عمره وحياته وصحته من أجل إبقاء فلذات أكبادهم في راحة وأمان، دون ادخار اي غالي ونفيس، ساعيا دوم لاسعادهم دون كلل.


بعيون تملأها المحبة والتضحية  ينظر "كمال فؤاد علي حسين" مدرس لغة عربية  خمسيني بنجع حمادي، إلى ابنه"إسلام" ذات ١٥ عام، ليستعيد معه شريط من الذكريات التي جمعت بينهما، في ألم وكمد ليبادله ابنه بنظرة فخر واعتزاز على تضحيته من أجل بقائه على قيد الحياة، بعد أن تبرع له والده "كمال" بأحد كليتيه لإنقاذه من الموت هو لا يزال في ظهرة طفولته.


بدأت قصة " كمال" معلم الاجيال، في عام ٢٠١٧، حين شعر ابنه "إسلام" ذات يوم بألم شديد في قدمه اليمنى، ليحمله الأب و يذهب به، إلى أحد المستشفيات بنجع حمادي، ليطمئن على ابنه، يكتشف أن لديه مشاكل في الكلى وتحتاج إلى علاج قد يطول أمر وينتهى به الأمر إلى غسيل كليته، ذلك بحسب رواية كمال فؤاد لموقع "صدى البلد".


التزم الأب بتعليمات الطبيب ومنح ابنه الدواء لمدة ٣ أشهر، لتسوء حالته ويزداد ألمه، وتتدهور صحته في مشهد دفع "كمال" الأب إلى نقل ابنه "إسلام"، على الفور إلى المستشفى، ليطلب منه الأطباء نقله إلى مستشفى أبو الريش يتم فحصه وإجراء له عملية غسيل كلى.


شد الأب رحاله حاملا أبنه على كتفه، ليقطع مئات الأميال لعلاج ابنه ، بمستشفى أبو الريش بالقاهرة، دون كلل أو تهاون في صحة ابنه "إسلام"، ليظل يسافر لمدة عام ونصف، دون أن يفقد الأمل في أن ينقذ ابنه من مرضه، حتى بدأت بارقة من الأمل تتجلى في أعيون " كمال"، بعد افتتاح مجمع طبي بنجع حمادي، لينقل ابنه به للاستمرار بـ غسل كليته فيه بدل من السفر إلى القاهرة وقطع مسافات مرهقة له ولايته.


طرح أحد الأطباء، على الأب الخمسيني، بأن يتبرع بكليته في حال تطابقها مع حالة ابنه الجسدية، ليجري الأب بدون تفكير أو خوف من الموت، التحاليل اللازمة، ليشاء القدر بأن تتطابق تحليله مع حالة ابنه ويبدأ في الترتيب للتبرع بكليته دون اكتراث لحياته في سبيل أن ينعم ابنه بالحياة، وفقا لوصف "كمال" لموقع صدى البلد.


في ديسمبر عام ٢٠١٨، دخل الأب إلى غرفة العمليات وبجواره ابنه، ليلقى "كمال" نظراته الأخيرة على ابنه"إسلام" قبل أن يتم تخديره، تمهيدا لنقل كليته لابنه في مشهد يكرس كل معاني الأبوة والتضحية دون مقابل.


وبعد ساعات من الجراحة الطبية، نجح الأطباء في نقل أحد كلى " كمال" لابنه "إسلام"، ليخرجوا دون أن يفقد أحدهم الأخر، ليستفيق كل منهما الآخر وهم يبتسمان في فرح لنجاح العملية الجراحية ونجاتهما من الموت والرحيل عن الحياة.


لقى "كمال" التكريم على دوره نحو ابنه "إسلام"، من قبل أحبائه  وأسرته، ليضرب به المثل في التضحية والإخلاص بينه ربوع قرية بنجع حمادي.


فبعد ٣ سنوات من تبرع، "كمال فؤاد"، بكليته لابنه الذي أصبح يبلغ من العمر ١٥ عام وفي أولى مراحله بالثانوية العامة، لا يزال يذهب إلى المستشفيات لإجراء التحليل والفحوصات له ولايته للاطمئنان على حالتهم الصحية مما يزيد عبء من المصروفات عليه، لا يستطيع تحملها.

 

وبحسب حديث "كمال" لـ "صدى البلد"، يتمنى أن يتم صرف له إعانة شهرية تعينه على مشقة علاجه، أو إيجاد وسيلة لنقله من نجع حمادي إلى القاهرة لاستمرار في الذهاب إلى المستشفى ومتابعة حالتهم الصحية هو ابنه، لكون تكلفة سفره تفوق طاقته المادية، حالما بأن يظل ابنه "إسلام في أفضل حال وسلامة مبديا استعداده للتضحية من أجل مرة أخرى دون تردد لكون "الضنا غالي"، على حد تعبير "كمال".