الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الدور الأخير لسيدة أوروبا الأولى.. ألمانيا تتولى رئاسة الاتحاد الأوروبي ومجلس الأمن.. خطة انتعاش اقتصادي ضخمة.. ميركل تخطط لإنقاذ التكتل من تداعيات كورونا.. والمستشارة أمام تحدي إقناع الدول المقتصدة

المستشارة الألمانية
المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل

  • ألمانيا تتسلم رئاسة مجلس الاتحاد الأوروبي لمدة 6 أشهر
  • كورونا على رأس اهتمامات ألمانيا خلال تقلدها رئاسة التكتل
  • خطة لإنشاء صندوق تعافي من كورونا بقيمة 750 مليار يورو


تتسلم ألمانيا، اعتبارًا من اليوم، الأربعاء، رئاسة مجلس الاتحاد الأوروبي التي تستمر ستة أشهر، في الوقت الذي ترغب فيه المستشارة أنجيلا ميركل بتثبيت إرثها القوي بوضع خطة انتعاش اقتصادي ضخمة لمساعدة التكتل على التعامل مع تداعيات فيروس كورونا المستجد.


وتتولى ألمانيا في الوقت نفسه رئاسة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، حيث يأتي على قمة الموضوعات التي ستوليها ألمانيا اهتماما خلال رئاستها للمجلسين، التغلب على جائحة كورونا وعواقبها الاقتصادية البالغة.


ويعتبر هذا دور ميركل الأخير على الساحة الدولية، خاصة مع قرب انتهاء ولايتها عام 2021، في الوقت الذي يواجه فيه التكتل المكون من 27 عضوًا أشد ركودا له منذ الحرب العالمية الثانية، بسبب فيروس كورونا الذي قتل أكثر من 500 ألف شخص على مستوى العالم.


ووفقًا لوكالة الصحافة الفرنسية، لقد حفزت أزمة كورونا المستشارة الألمانية التي تعتبر أقوى زعيم في أوروبا للتخلي عن نهجها المعتاد للانتظار والترقب والدعوة إلى "إجراءات استثنائية" لمواجهة الجائحة.


وقالت ميركل الاثنين الماضي، وهي تقف إلى جانب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال قمة ثنائية في ألمانيا "مستقبل أوروبا هو مستقبلنا" داعية بقية الاتحاد إلى التوافق لإنشاء صندوق تعافي من كورونا بقيمة 750 مليار يورو  (843 مليار دولار).


وأكدت ميركل: "نحن نواجه تحديات اقتصادية لم يسبق لنا أن شهدنا مثيلًا لها منذ عقود، وربّما على مر التاريخ بأسره".


وأضافت: "نأمل أن نتوصل إلى حل خلال القمة الأوروبية المقررة يومي 17 و18 يوليو حتى وإن كان الطريق لا يزال طويلًا أمامنا".


ومن المتوقع أن يتم تمويل الصندوق المقترح من خلال الاقتراض المشترك للاتحاد الأوروبي، وهو ما يمثل منعطفًا مذهلًا لألمانيا بعد سنوات من المعارضة لتجميع الديون.


لكن أمام ميركل تحدٍ كبير، خاصة مع معارضة عدد من الدول بشأن تلك المنح، فعندما اقترحت المفوضية الأوروبية في أواخر مايو خطة للنهوض الاقتصادي لمرحلة ما بعد جائحة كوفيد-19 تبلغ قيمتها 750 مليار يورو، تتوزع على 500 مليار يورو على شكل منح، و250 مليار يورو على شكل قروض للدول الأعضاء، عارضت دول يطلق عليها اسم "المقتصدة"  وهي هولندا، والنمسا، والسويد، والدنمارك هذه الخطة.


وفي المؤتمر مع ماكرون، قالت ميركل "إذا كانت هناك دول لا تزال مشكّكة فإن الجميع متفق على وجوب أن نخرج أقوى من هذه الأزمة".


وكتبت صحيفة "دير شبيجل" الألمانية "لسنوات أجلت المستشارة التعامل مع المشاكل المزمنة للاتحاد الأوروبي واليورو. والآن، في نهاية حياتها السياسية، لديها الفرصة للتعويض عن أخطاء الماضي".


وبرغم سيطرة كورونا على جدول أعمال ميركل، إلا أن ألمانيا ستولي اهتماما أيضا بمفاوضات ما بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، والعلاقات مع الصين، ومشكلة تغير المناخ، والصراعات في ليبيا وسوريا.


وبشأن رئاستها لمجلس الأمن، أكد وزير الخارجية الألماني هايكو ماس في وقت سابق، أن بلاده سوف تنتهز فرصة رئاستها الدورية لمجلس الأمن للدفع من أجل إصدار قرار بشأن جائحة فيروس كورونا.


ووجه ماس اللوم إلى أعلى هيئة في الأمم المتحدة بسبب عدم إصدار قرار حتى الآن بشأن الاستجابة لهذه الأزمة العالمية، الأمر الذى وصفه بأنه "دليل على العجز".


وأضاف ماس: "لا يمكن أن يقف مجلس الأمن صامتا، بينما العالم كله يتعامل مع مثل هذه الجائحة".


وتشغل ألمانيا مقعدا غير دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لمدة عامين منذ بداية عام 2019، وتتولى رئاسة المجلس الآن للمرة الثانية لمدة شهر.