زهرتان جميلتان تميزتا بملاحهما البريئة ورقتهما وطريقة حديثهما المهذبة، نالا العديد من الجوائز، وهبهما الله موهبة استثنائية وذوق ورقي انعكس على شخصيتهما حتى أصبحا أشهر فنانات الزمن الجميل.
فاتن حمامة ونادية لطفي .. اسمان مميزان عندما تسمعهما تعلم أنك تطرق على أبواب الزمن الجميل للتغلغل في شخصيتهما المشاغبة والرومانسية والشقية، لن يفوتا لطفي وحمامة أي دور في السينما المصرية دون القيام به فموهبتهما كانت تفرض نفسها بشدة على أي شخصية يقيمان بها.
ولأن الوسط الفني معروف منذ قديم الأذل بالصراع الدائم بين الفنانات وإشعال نار الغيرة بينهن بسبب الزواج أو الطلاق وتطرق الأمر إلى الأجر أيضًا.
الشقراء والسمراء
تميزت فاتن حمامة بجمالها الطبيعي وروحها الهادئة ووجهها الطفولي البشوش ولدت حمامة في 27 مايو 1931 بحي عابدين بالقاهرة، أحبت التمثيل منذ نعومة أظافرها، وساعدها والدها في بلوغ المجد سريعًا.
أرسل والدها صورتها إلى المخرج محمد كريم عندما قرأ إعلانًا في إحدى المجلات يطلب فيه الأخير طفلة صغيرة للمشاركة في فيلم "يوم سعيد" بطولة الموسيقار الكبير محمد عبدالوهاب.
وعندما رآها المخرج محمد كريم، أشاد بأدائها ورشحها للدور وتعاقد معها على فيلمين بعد ذلك هما رصاصة في القلب ودنيا،والتحقت بالتمثيل وأثبتت جدارتها وخطفت الأضواء والأنظار من الوهلة الأولى.
على الجانب الأخر فتاة شقراء جميلة اتسمت ملامحها بالبراءة اسمها بولا محمد شفيق، اكتشفها المخرج رمسيس نجيب، وقدمها للسينما أول مرة من خلال فيلم "سلطان" عام 1959م، كما اختار لها الاسم الفني "نادية" اقتباسًا من شخصية فاتن حمامة في فيلم "لا أنام".
صداقة وغيرة
نالا الاثنان معًا شهرة ونجاحًا كبيرًا ليقتربًا معًا ويحققان هدف مشترك وهو الإصرار على النجاح وبالفعل جمعهما الحلم وخطفا الأضواء.
كشف طارق الشناوى، خلال استضافته بأحد البرامج، بأن فاتن حمامة كانت الأعلى أجرًا منذ فترة الخمسينات والذي كان يتماشى مع ايراداتها الضخمة لافتًا إنها كانت أغلى أجرًا من نادية لطفى والتي كانت دومًا تسأل على أجرها الفني كنوع من الغيرة الطبيعية والمنافسة بين الفنانين وغيرهم من الفنانات إلى أن قررت أن تتوجه حمامة للدراما التلفزيونية والتي حقق فيها أيضأ نجاحًا مبهرًا.
كلمات صادقة
انهارت نادية بالبكاء عندما علمت بخبر وفاة فاتن حمامة وقالت خلال المداخلة: "علاقتي بفاتن حمامة علاقة حلم حلمته من زمان وكانت نجمتي المفضلة وكان حلمي بس أشوفها، ومرة بعتلها جواب وبعتتلي صورة من إمضائها، اشتغلت في السينما وشوفتها مكنتش مصدقة نفسي، سافرنا مع بعض روما كانت رقيقة وذوق وحنينة ومحترمة بالرغم إني كنت مبتدئة ورشحتني في لا تطفئ الشمس".
وأضافت نادية لطفي: "كانت بتكلمني وتسأل عليا، حلمي اتكسر وأتحطم بعد مماتها"، مضيفة: "كانت فاتن العالم العربي والمرأة العربية تعلمنا منها البساطة والأناقة والحركة والأداء هي جزء من عراقة وأصالة مصر".
ولحقت نادية لطفي بصدقيتها فاتن حمامة، بعدما تدهورت حالتها الصحية ووافتها المنية عن عمر يبلغ 84عام وتركت ورائها مجموعة من الأعمال السينمائية المميزة.