الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هويدا دويدار تكتب: «التحرش».. فوضى من نوعٍٍ أخر

صدى البلد

تحول «التحرش» من كونه ظاهرة مؤقته تصاحب بعص الأحداث، لاسيما فى التجمعات، إلى مرض مجتمعى مزمن، نتج عن مشكلات بيئية وأسرية أثرت بشكل سلبي على سلوكيات هؤلاء الأفراد، وتحول واقعهم إلى «فوضي» لكنها من نوعٍ آخر، جسدتها عدم تأهيلهم نفسيًا، حيث يحتاج الكثير منهم   الي العلاج. فالتحرش بمفهومه العام، هو فعل غير مرغوب فيه لإنتهاك خصوصية إنسان أخر بإرتكاب أفعال تتسم بالطابع الجنسي مما يؤذي مشاعر الغير ويعطيه عدم الإحساس بالأمان والشعور بالإهانة وعدم الإحترام، فالتحرش مجموعة من الأفعال تبدأبالإنتهاكات البسيطة من مضايقات لفظية أو تلميحات أو نظرات وهذا أقلهم حتى التمادي الى التحرش الجسدي بالايذاء وانتهاك حرمات الغير، فهي تصدر في أي مكان سواء عمل أو شوارع أو مواصلات أسواق ، فقد كنا نتحدث منذ سنوات ليست بعيدة بالتحرش بالإناث إلا أن الأمر وصل إلى الأطفال  الصغار ذكور وإناث وأيضا الرجال فيما بينهم.
فما الذي يحدث مع تلك التطورات الفكرية والتنوير!!!!! فقد أخذ التحرش صور كثيرة ، لكن نحن هنا نوضح انه هناك عامل هام وهو مواقع التواصل التي سهلت التواصل بين الأفراد بدون رقابة، بالاضافة إلى الغزو الفكرى الذي يتعرض له الشباب حتى الكبار أحيانا يسقطون في نفس الهوة 
وجميعنا نعلم الكثير من القضايا التي طرحت على الساحة وملأت أسماعنا جميعا، فالانترنت فتح مجالا للتواصل المحرم، حتى أصبح الأمر معتاد ليظهره الشخص بشكل علني كوسيلة للتباهي والمبارزة اللفظية، وجذب العديد من ذوى النفوس الضعيفة، وإن التحرش حدث لا يمكن تجاهله..فقد كان يثار تارة ويخبو تارة أخرى لأننا نغض الطرف، ولكن الأمر أصبح مزعجا نخشى تفشيه فى المجتمع بوصفنا مجتمع متدين، فقبل ان نحاكم المتحرش لابد من دراسة الظروف الإحتماعية والأسرية  التى أثرت عليه نفسيا  التي جعلت منه متحرشا منتهك حرمات 
فقد اثبتت الدراسات ان هناك أسباب تدفع أي انسان لإصدار سلوكيات سلبية تجاه الأخرين .. منها مثلا..الإحتياج والفقر أو العنف الأسرى والقمع والحرمان، الإعتداء الجنسي أحيانا وهذه تعد مشكلات إجتماعية. 
أما الامر النفسي، فمن الممكن أن يتعرض هذا الشخص للاعتداء الجسدى جنسى أو بدني يجعله يشعر باللذة المؤقتة بتفوقه على الضحية وتأذيها مما يعطيه الشعور بالمتعة مما يجعله يكرر فعلته، فالمشكلة في انتشار العنف المجتمعى وغياب الضمير الإنسانى وغياب القيم التي جعلت كل شيئ مباح، والضحية تقع هنا تحت طائلة كيف سينظر المجتمع ؟ وكيف سأدافع عن نفسي ؟ فما زلنا ننظر إلي الانثي نظرتنا إلى الجاني..فهما سواء !!! فهناك دراسة خاصة عن خريطة التحرش اذ أن نسبة التحرش وصلت إلى 75.7 في المائة خضعن للدراسة .وقد تعرضن للتحرش وكانوا مرتديات لباسًا محتشما ولا يضعن مساحيق تجميل، وأن الافراد المتواجدين فى مكان التحرش تجاهلوا الأمر، وهذا السلوك السلبى جعلهن يقتنعن أنهن مزنبات وأن الشكوى والبحث عن الجاني لن تجر سوى الفضيحة .. فالتحرش لم يعد مقتصر على ايذاء الغرباء ..
.بل ربما يكون من القريبين وهذا أقساهم على نفوس الضحايا فقد أصبح الأمر مروعا.
*وهنا نستوضح رأي الدين، فقد أكد الأزهر ان التحرش حرام شرعا وجريمة يعاقب عليها القانون، ونقلا عن الموقع الرسمى لدار الإفتاء:((إن إلصاق جريمة التحرش النكراء بقصر التهمة على نوع الملابس وصفتها ؛تبرير واهم لايصدر إلا من ذوى النفوس المريضة والأهواء الدنيئة، فالمسلم مأمور بغض النظر عن المحرمات فى كل الأحوال والظروف، والمتحرش الذي أطلق سهام نشوته مبررًا لفعله ؛ جامع بين منكرين إستراق النظر وخرق الخصوصية ..والنبى عليه الصلاة والسلام قال (إياكم والجلوس فى الطرقات .فقالوا مالنامن مجالسنا بد نتحدث فيها . قال :اذا أبيتم إلا المجلس فأعطوا الطريق حقه .قالوا :وما حق الطريق ؟قال:غض البصر .كف الأذى .ورد السلام .وأمر بالمعروف وإنهى عن المنكر ))صدق رسول الله)).
أما عن دور الأسرة فى التنشئة، فإن الأسرة هى التى تضع اللبنة الأولى وهى القوة النفسية حيث تتشكل فى ظلها الاتجاهات والقيم المرغوب فيها، فهى أول مؤسسة إجتماعية عرفها الطفل فإذا صلحت الأسرة صلح المجتمع، وقد أوجب التشريع أن تسود الأسرة التربية الدينية الصحيحة حتى ينشأ الطفل فى بيت أقيم على التقوى وإقامة الحدود الشرعية وتنشئة الطفل على النواهى والمحاذير بالحلم دون التعزير، لان الطفل يمتص عادات والديه بالتقليد فالطفل يولد على الفطرة .. وإعتبر الإسلام الأسرة مسئولة عن فطرة الطفل وإعتبر كل إنحراف يصيبها مصدره الأول الأبوان او من يقوم مقامهما فى  التربية، ثم يأتى الدور التربوى وهو المدرسة، التى يجب ان تقوم بدورها التربوى وتنمية النازع الدينى في نفوس الطلاب والاهتمام بحصة التربية الدينية وإعطائها الاهتمام الكافى .واتخاذ أساليب للتحفيز عند إظهار الطالب لجوانب ايجابية للتشجيع والاستمرار وليتفهم الطالب ان تلك السلوكيات وليس غيرها تلقى القبول من الأخرين ..وحتى نقضى على هذه الظاهرة كليا يجب سن قوانين رادعة لمن يثبت انتهاكه لخصوصية غيره مع توفير العلاج النفسى المناسب لهذه الفئة لأنهم في النهاية هم ضحايا مشكلات نفسية تحتاج إلى التقويم والعلاج  .
لأن الأصل هو الفطرة السليمة ولين القلب وما يظهره الأخرين من سلبيات نتيجة.