الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

«الجيل زد» يهدد طموحات أردوغان في رئاسة مدى الحياة.. شباب الأتراك يهددون بإسقاط العدالة والتنمية في 2023

صدى البلد

  • الجيل Z عبر عن رفضه لأردوغان عبر هاشتاج "لن تحصل على صوتي"
  • قرار سياسي غامض سبب أزمة وتشكيك في نوايا الرئيس التركي
  • الوضع الاقتصادي تسبب في هجرة عقول.. والجيل زد يؤثر على الجيل الأكبر سنا
  • الجيل الرقمي يرفض الأحزاب السياسية التركية.. ومحللون يطالبون بلغة جديدة للتعامل مع الشباب 

لا يخشى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الآن أكثر من "الجيل زد" أو  Generation Z، الذي يهدد مستقبله السياسي كحاكم لتركيا مدى الحياة، حيث أعلن هذا الجيل، الذي يمثل الشباب والألفية الجديدة، رفضهم لزعيم حزب "العدالة والتنمية" الحاكم. 

وذكرت شبكة "دويتشه فيله" الألمانية أنه حاليا يتحدث الجميع عن الجيل "زد" في تركيا، وهو الجيل الذي ولد مع بداية الألفية الثالثة، إنه جيل لا يعرف تركيا إلا من جيل يحكمه رجب طيب أردوغان وحزب العدالة والتنمية المحافظ. وهو أيضا جيل من المواطنين الرقميين الذين يرغبون في قضاء الكثير من الوقت على مواقع وسائل التواصل الاجتماعي.

ومؤخرا، حظي هذا الجيل بانتباه تركيا نتيجة لقرار سياسي غامض، تسبب في بتقديم اختبارات الجامعات شهر كامل إلى يونيو بعد أن كان في يوليو. 

وشعر الطلبة بحالة من الغضب بسبب تشكيكهم في القرار، بأنه ليس أكثر من وسيلة للتحايل لصالح صناعة السياحة المتعثرة في البلاد، والتي كانت في وضع أزمة منذ أن ضربها تفشي وباء فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19". 

ويقول الطلاب إن الخطة هي جعلهم يذهبون في إجازة، على الرغم من التهديد المستمر للإصابة بفيروس كورونا، لأنهم سينتهون من الدراسة قبل شهر من الموعد المقرر. وتنفي الحكومة التركية مثل هذه الاتهامات.

وفي الآونة الأخيرة، عبر هؤلاء الشباب عن عدم رضاهم عن الرئيس التركي، عندما سجل أردوغان لقاء على يوتيوب من أجل الحديث إلى الشباب، إلا أنه وجد آذانا صماء، حيث سارع الطلبة إلى تدشين هاشتاج على موقع التواصل الاجتماعي "لن تحصل على صوتي" #OyMoyYok.

وتشير التقديرات إلى أن حوالي 13 مليون شاب تركي  ينتمون إلى "الجيل زد"،  وأنهم يمكن أن يلعبوا دورا رئيسيا في الانتخابات المستقبلية. وسيتمكن الكثيرون من التصويت لأول مرة قريبا ولكن لا أحد يعرف حقا كيف سيكون تأثيرهم وإلى أي مدى. 

وأشارت دراسة أجراها معهد "جيزيسي أراميتيرما ميركيزي"، في 12 من 81 مقاطعة تركية، لرسم صورة حول اتجاهات الشباب تجاه الدين والعالم واتجاهاتهم السياسية، إلى أن هذا الجيل سيكون العامل الحاسم في الانتخابات البرلمانية عام 2023.

12 % من الناخبين ويؤثر على آبائهم

يقول مراد جيزيسي، الباحث في المركز، إن الناخبين الشباب سيشكلون حوالي 12٪ من إجمالي نسبة الناخبين، وبالتالي يمكنهم إملاء بعض القضايا التي نوقشت خلال الانتخابات،  وهي قضايا الإنصاف والدخل. 

وأشارت الدراسة إلى أن هؤلاء الناخبين سيكون لهم تأثير على أصوات والديهم، وليس العكس، حيث أن 87,5% من الآباء لن يؤثروا على قرارات الأبناء. 

وفي ضوء الأزمة الاقتصادية المستمرة في تركيا، يبدو من غير المرجح أن يجد الناخبون الشباب أي شيء ملهم في حزب العدالة والتنمية بزعامة أردوغان. 

ووفقا لمكتب الإحصاء الحكومي، ظلت البطالة بين الشباب (الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و 24 عاما) في البلاد تحوم حول 25٪ منذ شهور.

نزيف العقول 

وأشار تقرير "دويتشه فيله" إلى أن البطالة تعتبر  السبب في أن العديد من الشباب الأتراك المؤهلين يغادرون البلاد ببساطة ويتجهون إلى أوروبا، في بداية لنزيف العقول الذي يمكن أن يكون له عواقب وخيمة على المدى الطويل لسوق العمل التركية.

ونقل التقرير عن شاب تركي يدعى باريس أولجن، الذي أنهى دراسة الهندسة الكهربائية في إحدى جامعات إصطنبول إنه لا يوجد أي حزب سياسي يمثله، ولذلك فإنه لن يمنح صوته لأي من هذه الأحزاب. 

وقال الكاتب والأكاديمي كان أرتونا إنه من المستحيل التواصل مع الناخبين الشباب بالطريقة القديمة، وإن هناك حاجة إلى إيجاد لغة جديدة لمخاطبة جيل أكثر ارتياحا على وسائل التواصل الاجتماعي من أي مكان آخر. 
ودعا الأحزاب السياسية إلى البحث عن حلول للتواصل مع جيل الشباب. 

أردوغان يغلق منصات الشباب 

يأتي ذلك بعد تهديد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان  بإغلاق مواقع التواصل الاجتماعي أو وضع قواعد للتحكم فيها داخل تركيا.

وقال أردوغان إن حكومته عازمة على تقديم تشريع يجبر شركات الإعلام الاجتماعي على أن يكون لها وجود قانوني في تركيا، وهو ما يعني أنه يمكن محاسبة شركات وسائل الإعلام الاجتماعية ماليا وإرغامها على الامتثال لقرارات المحاكم التركية.

وأشار الرئيس التركي، في خطاب تليفزيوني لأعضاء حزبه الحاكم "العدالة والتنمية"، إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي ستخضع بشكل إجباري لسيطرة الدولة. 


وشن مستخدمو موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" هجوما على إسراء ابنة أردوغان وصهره  براءت البيراق وزير المالية، بعد إعلانهما عن ولادة طفلهما الرابع. 

وبعد تهديدات أردوغان بإغلاق مواقع التواصل الاجتماعي، دشن المستخدمون هاشتاج "لا تقترب من مواقع التواصل الاجتماعي" #SosyalMedyamaDOKUNMA، بينما يخشى المعارضون من أن هذا التحرك قد يقوض حرية التعبير في تركيا ويمنع الوصول إلى معلومات حول أخبار العالم 

وتدرس الحكومة التركية منذ فترة طويلة تعديلات لتقييد مواقع التواصل الاجتماعي وقد حظرت في السابق الوصول إلى الآلاف من مواقع الإنترنت. 

وحظرت تركيا موقع ويكيبديا الدولي لمدة سنتين، إلا أنه أعادت العمل به في يناير الماضي، كما أنها أغلقت مواقع التواصل مثل "تويتر" و"فيسبوك"، و"إنستجرام" بعد العدوان التركي على سوريا.