الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

من رعي الأغنام إلى الفن الثوري.. مسيرة حافلة للمغني الإثيوبي هاشالو انتهت بطلقة

هاشالو هونديسا
هاشالو هونديسا

لم يكن مغنيا إثيوبيا عاديا، بل كان أيضا رمزا من رموز المقاومة ضد الحكومة الإثيوبية، لذلك دفع المغني الإثيوبي هاشالو هونديسا ثمن نضاله بزجه في السجن حتى ينسى المقاومة ويكتفي بالغناء، لكن الحبس لم يمنعه من استكمال نضاله بل زاده إصرارا حتى لاقى حتفه بعيار ناري، الاثنين الماضي، عن عمر ناهز 35 عاما.


ولد هالشو في قرية أمبو بإثيوبيا لعائلة من شعب أورومو ومعناها القوة وهي جماعة عرقية منشأها في إثيوبيا وشمال كينيا، وأجزاء من الصومال، كما يبلغ عددها 30 مليونا موزعين على جميع أنحاء العالم، كما يشكلون أكثر من ثلث عدد سكان إثيوبيا ولهم لغة خاصة بهم.


بدأت الموهبة لديه مبكرا بالغناء في النوادي المدرسية، كما كان راعيا للماشية، بالتزامن مع هذه الموهبة نشأت موهبة أخرى، وهي النضال الذي أدى إلى سجنه في سن السابعة عشر بعد القبض عليه في احتجاجات ضد الحكومة، أسفرت عن حبسه 5 سنوات حتى تم الإفراج عنه عام 2008.


استغل هونديسا فترة حبسه في في كتابة وتأليف معظم كلمات ألبومه الأول، الذي أُصدار بعد عام من خروجه وبالتحديد في 2009، كما كانت أبرز أعوام نجاحه الفني في عام 2013 عندما قام بجولة في الولايات المتحدة الأمريكية وأصدر ألبومه الثاني الذي كان علامة فارقة في مسيرته، الذي يعد الألبوم الأفريقي الأول في أمازون.


أصبحت أغانيه رمزا للثورة ومقاومة الظلم لدى شعب أورومو، حيث أشعلت كلمات الأغاني الاحتجاجات ضد الحكومة عامي 2015 و2016، كما تحولت أغنيته "مالان جيرا" التي أطلقها في يونيو 2015 إلى نشيد يتغنى به المتظاهرين وأصبحت واحدة من أكثر مقاطع الفيديو مشاهدة في إثيوبيا وبالتحديد في أورومو، هذا بخلاف مناهضته للعنف العرقي، حيث خصص أموال حفلته الضخمة التي أقيمت عام 2017 لمواجهة هذه الظاهرة.


بعد مسيرة فنية وثورية حافلة، تعرض المغني الإثيوبي إلى الاغتيال، الاثنين الماضي، أثناء قيادته في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، حيث أُصيب بعيار ناري وتم نقله إلى أحد المستشفيات لكنه توفي متأثرا بجراحه، وتم نقل جثمانه جوا إلى أمبو حتى يُدفن في مسقط رأسه.


اندلعت مظاهرات عارمة في إثيوبيا عقب واقعة اغتيال مغنيهم ورمزهم المحبوب هاشالو، احتجاجا على مقتله، حيث طالب المتظاهرون بمعرفة الفاعلين والمتورطين في اغتياله، وأسفرت الاحتجاجات عن مقتل 9 متظاهرين وإصابة 75 آخرين.