الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

خالد الشناوي يكتب: تغابى مرة وتغافل مرتين

صدى البلد

 
ليس كل شيء يستحق الاهتمام ‎، فلا تعطي الأمور أكبر من حجمها ، يقول شكسبير:
"إن رأيت أمامك حجر أرمِ به خلفك وتقدم ، إنها بلا شك ثقافة ومهارة".
ولو أن كل كلب عوى عليك ألقمته حجرا لصار الصخر مثقالا بدينار!
سر في طريقك مواصلا سيرك نحو هدفك فلا تلتفت.
 قديما قالوا:"ملتفت لا يصل"
_حين تنظر للحياة من منظارها الحقيقي تتأكد مدى ضآلتها؛وتعلم يقينا أنها أقل من أن تكون غاية ورغم ذلك فهي أهم من أن تنسى.
_(من خلص من النظر إلى ورا؛سلم من الانتكاس بين الورى).
يقرر الكاتب عبدالله الحجي في معرض مقاله"فن التغافل":
لن تعيش بمفردك وإن عشت وعاشرت الآخرين فلن تتوافق آراؤهم ووجهات نظرهم مع آرائك ووجهات نظرك، ولن تسمع منهم فقط مايعجبك ويؤنس صدرك من الكلمات، ولن يروق لك الكثير من التصرفات والسلوكيات.
 كل ذلك ليس محصورا في زاوية واحدة بل أينما شرقت وغربت في منزلك مع الأبناء وبين الزوجين، بين الرئيس والمرؤوس، وفي فناء المجتمع الفسيح.
إن كنت ممن يأخذ كل كلمة وكل تصرف على محمل الجد والتدقيق والتحليل والتأويل وتكثر من العتاب واللوم وتكون لديك ردة فعل مباشرة لتنتصر لذاتك وتدافع عنها، أو تبذل قصارى جهدك لتُقوّم وتصلح كل تصرف لاترتضيه فقد ينفر منك زوجك ومن حولك، وقد تكون منبوذا في المجتمع.
 ولاشك بأنك ستنغص عيشتك وتضع نفسك تحت ضغط نفسي يكون له بالغ الأثر على صحتك وقد لاتنجو منه. 
يقول الإمام علي بن أبي طالب_كرم الله وجهه_: ”من لم يتغافل ولا يغض عن كثير من الأمور تنغصت عيشته“ وقال: ”لا حلم كالتغافل، لا عقل كالتجاهل“. وقال أحمد بن حنبل: ”تسعة أعشار العافية في التغافل“
وصفة التغافل وإن كانت مرة والكثير لايستسيغها ويصعب عليه العمل بها وينظر إليها على أنها ضعف وانهزام واستغلال إلا أن الواقع الذي نعيشه يحتم علينا توجيه البوصلة للتدرب على فن التغافل والتغابي وممارسته بحكمة كلما استدعت الحاجة. 
يقول وليم شكسبير: ”التدقيق في أتفه التصرفات قد يهوي بك إلى الجنون لذا تغافل مرة، وتغابى مرتين“.
 لن أخوض في ذكر المواقف والأمثلة لأنه بحر شاسع متلاطم الأمواج وكل شخص له تجاربه في المنزل والعمل والمجتمع التي تتطلب منه أن يرى أحيانا بعين واحدة ويغمض العين الأخرى، ويسمع وكأنه لا يسمع شيئا، ويتجاهل ويتحكم في أعصابه ويتحلى بالصبر والحلم، ويحسن الظن ويحمل على محمل الخير ويفتش عن الأعذار والمبررات ويتغافل ويتغابى.