الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

فوق القمر.. «1391» أخطر سجن حربي في إسرائيل

صدى البلد

يخشى الجانب الإسرائيلي هذه الأيام من قرار أمريكي يسمح للشركات الأمريكية ببيع صور أكثر وضوحا لإسرائيل، بعد أن كانت اللوائح الأمريكية المنظمة لهذا الأمر منذ التسعينيات، تمنع الشركات من بيع صور تظهر الأجسام التي يقل طولها عن مترين، وذلك بهدف عدم استغلال تلك الصور في الإضرار بالمصالح الأمنية الإسرائيلية.

القرار الأمريكي الجديد يسمح ببيع صور تظهر الأجسام التي يصل طولها إلى 0.4 متر، وهو ما يجعل الجانب الإسرائيلي يخشى من أن تكشف الصور عن منشآته الحساسة سواء العسكرية أو المنشآت الخاصة بالبنية التحتية، وهو ما يعرضها لخطر الاستهداف الصاروخي من قبل حزب الله أو حركة حماس على سبيل المثال.

وعلى بعد حوالي 2 ساعة من تل أبيب تقع واحدة من المنشآت الإسرائيلية الحساسة للغاية والتي ظلت لأكثر من 20 عاما تدار بدون رقابة ولا يعلم أحد عنها شيئا... إنه السجن الحربي 1391 الذي يوصف بأنه واحد من أكثر الأماكن ظلمة على وجه الأرض.

في هذا السجن كان يقبع السجناء الأمنيون التي تعتبرهم إسرائيل خطيرين للغاية على الأمن، وعلى رأسهم السجناء المنتمون للمقاومة الفلسطينية.. وهم السجناء الذين يتوه أقاربهم بين أروقة المؤسسات الإسرائيلية والحقوقية لمعرفة مكان احتجازهم من دون جدوى.

تقول القناة الثانية الإسرائيلية إن هذا السجن لا يظهر في الصور الجغرافية التي يتم التقاطها لإسرائيل من الفضاء أو الجو، كما أن القيادة الإسرائيلية لم تكن مستعدة للاعتراف بوجود هذا السجن في إسرائيل ولو بكلمة واحدة.

كانت الضبابية والسرية تكتنف هذا السجن الذي يوصف بأنه "على القمر" حتى عام 2003 عندما بدأ أهالى الأسرى الفلسطينيين في التقدم بطلبات لمحكمة العدل العليا يطلبون فيها التعرف على الأماكن التي يحتجز فيها ذويهم.

بعدها بدأ مركز الدفاع عن حقوق الفرد بإسرائيل في الانضمام لمطالب أهالي الأسرى، وكانت هذه النقطة هي البداية التي دفعت صحيفة "هاآرتس" إلى إجراء تحقيق حول سجن يحمل رقما كوديا هو "1391"، ويقع في قاعدة عسكرية بوسط البلاد تتبع للوحدة 504 بالمخابرات العسكرية الإسرائيلية.

تقول الصحيفة إن السجن ظل لمدة 20 عاما تتم إدارته بطريقة لا تخضع لأي قوانين أو رقابة داخلية أو دولية، وتضيف القناة الثانية الإسرائيلية، أن السجن موجود داخل قلعة شيدها البريطانيون في الثلاثينيات، جدرانه عبارة عن خرسانة مطلية باللون الأسود، وبدون نوافذ، تتم إضاءته بالشموع طوال اليوم، لذلك فإن من يقبع بداخل الزنزانة لا يعرف الوقت ولا يعرف الليل من النهار.

وبحسب تقارير إسرائيلية، فإن من يدخل السجن 1391 يعتقد أنه في معتقل خارج إسرائيل، فهم ليس لديهم أي معلومات جغرافية عن موقعه، لدرجة أن البعض يعتقد أن السجن فوق القمر.

ونقلت القناة الإسرائيلية عن أحد السجناء قوله إنه عندما يقوم السجان بالولوج إلى زنزانتي، يتوجب علينا حينها الانتفاض واقفا، وأن أضع غطاء أسود على رأٍسي، وأرفع اليدين في الهواء، لم نكن نرى الشمس.. ظلام دامس طوال الوقت، الضوء الوحيد الذي شاهدته هو ضوء صادر عن شمعة في زاوية يصل ضوؤها من خلال فتحة في الحائط.