EN 
قال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن الله يعلم ما في السموات والأرض ويعلم ما توسوس به نفسك، ويعلم ما يجول في خاطرك، ويعلم ما إذا كنت قد خليت قلبك عن الأكوان وعبدت الرحمن، أو أنك قد ملأت قلبك بالشيطان واضطرب عليك الحال في كل زمان ومكان.
وأضاف جمعة عبر الفيسبوك: إنما الذي يحاسبنا به الله هو قرارك بينك وبين نفسك الذي وقر في قلبك، هل تعبد الله وحده وتثبت له الملك وتخلي قلبك من الاعتماد على السوى -أي على ما سوى الله-، أو أنك قررت أن تلجأ إلى الناس كما تلجأ إلى رب الناس؟ وإلى أن تعيش في الترهات التي تعيش فيها وتتعلق بكل ناعق ومنافق، ويُسد عليك الحال من كل مكان فتغلق على نفسك ما أراد الله لك أن تفتحه .
وأكمل: إذا وجدك من هذا النوع الذي أشرك .. عذبَّك، وإذا وجدك من ذلك النوع الذي توكل عليه حق توكله وربط قلبه بالله فإنه يغفر لك ،يغفر لك ماذا؟ يغفر لك خطاياك .. يغفر لك خطيئتك التي تقع في أفعالك يوميًّا، ويدعوك إيمانك وتعلق قلبك بالله بأن ترجع عنها، وأن تفر إلى الله وأن تعود إليه {وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ}.
واستشهد بقوله تعالى " {لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ} بالكلام والعمل {أَوْ تُخْفُوهُ} باللف والدوران {يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ} من عباده حيث شاء لهم الهداية والتوفيق {وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ} من عباده حيث شاء لهم غير ذلك .
واختتم علي جمعة متسائلا : فماذا نفعل؟ وكيف نخرج من ورطتنا في التعلق بالسوى؟ أمرَنا: {قُلِ} - وهو موجه إلى الحبيب المصطفى وإلى الأمة من بعده- {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ} أي: لا تطلب الخير والملك من غيره {لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ}.
