الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ليلى زيدان تكتب: المتحرش

صدى البلد

لا شك أن جرائم التحرش والإغتصاب لا يوجد إنسان عاقل.. محترم.. متدين.. سوى .. يمكنه أن يقبلها ولا يمكن لمجتمع به قيم ومبادئ متوازنة أن يقبل بمجرم مدان بتلك الجريمة ويترك حرا دون محاكمة وعقاب .

كذلك لا يقبل العقل أو المنطق أن يدان إنسان أيا كان بناءًا على حملة على السوشال ميديا بأنواعها ولو كان هذا المنهج موجودا ومرحبا به لساد الفساد والخراب كثيرا من المجتمعات.

فوسائل التواصل ( السوشيال ميديا)  بالنسبة لكاتبة هذا المقال هى مجرد منصة أو مكان للتشهير ليس اكثر ، وبالتالي لا يمكن ان  نعتبر الشاب بريئا أو مدانا ، والحملات على السوشيال ميديا ما هى إلا وسيلة لإظهار المشكلة وليست حلا ابدا على الإطلاق.
وحسب التقارير والإحصائيات يوجد بمصر 200 الف حالة اغتصاب سنويا ، ما بالكم بالحالات الي لم  يتم الإبلاغ عنها . 
إن ثقافة المجتمع الخاطئة  والتى تجعل الاهالي ترغم بناتها على الصمت خوفا من  " الفضيحة " هى أكبر سبب  في انتشار ظاهرتى الاغتصاب و التحرش في مصر لان المتحرش و المغتصب لا يصبح  خائفًا من أى عقاب يناله  معتمدًا على تلك الثقافة والتى تلقى المسئولية على الفتاة الضحية وتتركه هو الجانى .
الخوف من " الفضيحة "  يجعل هؤلاء المجرمين يمشون بالشوارع آمنين مطمئنين على أهبة الإستعداد لإقتناص فريسة جديدة وإنهاء حياتها .. تلك الضحية التى بما تكون قريبة أو بعيدة عنا . 

ولذلك فإن الواجب على من يعرف فتاة من الفتيات التى تعرضت لهذا الموقف الأليم أن يوجههن بعمل بلاغ فورى  للنيابة، أو يقدمو دلائل للوقائع في البلاغات الموجودة فعليًا.

ولذلك فلابد أن نعي جميعا أن جرائم التحرش أو الاغتصاب أو الابتزاز لا يوجد لها  مبرر سوى أن الفاعل مجرم 
وملابس الفتاة  أو سلوكها ليس مبررا لتلك الجريمة ، وطالما رفضت الفتاة  أى علاقة خارجة عن الأطر الشرعية والإجتماعية فما يحدث  بعد الرفض هو جريمة.
كذلك وتحتم علينا الحيادية  أن نقول  الفتاة أنها لابد وأن تحافظ على نفسها، لأنه  فى أي مجتمع وبلد وأي عصر توجد به جرائم التحرش والإغتصاب ، وبالتالي فلابد من حماية النفس والعرض وعدم إستثارة الطرف الآخر .

ومن المؤكد أن التربية هى المحدد الرئيسى لشخصية أى إنسان سواء كان بنت أو ولد ، وما يمس الولد يمس البنت ، وتعاليم الأديان السماوية جميعا امرت الذكر والأنثى باتباع مكارم الأخلاق والتعامل بها .

قصص الاغتصاب تخيف الرجال الكبار على أهلهم وذويهم ، فما بالنا بالبنات والأطفال اللذين عاشوا تلك اللحظات الموجعة ولم يستطيعوا نسيانها أو طمسها بداخل ذاكرتهم  . 
موضوع هذا المتحرش لابد وأن  يكون بداية توعية في المجتمع باكمله  وليس مجرد  تريند (وهيعدي زي الي قبله) .