الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

رحلات بلا عودة.. "طائرات الموت" لعبة تسلب حياة الأطفال بدافع التسلية

لعبة الطائرات الورقية
لعبة الطائرات الورقية

بين عشية وضحاها، امتلأت السماء بطائرات ورقية ملونة مبهجة تحلق في الهواء على بعد أمتار من أسطح المنازل، تمتد خيوطها في أيدي الأطفال والشباب الذين قرروا تحدي الملل والروتين، فانطلقوا لإعادة تصنيع الطائرات الورقية والبدء في رحلة التحليق بها عبر السموات وهم جالسون على الأسطح يحلمون بالطير معها في الهواء الطلق. 


اللعبة التي أسرت جيل الثمانينيات والتسعينيات بالكامل عادت مرة أخرى في ثوب جديد يتماشى مع جيل التكنولوجيا ومواقع السوشيال ميديا، ليضفوا عليها التاتش الخاص بهم ويغيروا من شكل وطريقة صنع الطائرات الورقية لتصبح لعبة مودرن مختلفة عن طائرات جيل التسعينيات .
 

ثلاثة أشهر خلال فترة الحظر والحجر المنزلي جعلت الجميع يفكر في طرق الخروج من هذا الملل والروتين الذي فرضه فيروس كورونا، ومع غلق صالات الجيم والمحلات الخاصة بألعاب الشباب مثل السايبر وغيره، لجأوا إلى إعادة هيكلة فكرة الطائرات الورقية لتصبح سلاحهم ضد زنزانة كورونا . 


خلال أيام قليلة انتشرت فكرة الطائرات الورقية ولم تعد تقتصر على الأطفال فقط، بل الكثير من الشباب شاركوا اخوتهم وزملائهم في تضييع الوقت بلعبة الطائرة الورقية، لكن البعض كان حظه سيئا وانتهى الأمر بوفاة عدد من الأطفال في حوادث لم تخطر ببال أحد بسبب تلك الطائرات الورقية . 


أحد الأطفال في منطقة الجيزة سقط من فوق السطح وهو مندمج في شد حبال الطائرة الورقية ، فسقط على سيخ حديد أنهى حياته فورًا، وطفل آخر كان ضحية هذه اللعبة حين قرر أن ينافس زملاءه بصنع طائرة ورقية كبيرة الحجم ، وحين حلقت في الهواء لأمتار بعيدة ، ثقل الحبل في يده ودفعته الطائرة  إلى السقوط من السطح الذي لم يكن له سور ، فاندمج الطفل وراء الطائرة وحاول سحبها للأسفل، لكن لعبته كانت السبب في سقوطه ووفاته .


تحولت الطائرات الورقية من مجرد لعبة وتضييع وقت في زمن كورونا ، إلى سلاح يودي بحياة الأطفال دون أن يكون أهلهم على دراية ، فهم ينتظرون شروق الشمس كي يحملوا طائراتهم الورقية الملونة والمزودة بفروع النور المختلفة ، ليخرجوا لاسطح المنازل لإعلان رحلة جديدة مع طائراتهم الورقية ، لكنها كانت رحلات بلا عودة .