الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حفلة شاي ووثيقة تأسيس.. قصة عيد الاستقلال الأهم في تاريخ الولايات المتحدة

الولايات المتحدة
الولايات المتحدة تحتفل بعيد الاستقلال

تحتفل الولايات المتحدة اليوم بعيد الاستقلال رقم 244، إحياء لذكرى تأسيس الولايات المتحدة الأمريكية بعد إعلان انفصال 13 مستعمرة في أمريكا الشمالية عن السيادة البريطانية في مثل هذا اليوم من عام 1776.

وبحسب صحيفة "إندبندنت" البريطانية، تخيم على احتفالات عيد الاستقلال هذا العام أجواء مشحونة بالتوتر مع تزايد عدد الإصابات بفيروس كورونا في الولايات المتحدة إلى حد مثير للقلق، واستمرار أصداء الاحتجاجات ضد العنصرية وعنف الشرطة، التي شهدت تحطيم النصب التذكارية لعدد من الشخصيات البارزة في التاريخ الأمريكي.

وفي مثل هذا اليوم من عام 1776، وقع 56 سياسيًا أمريكيًا، عُرفوا فيما بعد بلقب الآباء المؤسسين، وثيقة إعلان استقلال 13 مستعمرة بريطانية في شمال ما تُعرف اليوم باسم الولايات المتحدة عن الإمبراطورية البريطانية، وتحولها إلى ولايات حرة.

وبدأت قصة نشأة واستقلال الولايات المتحدة بموجة من الغضب شاعت في 13 مستعمرة بريطانية في أمريكا الشمالية، رفض سكانها الخضوع لحكم الساسة البريطانيين عبر المحيط الأطلنطي وفرض الضرائب عليهم دون أن يتمتعوا بتمثيل برلماني.

وبدأت موجة الغضب تلك عام 1763 عندما سن مجلس العموم البريطاني تشريعات لزيادة دخل الإمبراطورية من مستعمراتها الخارجية، وتفاقمت مع إضافة تشريعات مماثلة عامي 1765 و1767، زادت من أعباء الضرائب على كاهل سكان المستعمرات البريطانية، ومنهم سكان مستعمرات أمريكا الشمالية الذين نظموا احتجاجات وانتفاضات شابها العنف ضد السلطات البريطانية الحاكمة.

ومع استمرار الاحتجاجات ألغيت الضرائب باستثناء الضريبة المفروضة على الشاي. فاشتعلت الاحتجاجات مرة أخرى ضد ضريبة الشاي خاصة في مدينة بوسطن. وتصدى الجنود البريطانيون للمتظاهرين وقتلوا منهم خمسة أشخاص فيما سمى باسم "مجزرة بوسطن".

وبدأ الأمريكيون يهربون الشاي لتجنب دفع الضريبة فأصيبت شركة الهند الشرقية البريطانية التي توفر الشاي للمستعمرات بأضرار مادية وطلبت مساعدة البرلمان البريطاني، وأصبحت أسعار الشاي الذي تنتجه الشركة البريطانية أقل من الشاي المهرب، لكن سكان المستعمرات استمروا في المقاطعة ورفض التجار بيعه.

وبعد ثلاث سنوات من مجزرة بوسطن وفي ليلة شتوية عام 1773، اعتلت مجموعة من "أبناء الحرية"، وهم ناشطون استقلاليون، سطح سفينة بريطانية محملة بالشاي، وألقوا حمولتها في البحر. وسميت هذه العملية باسم "حفلة الشاي" Tea Party، وأعقبتها انتفاضات مماثلة ضد السلطات البريطانية استمرت لسنوات حتى إعلان الاستقلال.

وفي يونيو 1776 اجتمع ممثلون عن 13 مستعمرة بريطانية في أمريكا الشمالية لصياغة بيان يعلن الاستقلال عن الإمبراطورية البريطانية وتأسيس الولايات المتحدة الأمريكية، وعُرف اجتماعهم باسم الكونجرس القاري الثاني، وعُقد في مجلس ولاية بنسلفانيا بمدينة فيلادلفيا.

وشكلت الوفود المجتمعة لجنة من 5 أشخاص، هم جون آدامز وتوماس جيفرسون وبنيامين فرانكلين وروجر شيرمان وروبرت ليفنجستون، صاغت إعلان الاستقلال وقدته إلى الكونجرس القاري الثاني في 28 يونيو 1776.

واحتوت الوثيقة على المبادئ الأساسية التي قامت على أساسها الولايات المتحدة الأمريكية، وفي مقدمتها أن "كل البشر خُلقوا سواسية" و"كل شخص يتمتع بالحق في الحياة والحرية والسعي لتحقيق السعادة".

وبموجب إعلان الاستقلال، تشكلت 13 ولاية مستقلة عن السيادة البريطانية ومتحدة فيما بينها، وهي ولايات نيويورك، ونيوجيرسي، وبنسلفانيا، وجورجيا، ونورث كارولينا، وساوث كارولينا، وديلاوير، ورود آيلاند، وكونيتيكت، وماريلاند، ونيوهامبشاير، وماساشوستس، وفرجينيا.

وجرى التصويت على وثيقة إعلان الاستقلال في الكونجرس القاري الثاني يوم 2 يوليو، وتم التصديق عليها وإعلانها رسميًا في 4 يوليو 1776، اليوم الذي أصبح عيد استقلال الولايات المتحدة الأمريكية.

ولاحقا، كتب كل من توماس جيفرسون وجون آدامز وبنجامين فرانكلين أنهم جميعا وقعوا عليه في ذلك اليوم، غير أن معظم المؤرخين استنتجوا أن الإعلان تم توقيعهُ بقرابة الشهر من اعتماده، وليس يوم 4 يوليو كما يُعتقد، والغريب أن جون آدامز وتوماس جيفرسون، انتُخبا فيما بعد رئيسين للولايات المتحدة، وكذلك توفيا في اليوم نفسه في الرابع من يوليو من عام 1826، الذي كان الذكرى الخمسين للإعلان.

وبالرغم من كونهما من غير الموقعين لــ"إعلان الاستقلال"، لكن توفى جيمس مونرو، رئيس الولايات المتحدة الأمريكية الخامس، في 4 يوليو 1831، كما ولد كالفين كوليدج، الرئيس الـ 30 في 4 يوليو 1872، وحتى اليوم هو الرئيس الوحيد الذي ولد في عيد الاستقلال.

وفي 1781 أصبحت محكمة ماساتشوستس العامة أول هيئة تشريعية للدولة تعترف بالرابع من يوليو كاحتفال للدولة، وفي 1791 سُجل أول استخدام لمصطلح عيد الاستقلال، وفي عام 1820 أُقيم أول احتفال للرابع من يوليو في إيستبورت، وفي 1870، جعل الكونجرس الأمريكي يوم الاستقلال عطلة غير مدفوعة للموظفين الفدراليين، وفي عام 1938 غير الكونجرس يوم الاستقلال لعطلة مدفوعة الأجر للموظفين الفيدراليين.