EN 
يوجد فى الحياة الكثير من المخاطر والكثير من الانتهاكات والاعتداءات التى تمثل خطرا يهدد أفراد المجتمع.. ويتردد الآن على مسامعنا قضايا كثيرة ، وأبرزها القضايا التى تمس الجسد مثل.. ما يتعلق بالأمراض النفسية والاغتصاب فيما يطلق عليه قضايا التحرش..،
ولكن لنقف قليل امام معنى هذه الكلمة ما معنى التحرش؟
هو أي صيغة من الكلمات غير مرغوب بها أو الأفعال ذات الطابع الجنسي والتي تنتهك جسد أو خصوصية أو مشاعر شخص ما وتجعله يشعر بعدم الارتياح، أو التهديد، أو عدم الأمان، أو الخوف، أو عدم الاحترام، أو الترويع، أو الإهانة، أو الإساءة، أو الترهيب، أو الانتهاك أو أنه مجرد جسد.من خلال مجموعة من التصرفات الغير مرحب بها ممكن تكون تصرفات لفظية او فعلية بمحاولة لمس الضحية بشكل اباحى وصولا الى الاغتصاب.
والتحرش يعتبر فعل مشين وغير أخلاقى ، وخطيئة كبرى بحسب الشرائع السماوية ...
نشاهد ونسمع جميعا قضية الشاب الجامعى الذى ينتمى الى جامعة مرموقة وعائلة من وسط اجتماعي متميز الذى وجهت له النيابة العامة تهمة التعدى على الفتيات بالقول والفعل واكراههن على ممارسات منافية للاداب والتهديد والاكراه . ولكن كيف افتضح أمر هذا الشاب ؟عندما كونت عدة فتيات على الانستجرام حساب يطلق عليه اعتداء وذلك لجمع الأدلة ضد ذلك الشاب المتحرش الذى اعتدى على اكثر من 50 فتاة واغتصاب طفلة تبلغ 14 عاما وطفل 15 عاما. قضية ذلك الشاب تثير التساؤلات الكثيرة المغلفة بالدهشة والتعجب عند اصحاب النفوس السوية وذلك لاننا لا ننظر الى جرمه المشين فقط بل نتسائل كيف نشأ هذا الحيوان الآدمى كيف تربى ماذا كان يغرس فيه أهله من قيم هل زرعوا فيه اى اخلاق ومبادىء هل علموه الحلال والحرام والخوف من الله وما هي الظروف التى نشأ فيها ليتحول إلى إنسان بلا ضمير بلا روح انسان تحركه الشهوة والتلذذ بانتهاك واغتصاب من تناله يده اى كان سنه لنبحث وراء الأسباب نعالجها حتى لا يخرج علينا الكثير من الحيوانات الآدمية التى تدمر قيم المجتمع وتغتصب حرية أفراده.
ولكننا ممكن نستشف بعض الاسباب التى تؤدى التى تحول النفس البشرية السوية الى نفس ممزقة تمزق كل ماهو جميل وتنتهك خصوصيته وتعتدى على محارم مجتمع ..
من الاسباب مثلا الأمراض النفسية والأمراض العقلية ومرض الفصام ؛ او مشاهدة الأفلام الإباحية لأنها تحول الغريزة الجنسية الى بركان يلغى الوعى العقلي للفرد ؛ وكذلك تعاطى المخدرات ، والكحوليات.. فهى تؤثر على عقل الإنسان بل تلغيه تماما ؛ وكذلك التربية والنشأة تعتبر من اهم الاسباب التى تؤثر فى اى سلوك ينشأ عليه الفرد ، فإذا رأى الطفل ابويه يشاهدون الافلام الاباحية ، او يتبادلون الشتائم ، والالفاظ البذيئة ، ولاحظ بينهم اى تصرف غير لائق لا يجوز للطفل أن يشاهده ؛ تخزن هذه الأمور فى مخيلته وعند كبره يندفع الى تصرفات شاذة كالتحرش والاغتصاب ؛ وقبل كل ذلك والأساس هو ضعف الإيمان ، لان الإيمان يشكل رادع دينى واخلاقى ، لعدم القيام باى ممارسات شاذة تغضب الله تعالى ..
جميع دول العالم تعانى من مشكلة التحرش ؛ ومؤخرا أصبحت الدول العربية تنافس دول افريقيا واوربا وامريكا فى عدد ضحايا التحرش الجنسى؛ !! بحسب الإحصائيات جاءت مصر فى المرتبة الأولى عربيا والثانية عالميا ؛ وتليها المملكة العربية السعودية التى احتلت المركز الثالث عالميا ..
مما ألزم العديد من الدول بإصدار الكثير من القوانين لردع مثل ذلك التصرف.
فى مصر نص القانون على السجن لمدة عام واحد ؛ وغرامة 5000 جنيه كحد ادنى ؛ و10000 جنيه كحد أقصى ؛ مع إمكانية زيادة العقوبة عندما يكون المتحرش من السلطة الوظيفية او أكثر من شخص يقوم بالتحرش تحت تهديد السلاح حيث تصل العقوبة الى سنتين حبس ؛ وغرامة تصل الى 20 الف جنيه كحد ادنى و50 ألف جنيه كحد اقصى.. و تقوم بعض منظمات المجتمع المدني والمشاريع التطوعية بعمل جهود ساعية لمواجهة التحرش. ومن أمثلة هذه الجهود في مصر موقع خريطة التحرش ؛ والذي يعمل على مساعدة ضحايا التحرش من خلال توفير موارد ومعلومات عن الوسائل المتاحة لمواجهة التحرش.
وفى المملكة العربية السعودية نص القانون بالحبس لمدة 5 سنوات وغرامة تصل الى 500 الف ريال سعودى . ؛ و تتخذ الدولة بعض الإجراءات الهادفة لمواجهة حالات التحرش خاصة التحرش ضمن الأسرة الواحدة من قبل العاملين في المنزل أو من قبل بعض الأشخاص ذوي الميول الغير سوية .. ومن أمثلة الجهود الهادفة لمواجهة التحرش جهود جمعيات حقوق الإنسان السعودية من خلال التوعية وتوفير وسائل للإبلاغ عن حالات الاعتداءات الجنسية بكافة أنواعها
وفى المغرب يصل مدة الحبس الى شهرين او عامين ؛ وغرامة تتراوح ما بين الف درهم او 3000 درهم ولكن لم يتم تطبيق القانون وقامت الحكومة بالتحفظ عليه!!!
فى التشيك بيتم تطبيق عقوبة الإخصاء الجراحى أو الكيميائى للمتحرش ...!!
فى فرنسا ينص القانون على الحبس لمدة سنتين ؛ وغرامة 30 ألف يورو..
وفى الولايات المتحدة الأمريكية تصل العقوبة الى السجن مدى الحياة ؛ وغرامة قدرها ربع مليون دولار .
لذا نطالب اولى الأمر أن تتعدل القوانين وتكون رادعة لهؤلاء الذئاب البشرية لتصل الى اقصى عقوبة لتوفير الحماية لأفرادها ؛ وتوفير الرعاية ؛ والدعم النفسي ؛ وإعادة تأهيل ضحايا التحرش.. لما يصيبهم من امراض نفسية خطيرة يتعرضون لها بعد تلك الحادثة ..
في النهاية لا يسعنا سوى أن نتمنى أن نعيش اليوم الذي تسير فيه الفتيات والسيدات ؛ وافراد المجتمع على اختلاف اعمارهم في الشوارع بأمان حقيقي واطمئنان مستقر في الوجدان ...!
